الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th October,2006 العدد : 174

الأثنين 17 ,رمضان 1427

محمد صالح الشنطي لـ «المجلة الثقافية »:
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
كتبت عن الإبداع في المملكة لأنني أنتمي إليه وأعتبر نفسي نبتا انبثق في تربته

*حوار محمد الدبيسي:
في ليلة تكريمه من قبل وزير الثقافة والإعلام.. وبحضور جمع من الأدباء والمثقفين السعوديين.. قال عنه سعيد السريحي: إنه من صُنّاع ثقافتنا الوطنية.. وقال عنه علي الدميني كذلك وأكثر من ذلك..
وبدا حينها الرجل (النبيل) حييا.. لم يسعه إلا أن ثمن وبإجلال للمتحدثين رأيهم فيه.. مؤكدا على أن هذا الوطن (وطنه الأول) وأن ما قام به تجاه أدبه وثقافته.. ليس سوى واجب المعرفة.. ورسالة المثقف وموقفه..!
وفي هذا الحوار.. لم نرد الولوج في تفاصيل مشروعه الثقافي الذي واكب واستوعب ورصد من خلاله أكثر مراحل منجزنا (الأدبي) أهمية وحساسية..
في هذا الحوار حاولنا ملامسة منطلقات المشروع وكلياته بشمولية دونما دقة تبحث في المفاصل والمضامين ومستويات الرؤية وتجلياتها لما يقتضيه ظرف الحوار والمساحة المتاحة لنشره:
* ثلاثون عاما في المملكة.. كيف بدأت.. وإلى ماذا انتهت..؟
ثمانية وثلاثون عاماً بدأت من تبوك حيث عملت معلماً للمرحلة الثانوية منذ عام 1388هـ (1968م)، وأنا أعي أنك لا تقصد الحدود الزمانية والمكانية وإنما تعني تشكل الوعي على المستوى الخاص والعام (كما أفهم)، وأود أن أشير إلى أنني بدأت معلماً حديث التخرج تأثرت بما احتشدت به حقبة الستينيات من وقائع مفصلية أبرزها انتكاسة عام 1967م وتتلمذت على كوكبة من أعلام الأدب والثقافة في تلك الحقبة: د. شوقي ضيف و د. يوسف خليف ود. سهير القلماوي ود. شكري عياد و د. أبو الوفا التفتازاني و د. خليل نامي (المؤرخ الكبير) لتاريخ النقوس العربية و د. عبد الحميد يونس ومن ثم د. عبد المنعم تليمة و د. حسين نصار و د. نبيلة سالم و د. طه وادي و د. نعمان القاضي و د. عبد المحسن طه بدر وذلك على نحو مباشر بمعنى أنني كنت تلميذاً لهم في قاعة الدرس وثمة أساتذة أجلاء ومفكرون كبار وكتاب مسرح وشعراء كانت تكتظ بهم المنتديات والمحافل الأدبية تتلمذت عليهم بشكل غير مباشر، وكانت تلك الحقبة الفترة التي انتعشت فيها الآمال الكبرى على مستوى الثقافة والسياسة والاجتماع، وهي أيضاً الحقبة التي انتكست فيها تلك الآمال وخلفت في النفس المرارة والإحباط، كنت وجدانياً رومانسياً ذا نزعة مثالية كما هي الحال بالنسبة لجيلي الذي حلق بعيداً في فضاء الوعد بالانتصار والعودة.
أما إلام انتهيت فهذا سؤال كبير يحتاج إلى صفحات عديدة، أصبحت أستاذاً جامعياً وقد تدفقت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقولون كنت شاباً رومانسياً وهأنذا في الستين ولم أفقد إيماني بالله ثم بالمستقبل الذي أراه في مرآة التحول وقد أصبح شيئاً مختلفاً عن الماضي فثمة وعي جديد وفهم مباين لما كان سائداً وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
* في كل ما كتبته عن الأدب في المملكة شعره وسرده ونقده وتاريخه.. ما الذي كان يلح عليك قبل ذلك وأثناءه؟
كان يلح علي هاجس مهم وأعتقد أنه كان طبيعياً وتلقائياً، وهو أنني عندما أقرأ الأدب في المملكة إنما أقرأ إبداعاً أنتمي إليه، ولم أكن أفكر ولو للحظة واحدة أنني مدفوع بدوافع أخرى، فواجب المعاصرة والمعايشة يفرض علي أن أتفاعل مع محيطي الثقافي الذي اعتبر نفسي نبتاً انبثق في تربته، إنني أقارب وأحاور منجزاً إبداعياً يشكل جزءاً من خطاب الأمة التي أنا أحد أبنائها إنه الخطاب الذي تلقيته على مدى عقود، كان في ذهني وفي تصوري أنه لابد من أن أقوم بمشروع متكامل يمثل قراءتي للمشروع الإبداعي والنقدي في المملكة قبل أن أرحل، في ميدان القصة القصيرة وهو الفن الأثير لدي وفي الرواية وفي النقد وفي الشعر أيضاً وقد أنجزت قراءة اعتبرها مجرد شهادة ورؤية لهذا المشهد، وقد اغتبطت كثيراً حيث رأيت أجيال من الباحثين والنقاد تتجاوزني وتقدم دراسات عديدة في هذه المجالات المتعددة.
*عاصرت بدايات التحول وربما إرهاصاته إن جاز أن نزعم أن ثمة تحولا ولو إجرائيا في مسيرة الأدب في المملكة.. هل ترى أن تلك المرحلة أفضت إلى مظاهر جادة نوعيا في الحياة الأدبية؟
ثمة تحولات واضحة : كنا في بداية السبعينيات نخوض جدلاً حول ما يسمى بالشعر الحر على صفحات عكاظ والمدينة والجزيرة، ثم تجاوزنا ذلك لنخوض حواراً حول القصيدة الحديثة ثم حول قصيدة النثر، وكانت مرحلة الثمانينيات الفترة العصيبة التي شهدت مخاضاً عسيراً، في هذه المرحلة وما بعدها ظهرت اتجاهات جديدة في كتابة الرواية: الرواية التجريبية والفانتازية والأسطورية وما يمكن أن يسمى بالكوميديا السوداء، شهد المسرح تطوراً رصده عدد من النقاد، ولا يتسع المجال لمزيد من الحديث حول هذه التحولات النوعية، وظهر عدد من الرموز من الشعراء وكتاب السرد والنقد وتحاورت الاتجاهات المتعددة حواراً وصل حد الصدام أحياناً، المشهد الثقافي كان يمور وكان ذلك ناجماً عن عوامل متعددة ليس أقلها الحراك الاجتماعي ولا هذا الجيش من الأكاديميين، ولا أريد أن أختزل ذلك كله في عبارات مبسترة.
* الرواية السعودية.. كنت أول من سردت مسيرتها.. وتتبعت تلك المسيرة.. ونماذجها ومدارسها.. في كتاب مستقل ألفته عنها، في حين كانت تروح مكانتها لدى قارئ لم يكن يحفل بها كثيرا استجابة لوعي ما.. شكل خطاب تلك الفترة؟ وكيف ترى هذه الفرضية؟
لم أكن الأول فقد سبقني أستاذنا الدكتور منصور الحازمي وبعض النقاد والباحثين، هذه ملاحظة أولية لكي لا يظلم أحد.
أما بالنسبة للفرضية التي تفضلت بطرحها في صحيحة إلى حد كبير، كانت آثار الطفرة ما زالت تتفاعل ، ولم يكن ما تمخضت عنه من نتائج على المستوى الاجتماعي والثقافي قد استقر، فكان المزاج الأدبي لا يحتمل ما في الرواية من رصد للحراك الاجتماعي وتحولاته، وكان الشعر والقصة القصيرة في استجابتها للحظة التأزم والانفعال هما الأقرب إلى ذائقة المتلقي، فالخطاب الروائي خطاب جذري شمولي له حمولته الفكرية ورؤيته الاجتماعية وإلمامه التاريخي، وهو ما لم تتهيأ له ذهنية التلقي السائدة آنذاك.
* وكيف واقع الرواية السعودية الآن؟
هذا سؤال يحتاج إلى إجابة ضافية، ولكن باختصار شديد أقول إن واقع الرواية السعودية الآن نرى فيه خطاباً سردياً نسوياً بارزاً وناضجاً ومستجيباً للتحولات، ونرى فيه محاولة لتطويع السرد لاستيعاب خلاصة المنجز الروائي التقني المعاصر وهو يحتاج إلى وقفة تحليلية راصدة، ولكنك تستطيع أن تقول: إن لدينا خطابا سرديا بدأت ملامحة الخاصة تظهر في كتابات العديد ممن تحولوا إلى هذا الفن من شعراء وأكاديميين وكتاب قصة قصيرة إلى ذلك. عفواً لم أقل شيئاً ذا بال.
* في كتابك الآخر عن القصة.. يلاحظ حشد من الأسماء.. التي تفاءلت من منظور نقدي احتفائي بتجاربها مع أن الكثير منها لم يكن مؤهلا للاضطلاع بشروطها.. ومن ثم توقف عن الكتابة وانسحب من المشهد.. هل بالغت في الاحتفاء؟
لم أكن محتفياً بل كنت راصداً، وكثير ممن كتبت عنهم أوسعتهم تسجيلاً للمآخذ وأوسعوني ردود فعل قاسية لذا لا أعتقد أنني بالغت في الاحتفاء، ولكن بالغت في الرصد لأسماء ربما لم تكن فاعلة في الحركة الإبداعية.
وكتابي الثاني (آفاق الرؤية وجماليات التشكيل) وهو في نقد القصة المحلية ربما كان أقل احتفالاً بالأسماء من سابقه ولكنه لم يعرف على نطاق واسع.
* كنت من أبرز شهود الحراك الثقافي العملي والمشاركين بصدق واقتدار بالمشاركة في صنعه.. عبر مناشط مؤسسات عدة.. هل أفضى ذلك الحراك إلى وعي حقيقي بأهمية الفن والأدب لدى النسيج الاجتماعي.. أم أن تلك الجهود قد قصرت عن بلوغ ذلك الهدف؟
أولاً أشكرك على شهادتك التي أعتز بها، ولكن أود أن أقول شيئاً وهو أن الأدب مازال فن النخب المثقفة وليس فناً شعبياً، وعلى مستوى النخب أستطيع أن أقول إن الوعي بأهمية الفن والأدب قد تبلور إلى حد ما.
* يحيل الباحثون والدارسون للسرد في المملكة.. إلى مؤلفاتك المهمة في هذا المجال.. هل أسست عبر تلك المؤلفات قاعدة منهجية في البحث في حركة السرد.. أم ترى أنك واكبت ظرف طفرتها الإنتاجية فقط؟
أترك الإجابة على هذا السؤال لغيري فهو الأقدر على التقييم.
(الحركة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية) كتاب في ثلاث مجلدات أرى أنها استوعبت المراحل الأكثر جدية في مسار هذه الحركة.. ولكنك راهنت على جيل الثمانينيات وما بعدها تحديدا ولا سيما على صعيد الرؤيا والقيم الجمالية الأخرى.
* ولكن جيل الثمانينات تحديدا توارى أو خبا وهج تألقه نسبيا.. فكيف ترى ذلك؟
ثمة ظروف موضوعية حكمت سياق إنتاج جيل الثمانينيات، هناك تهميش نقدي في مواكبة هذا الجيل، وهناك حادة على المستوى الثقافي في العالم العربي كشفت عن عورات ليس من السهل سترها في سلوك المثقفين ورؤاهم وانحيازاتهم وليس بمقدوري أن أخوض في التفاصيل، ولكن مأساة غزو الكويت وقبلها حرب الخليج الأولى ثم الثانية ثم أوسلو ثم أزمة الواقع العربي حالت دون أن تأخذ مسيرة شعراء الثمانينيات خطها التنامي، كما أن الرواية خطفت الوهم في تلك المرحلة من الشعراء، وهذا ما أملته الحاجة التاريخية والشرط الاجتماعي، لذا وجدنا العديد من الشعراء في المملكة فحسب بل على مستوى الإبداع العربي بعامة.
* هل نستطيع تحديد تفوق أو حضور نوعي في إطار الحركة الأدبية المحلية بين الشعر والرواية والتمايز في الحضور بينها في مشهدنا الإبداعي..؟
نعم، ولكن ليس بالتحديد، وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في إجابة السؤال السابق، لقد شهدت الساحة تنامياً ملحوظاً في حركة الإبداع الروائي في مقابل ما تفضلت به من خبو وفتور واضح في حركة الشعر وكل ذلك أمر نسبي، ولو ألقيت نظرة استشرافية سريعة على الساحة الإبداعية والنقدية لوجدت أن بعض الشعراء المهمين صمتوا أو نزر إنتاجهم وتحول بعضهم إلى الرواية، ثم أن الاهتمام النقدي والبحث الأكاديمي انصرف نسبياً إلى دراسة السرد، وحتى الملتقيات والمنتديات أصبحت أكثر اهتماماً بالسرد.
* رصدت كذلك الحركة النقدية المحلية في مؤلف من مجلدين.. يرى بعض المتابعين أنه يحتوي إطارا فضفاضا لتعددية النص النقدي.. واحتشاده بمحاولات نقدية متواضعة لا تستحق الرصد أو الاعتراف بجديتها أو جدواها.. فهل ترى مبررا لذلك؟
حتى أجد مبرراً لذلك لابد أن أسلم بهذه المقولة، لكن دعني أقول لك يا صديقي شيئاً. ما كتبته عن الحركة النقدية لم يكن مجرد إطار لنص فضفاض، وإنما هو رؤية للحركة النقدية، وليس تأريخاً لها وإن أمكن تبين خيط زمني تطوري يتراءى في سياق الكتاب، ولكنني لا أعطي هذا الكتاب أكبر من حجمه، وقد حرصت على أن أسجل في العنوان أنه (رؤية وشهادة)، وقد بدا أنني احتفيت بالأسماء، وبعضها ورده متواضع في الحركة النقدية، ولكن حفاوتي تلك جاءت في إطار رصد للمشهد النقدي لكل، ثم إنني تعاملت مع النصوص النقدية التي قدمها هؤلاء، وهذه وجهة نظر، لقد تحدثت عن محيطي، وبحكم قربي من النص النقدي فإن من المؤكد أنني أغفلت بعض الجهود المهمة ليس عن عمد.
* لديك تجربة طويلة في مجال التعليم الجامعي وعبر تخصص نوعي في اللغة وآدابها.. هل كانت مناهج هذا التعليم في هذا التخصص بحجم المتغير الثقافي الجديد.. والزخم المعرفي في واقعنا المعاصر..؟
لست من أنصار الإجابات العامة الحدية الطابع، ولكن ثمة قصور واضح في مواكبة التغير الثقافي في مناهجنا ومقرراتنا وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى الجمود وهذا يرجع إلى أمور متعددة ليس أقلها هيمنة رؤى معينة على ثقافة الأستاذ الجامعي أو انشغاله في مجالات متعددة أو طموحه إلى مناصب تلهيه عن تنمية ثقافته وتجديد رؤيته، نحن بحاجة إلى إعادة تقويم مسار التعليم العالي وضبطه على مستوى العالم العربي.
كانت (ثقافة الانتماء بين الواقع والمجهول) آخر محاضراتك في نادي المدينة المنورة قبل فترة قصيرة.. وكان طرحك شجيا غير متفائل أثبتت مستجدات الواقع ومتغيراته صدقيته وموضوعيته.. فهل لا تزال متشائما..؟ لست متشائماً فأنا مؤمن بأن الله سبحانه وتعالى سيعيد لهذه الأمة مكانتها إذا هي التفتت إلى إمكاناتها الهائلة.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
* في نطاق الواقع الثقافي المحلي يشكو المبدعون من عضال نقدي لا يحقق تطلعاتهم.. وينقسم النقاد ما بين منادين بخطاب نقدي ثقافي.. يستوعب الأنساق الأدبية ويكشف معطياتها.. ومصرين على أهمية النقد الأدبي وجدواه..
أين أنت من هذا السجال؟
منذ أن انشغل النقاد بالنظرية، على الرغم من أهميتها، وانصرفوا إلى التوصيف المجرد للنص الإبداعي، وانهمكوا في مجالات مستمرة حول المناهج والرؤى، ونحن نعاني من هذا العضال النقدي الذي تفضلت بالإشارة إليه.
بداية لا أريد أن يفهم من كلامي أنني غير محتفل بالنظرية فهي تأصيل وتقنين وضبط وقبل ذلك كله رؤية فلسفية ولكنني أرى أنه لا بد من أن يكون هناك اهتمام مبرمج بالإبداع الجديد يصل إلى مستوى التخصص، فقد افتقدنا تلك الحفاوة التي كان يوليها النقاد للإبداعات الجديدة، وربما كانت فوضى النشر مسؤولة عن انصراف النقاد ، فثمة غثاء كثير ينشر، وقد ضاع الإبداع الأصيل في هذا الكم المتدفق، ومع هذا أقول لابد من مواكبة نقدية جادة ومستمرة، ولا بد من عودة القراءات النشطة لما سنشر. أما بالنسبة لموت النقد الأدبي وانتعاش النقد الثقافي فهذا أمر يحتاج إلى شيء من المراجعة، فالنقد الأدبي يكمله النقد الثقافي ويتممه، فاكتشاف الأنساق الثقافية لا يتم إلا عبر تأكيد هوية الإبداع الجمالية، ولابد من الإيمان بأن الأنساق الثقافية ليست ثوابت، بل هي متحوله وتخضع للظروف الاجتماعية والإنسانية، أما الثوابت العقدية فهي الباقية، وما يتصل بها من قيم ثقافية وإنسانية.
ولكي اكتشف النسق الثقافي لابد من أن أتعامل مع نصوص ذات سمة إبداعية.
وشكراً جزيلاً
الصفحة الرئيسة
فضاءات
حوار
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved