الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th January,2005 العدد : 91

الأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

رئيس أدبي الرياض محمد الربيّع في جلسة مكاشفة مثيرة «2»
الربيّع: لماذا لم يأت غازي القصيبي للنادي كي نطبع كتبه؟!
* متابعة: عبدالله السمطي:

كنت مترفعاً عن الذهاب لأي مخلوق ليشتري مني، وكنت حاسماً لهذا الموضوع، فأنا لا أريد أن أذهب لأستجدي، لكن النادي وهو مسألة عامة جعلتني ألا أجادل في ذلك مستقبلا، فنحن نجمع مالاً في حساب النادي،
وطبعاً هناك إجراءات تحديث حساب النادي لم تتم حتى الآن، لكننا نحاول قدر الإمكان توفير المال اللازم للنادي... هكذا واصل الدكتور محمد الربيع رئيس النادي الأدبي بالرياض حديثه في الجلسة الحوارية التي عقدها التحرير الثقافي ب(الجزيرة) خلال شهر رمضان المنصرم ونشرت الثقافية الحلقة الأولى منها العدد قبل الماضي..
***
يركز الدكتور الربيع في هذه الحلقة الثانية حديثه حول أنشطة النادي الأدبي المقبلة، ومدى إسهام القطاع الخاص في تمويل أنشطة النادي، وحول تطبيق النظام الذي يقضي بعدم التجديد لمجلس الإدارة ولرئاسة النادي أكثر من فترة، علماً بأن فترة الرئاسة مدتها 4 سنوات، وفي هذه الحلقة يحتدم النقاش حول إمكانية أن يستقطب النادي الأنشطة الثقافية الأخرى مثل المسرح، فيدور نقاش ساخن بين د. الربيع والكاتب المسرحي محمد العثيم، ثم نقاش آخر بين د. الربيع وكل من الشقحاء واليوسف حول نظام الأندية، ثم يطالب القاص صالح الصقعبي في مداخلته باستقالة أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي فوراً تطبيقاً للنظام، ثم يقدم السمطي مداخلة حول تكثيف أنشطة النادي ثقافياً، ودلالة عقد ملتقى المثقفين السعوديين، وتختتم هذه الحلقة بالحديث عن مشروعات النادي المقبلة.. وقد أدار الجلسة القاص والروائي عبد الحفيظ الشمري.. وهذا ما دار بها حيث واصل الدكتور الربيع حديثه قائلاً:
تحويل المكتبة إلى مركز متخصص في الكتب الإبداعية السعودية سيأخذ وقتاً ولهذا يستعد الأخ خالد اليوسف لإصدار المعجم الببليوجرافي للإبداع السعودي، وميزة هذا المعجم، هو عمل علمي وأيضاً تاريخي، ونحن نشتغل في هذه النقطة على قدر الإمكانيات.
هناك نقطة أخرى تتعلق بالنظام يطبق هذا الآن عبر مرحلتين، هناك أشياء موجودة ولا تحتاج للنظام، وأعتقد أن الأندية أو المؤسسات الثقافية تحتاج لنظام آخر، أوسع من هذا بكثير لأن الذي يهمنا هو تلبية المفاهيم وتوسيع نقاط العمل، ليس فقط تقليلا للميزانية.
بالنسبة للنظام ينبغي أن يدرس بمجلس الشورى ومجلس الوزراء وأن يصدر به مراسيم وحتى لا ننتظر ذلك، نأخذ بعض المواد من النظام ونشرع في تطبيقها.
لكن من مر عليهم سنوات طويلة في الأندية يجب أن يتغيروا طبقا للنظام حتى يشعر الناس بأن هناك توجهاً للتغيير والتطوير، هذه الأشياء التي أعتبرها بسيطة ستعيد الناس على الأقل إلى المؤسسات الثقافية.
جمعيات مرفوضة
محمد الشقحاء: وهل جمعية الأدباء تنتظر أيضا؟
د.الربيع: هذه مسألة أخرى، وقد قدمت إشارة إلى ذلك في كلمة حفل افتتاح ملتقى المثقفين كمطلب للمثقفين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز له تعليق عليها، وهي الآن تسير في طريقها، لكن ماذا يصدر لا ندري.
قبل سنتين رفض اتحاد الكتاب العرب مشاركة السعودية لأنها ليست عضوا في الاتحاد، لأنه ينبغي أن يكون هناك تنظيم أو جمعية حتى تنضم لهذا الاتحاد، فالعام الماضي حضر أكثر من شخص باعتبارات شخصية، لكن عندما حدث اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد والجمعية العمومية لم تتمثل السعودية.
والشيء نفسه أيضا حدث مع اتحاد الصحفيين العرب حيث لم تنضم السعودية إليه إلا بعد إنشاء هيئة الصحفيين، إذا هذه الهيكليات ستعيد الناس إلى المؤسسات الثقافية.
هناك أندية أدبية في البيوت هي المنتديات الأسبوعية، مهما اختلفنا عليها.
هناك أناس يقولون إن صاحبها يقيمها من باب الوجاهة أو لأسباب أخرى، ليكن ذلك، لكن لها نشاطات. وحتى لو نشطت الأندية الأدبية فإن الثقافة لن تقتصر عليها فالثقافة واسعة ويتنافس فيها الجميع، وإذا كان عندك عشرة منازل أو عشرة أندية فإن ذلك لا يضر.
وعندما جاء موضوع جمعية السرد، فليس من حقك بدئياً أن تدخلهم النادي، بالنسبة لي أنا لا أمنع أي شخص سعودي من دخول النادي، لكن دخول مثل هذه الجمعية تحتاج لتعديل النظام وتعديل المفاهيم عند الناس.
عزاء واجب
محمد العثيم: سؤال للدكتور الربيع، هل بإمكاننا فعلاً أن نتقدم بعد أن (توفيت) (الله يرحمها) جمعية الثقافة والفنون وهذا معروف، هل بإمكاننا ندخل النادي كفرق تقدم نشاطاً أدبياً وثقافياً وفنياً؟
د. الربيع: اسمح لي يا أخ محمد، عندما جاء الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان، بطلب دخول النادي كجماعة للسرد فقلت إن النادي يرحب بكم، لكن الذي حدث أنهم هم صار بينهم مشاكل، والعرض لا يزال موجودا، لكنك تحدثت معي عن موضوع المسرح، والنادي لا يوجد به مسرح مجهز.
العثيم: هناك القاعة الصغيرة التي تتم عليها الندوات، يمكن إقامة بعض العروض الصغيرة عليها.
د. الربيع: أنا لا أدري عن صلاحيتها، لكن إذا كان هناك نقاش فني لا مانع.
محمد الشقحاء: هل يمكن أن يستوعب النادي في عضويته النشاط المسرحي، وهم ينفذون ما يحتاجون في الحديقة أو في أي مكان، بحيث إن النادي يستقبلهم ويتبناهم.
الربيع: أنا أجبت على ذلك، إذا هم كمسرحيين يريدون أن يتناقشوا ويقدموا دراسات عن المسرح فهذا لا إشكال فيه، لكن أن يقدموا عروضاً مسرحية فليس عندي مكان ولا إمكان.
العثيم: تكفينا خيمة، أو قاعة، أو مستودع.
الربيع: تعرف أن النادي به أماكن
متعددة، ونحن طلبنا عمل خيمة بالحديقة، لكن المسرح يحتاج لإمكانيات كثيرة.
العثيم: يا دكتور محمد، نعم العروض تحتاج لإمكانيات، لكن مسألة التدريب البدني والتدريب التجهيزي، والتقني والتدريس يحتاج إلى قاعة صغيرة، ونحن لدينا تجهيز مسبق من ورشة سابقة، تجهيز في حدود 200 ألف ريال جمعناه بشكل شخصي، ومن الممكن أن نضع تجهيزنا بالنادي.
الربيع: إذن اكتبوا تصورا، لأنني حتى الآن أعتقد أن النادي غير مناسب.
العثيم: إذا كانت هناك خيمة، ارفعوا سقفها قليلا، ونحن نعمل تدريباتنا بها.
الربيع: لو تكتب مذكرة حتى نناقشها، لكن إذا كانت هناك دراسات مسرحية لا مانع.
العثيم: ليست دراسات فالقضية هي العمل المسرحي.
الربيع: ربما التصور غير واضح تماماً، فالنادي غير مجهز، لكن اكتبوا لنا، وسندرس ذلك.
استقالة نظامية
عبدالحفيظ الشمري: الأستاذ صالح الصقعبي قاص معروف، فليتفضل بمداخلته.
صالح الصقعبي: في بداية مداخلتي، لعلي من خلالكم جميعاً وباسمي وباسم الدكتور محمد الربيع أطالب أعضاء مجلس الإدارة بالنادي الأدبي بالرياض بأن يقدموا استقالاتهم بناء على نص النظام إلا إذا كان الموجود في النادي الأدبي نفعياً، والموجودون لهم منافع مادية ومصالح شخصية، فيكون الفعل الثقافي قد أخذ المرحلة التالية، وأخذ المشروع الشخصي الواجهة، وهنا لن نستطيع أن نتكلم عن فعل ثقافي، ولن نستطيع أن نتكلم عن ناد أدبي، قبل بداية هذا اللقاء كان الدكتور الربيع والأستاذ خالد المالك يتحدثان عن المبنى الجديد للنادي، وما إلى ذلك، ولعلي أقول إن بساطة المكان ليست مشكلة، نحن نبحث عن عظمة العطاء والأداء يا دكتور، لا نبحث عن أمكنة، ولعل بعض مقاهي القاهرة قدمّت العديد من العطاءات الأدبية رغم أنها كانت على مصطبة أو مقهى متواضعاً جدا، لكن الروح لم تكن مصلحية، لم يكن الموضوع الشخصي أو الكسب الشخصي هو المطلب، بل كان الهدف هو المصلحة العامة.
سؤالي هو: لماذا يغيب المثقف السعودي عن الأحداث، سواء داخلية أم خارجية عربية ام عالمية.. تطالبون بأن ينضم المثقفون لعضوية النادي، لكن ماذا يقدم النادي لهذا المثقف؟ ماذا سيقدم لي النادي لو أتطاول يوما، أو (تنفقع مرارتي) وأقول (كلمتين) لا ترضيان أحدا، هل سيقف بجانبي النادي؟ هل سيتعاطف معي؟ هل سيحميني؟ فالفائدة معدومة من النادي بالنسبة للمثقف، لقد لوحظ في الأندية الأدبية في المملكة عموماً، نجد أن الكتب والمحاضرات الأدبية تدور على تخصصات أعضاء مجلس الإدارة. النشاطات والفنون التي لا يفهمها ولا يعرفها ولم يتعلمها أعضاء مجلس الإدارة لا يقوم النادي بعرضها أو بتبنيها سواء في المحاضرات أو المؤلفات أو غيرها.
بالنسبة للمسرح فقد تحدث الأب الروحي للمسرح بالمملكة الأستاذ محمد العثيم، وأقول له: لقد تقبلنا العزاء في المسرح منذ سنين طويلة، ونتمنى أن يبعث من جديد، وأن يتم الاعتراف بالمسرح.
نقطة أخرى تتعلق بالدكتور الربيع: كلما تحدث عن نشاط قال إنه قام بإقناع إحدى الشخصيات لتمويل هذا النشاط، فأقول له: الله يعطيك الصحة والعافية، وربما لو مرت مشكلة بأحد أقاربك لن تكلم فيها أحدا وستسكت عن هذه المشكلة، ولكن من أجل الفعل الثقافي تستجدي الأموال، في بلد يصرف الأموال في أماكن ليس لها دخل لا بالعطاء ولا بالثقافة ولا بالتنمية، قد تكون لها أشياء أخرى،
فياليت ما يقدم للأشياء الهابطة أن يقدم للأنشطة الاصيلة، وأن نصل إلى مستوى عدم استجداء أحد لدعم نشاط ثقافي، أرجو ألا أكون قد خرجت عن المضمون، وأطالب مرة أخرى أن يتبنى النادي الأدبي لغة العصر التي هي لغة المسرح والتليفزيون والموسيقى..وشكرا لكم.
شخصية اعتبارية
د. الربيع: تحدث الأخ صالح بمرارة، وأنا أتفهم ذلك، بالنسبة للمكان ليس هماً، لكن وجود مكان مهيأ، ومصمم بطريقة تخدم العمل الثقافي، فهذا عمل جيد.
وما دعا للحديث أن مقر النادي ليس ملكاً له، بل هو ملك لأمانة مدينة الرياض، وقد أوضحت أن الأمانة أعطتنا 15 سنة أخرى، وكنا فرحين جداً بالموقع الجديد للنادي بحي الصحافة بجوار مؤسسة الجزيرة، وطبعا العمل هو الأساس، ولكن لو وجد مكان متميز فهذا جيد.
أما موضوع الاستقالة فهذا شأن أعضاء مجلس الإدارة، أما أنا لماذا أطالب؟ هذا أمر يرجع لهم، هناك نظام موجود، وهناك مدة للتجديد، تتمثل في التمديد للشخص لمرة واحدة.
محمد الشقحاء: المسألة تتمثل في من يطبق هذا النظام؟
د.الربيع: من وضع النظام.
الشقحاء: أعضاء مجلس الإدارة لمدة 4 سنوات، ثم تجتمع الجمعية العمومية وتقرر التجديد من عدمه، وهذا النظام موجود في الأندية الرياضية، لكن مع الأسف الشديد نحن كأعضاء في النادي الأدبي كلما نحاول أن نطبق هذا النظام قيل لنا توجهوا للرئاسة، الرئاسة ما قالت إنها تطبق النظام، هي أعطت النظام، وهي الآن جهة رقابية، جهة إشرافية فقط، ورئاسة الأندية الأدبية مدتها 4 سنوات، والتجديد لمرة واحدة فالنظام صريح، وتعليمات النظام معروفة..
فلماذا كأندية أدبية لا نطبق هذا؟
خالد اليوسف: تعقيباً على الأستاذ محمد الشقحاء: الأندية كما تقول اللائحة ذات شخصية اعتبارية معناها تستقل في كل آرائها، لكن ما طبق هذا الشيء، (الشخصية الاعتبارية) لم تستخدم.
د. الربيع: هناك نقطة جوهرية: لابد من الجهة المسؤولة، التي هي جهة رقابية على تنفيذ النظام، وأنت عند تطبيق النظام لابد من الموافقة على الأشخاص، هذا أمر معروف، أما الاستقالة فهذا أمر يعني أعضاء مجلس الإدارة، طبعاً لماذا نغيب عن الأحداث في الداخل والخارج؟
خالد اليوسف: مسألة التواصل مع التنظيمات والجمعيات الأدبية والثقافية لم تتطرق لها يا دكتور.
د. الربيع: لإحداث هذا التواصل لابد أن يكون عندك تنظيم، ورابطة للأدباء، وهذا كما يقال موضوع في طريق, وقد
نبهت في كلمتي في لقاء المثقفين عن هذا الأمر، أما الغياب عن الأحداث الثقافية داخلياً وخارجياً ليست قضية خاصة بالأندية، لكن بموقف المثقفين من الأحداث وإمكانية التعبير عن آرائهم فيما يحدث في الداخل والخارج، وبعضهم يمارس ذلك بطريقة أو بأخرى، أي ليس بالضرورة أن يكون ذلك مسؤولية الأندية، وبالنسبة للكتب والمحاضرات، هذا العمل يقتصر على المحاضرات.. ونحن عملنا دورات تدريبية للشباب في القصة والشعر بشكل مجاني، وحاولنا أن تبرز مطبوعات النادي في المعارض، وفي العام قبل الماضي شارك النادي الأدبي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ممثلا عن الأندية الأدبية، وقد كانت لي محاضرة ضمن فعاليات المعرض، وكنت أراقب المعرض والذين يحضرون، وكان هناك إقبال، وكنا نبيع الكتب بشكل مخفض، لأننا لا نريد أن نرجع بها، فكانت طريقة جيدة، وفي العام الماضي قالوا إن نادي الرياض الأدبي شارك في معرض القاهرة، وبالتالي يحق لناد آخر أن يشارك، وتم معرض العام الماضي ولم تشترك الأندية. المعرض القادم اتصلت عن طريق الملحقية بالقاهرة بإدارة معرض الكتاب بالقاهرة وهيئة الكتاب المصرية على أساس ان يرسلوا لنا دعوة للمشاركة في المعرض، بالنسبة لتطوير مجلات النادي، دخلنا مع وزارة التربية والتعليم في تطوير مواهب الشباب، وهناك منتدى للنقد الأدبي، أما عن قضية الكتب وأنها تخضع لاهتمامات وتخصصات مجلس الإدارة، فإنني أطالب بالنظر للكتب والإصدارات التي تمت في عهدي، أولاً لم يطبع لي أي كتاب في النادي، ولست في حاجة لأن يطبع النادي لي، فهناك الجامعة، لكن المشكلة عندنا حقيقة: من الذي سيأتي بكتابه للنادي؟ أنا كنت مسؤولاً عن الكتب في الجامعة، ومن كان يستشيرني هل أطبع الكتاب في الجامعة أم خارجها اقول له خارج الجامعة أفضل أو في العبيكان، أو اية جهة أخرى، الأمر نفسه بالنسبة للنادي، وأنا أعرف مشكلات الكتب وتسويقها، فالذي يأتي للنادي إما لم يجد جهة تطبع كتابه. ما جاءني غازي القصيبي مثلا ليطبع كتابه في النادي لأن لديه القدرة على الطبع والتوزيع بشكل جيد، طبعاً هناك تأثير على أن رئيس النادي لغوي فيطبع كتب اللغة مثلاً، وهذه حلها أن تقنن ما تطبعه الأندية، وقد حاولت أن أوجه الطباعة في النادي إلى ما يخدم الأدب في المملكة، وقيل لي: هذا تعصب، هذا ليس تعصباً، لكن أريد أن يكون هناك متابعة لهذا الأدب، وإلا أنا تراثي أصلاً ومحقق ومهتم بالتراث العربي والإسلامي، لكن عندما تأتيني في النادي لي طريقة، وفي الجامعة هناك طريقة أخرى، ولهذا يجب التنويع بعيداً
عن تخصصات مجلس الإدارة، أنا من الأشخاص الذين لا يؤيدون أن تكون مجالس الإدارات من أساتذة الجامعات، لابد أن تكون هناك خبرات متنوعة من المبدعين ومن تخصصات متنوعة حتى يتكامل العمل.
هناك رسالة ماجستير لأحد الدارسين درس فيها حالة الأندية الأدبية، وتوصل فيها لتوصيات استفدت منها، فهذا أمر جيد.
أنشطة مدرسية
عبدالله السمطي: إجراء حوار متخيل مع الدكتور محمد الربيع إنما هو حوار مع احدى الشخصيات الثقافية المهمة، التي كان لها دور في تطوير النادي الأدبي في السنة الأولى على الأقل من توليه رئاسة النادي، لكن بشكل عام فإن النادي الأدبي الذي هو جزء من المنظومة الثقافية بالمملكة، وهو نادي العاصمة فعلى الأقل كان لابد لناد مثل نادي الرياض الأدبي له هذه الوضعية أن يكون له نشاط فعال ومتميز، فالفترة الأخيرة ليس له نشاط ملموس أو مؤثر، والنادي هو همزة الوصل بين المثقفين الذين يودون اللقاءأسبوعياً، وبالتالي من المفترض أن يكون النادي هو النقطة الوضيئة المشعة في لقاءات المثقفين، أعتقد أن مسمى النادي الأدبي لا يمنع من وجود الأنشطة الثقافية الأخرى، فالمسألة شكلية بحتة بين نادي جدة الأدبي الثقافي، وبين نادي الرياض الأدبي، وبقية الأندية، فجميعها يندرج تحت جهة واحدة، وبالتالي من الممكن إدراج كل الأنشطة الثقافية ضمن فعاليات النادي.. وقد ذكر الأخ العثيم، والأخ الصقعبي بأن الثقافة لم تعد شعراً ولا قصة ولا رواية فقط، وأضم رأيي إلى هذا الرأي فالثقافة تشعبت بشكل كبير لتشمل المسرح والتشكيل والصورة والفضائيات...إلخ.
هناك مسألة أنشطة النادي الأدبي التي تتمثل في عقد ندوة أو أمسية، وهذه مسألة يسيرة جداً في عصر الاتصال، ونرى في الصالونات الأدبية نشاطاً
أسبوعياً، وبالتالي النادي الأدبي الذي له ميزانية، وله أعضاء، وبه قاعات، وله دعم إعلامي بشكل أو بآخر، لماذا لا يقوم هو بعقد هذه الندوات الأسبوعية، ليست المسألة كما أتصور تخضع لوجود اقتراحات أو تغير مسمى الوزارة، فالأنشطة الثقافية يجب ألا تتوقف، ويسير التطوير والاقتراحات في جانب والأنشطة الثقافية في جانب آخر بشكل متواز، أما أن أتوقف بحجة التطوير أو انتظار الموافقة على اقتراحات فهذا أمر سلبي، لا نستطيع أن نحكم وسط العمل البيروقراطي متى يتم تنفيذ هذه الاقتراحات والتطويرات، فمن الممكن أن تظل أعواماً، أما النشاط الثقافي المدروس والعصر الثقافي يركض بشكل سريع، وتظهر أجيال مختلفة، فلماذا لا يحتضن النادي هذه التطورات والأجيال، ولقد قدمت مقترحاً بعقد ثلاثين ندوة خلال النصف الأول من الموسم الثقافي، بحيث تعقد أسبوعياً وبشكل آلي.. وما أيسر عقدها، فالنشاط الثقافي هو الصورة الجوهرية لأي ناد أدبي.
وقد حضرت ملتقى المثقفين كمتابع الذي تشكلت قبله هيئة استشارية للمثقفين، وهي هيئة من الذين يعرفون متطلبات الثقافة بالضبط، لكن ضاعت سنة كاملة في أمور شكلية، كيف ضيعت هذه الهيئة الاستشارية عاماً كاملاً في تقصي مسائل ثقافية هم الأدرى بعناصرها، وهم الأعرف بكل قضاياها، لأن هذه الهيئة لم تأت من القمر أو من الفضاء الخارجي بل تشكلت من عناصر ثقافية لها باع طويل في العمل الثقافي، ثم بعد السنة عقد ملتقى، ثم توصيات، وكل هذه أمور شكلية، فالنشاط الثقافي عليه أن يكون حيوياً وساخناً ولا يتوقف على الإطلاق أمام الإجراءات الروتينية.
بالنسبة لنشاط النادي من الممكن أن يستثمر الوقت المتبقي من الموسم الثقافي في عقد 15 ندوة على الأقل، بندوات حقيقية لا (مطبوخة) مثل أن يأتي شهر رمضان المعظم فتعقد ندوة عنوانها: (رمضان في عيون الشعراء). هذه مسميات مدرسية صرف يمكن أن تعقدها مدرسة متوسطة أو ثانوية، أما النادي الأدبي فمن المفترض أن يعقد ندوات تمس الهوية والإبداع الثقافي داخلياً وخارجياً..في القاهرة مثلاً لا نعرف من الأسماء الثقافية السعودية سوى بعض الشخصيات المحدودة، التي تدعى في كل مهرجان.. كذلك المطبوعات السعودية الأدبية لا تصل إلى القاهرة إلا بالكاد وفي مطبوعات محدودة، كذلك
بالنسبة لمجلات النادي: لماذا لا تدمج في مطبوعة شهرية واحدة حتى يمكن لها التأثير في الواقع الثقافي بشكل حقيقي بدلاً من أن تصدر كل 6 أشهر دون تأثير.
أخيراً مسألة العضوية، مسألة روتينية يمكن تنفيذها بشكل سريع، بحيث يمكن أن يقدم النادي سبقاً في ذلك بفتح عضويته لكافة المثقفين.
د. الربيع: أولا بالنسبة للهيئة الاستشارية، وما يتصل بملتقى المثقفين، قضية ثقافتنا في الخارج تحتاج لمعالجة من الداخل أولاً حتى نوصل ثقافتنا وصوتنا للخارج. لقد شاركت ثلاث مرات في محاضرات معرض الكتاب بالقاهرة، وهذا ليس دعاية لشخصي، حيث ناقشت 4 رسائل ماجستير في القاهرة نفسها، وكان لها صدى بعد إذاعة بعضها في التليفزيون في القنوات الثقافية، وفي صحيفة الأهرام، وهنا نحتاج إلى نشاط من الداخل خاصة فيما يتعلق بالكتب.
تصوري أن نشاط النادي لم يتركز في السنة الأولى من رئاستي للنادي كما ذكر الأخ عبدالله السمطي، بل لنقل إنه خلال الفترة الماضية وهي فترة قصيرة جداً..تحتاج للمتابعة، طبعا أتمنى أو أحلم مثل الأخ السمطي أن يكون للنادي مكان جيد يجتمع فيه الأدباء والمثقفون، وليس بالضرورة يكون هناك نشاط رسمي، من الممكن أن تتحدث مع مثقفين آخرين عن فكرة ما، أو إذا جاءت وفود من الممكن عمل حفلة، أو لقاء، ونحن نحلم بحديقة بها خيمة، نستقبل فيها المثقفين، حيث إن الناس يبحثون عن مكان للتلاقي.إذن مسألة تطوير المفاهيم وإنشاء ناد الكتروني نحن نحاول في هذا الاتجاه.
لقد عقدنا ندوة في (الزلفي) والحقيقة ينبغي أن ينظر لهذا النشاط بشيء من التقدير، لأن نقل الثقافة إلى الأقاليم والأماكن التي لا توجد فيها حركة ثقافية أمر جيد، وكذلك عندما جاء موضوع: (الإحصاء) استفاد الحضور من طرح مسألة ما ينتج من الإحصاء على مستقبل التعليم والمجتمع، وسبقنا الأحداث وأقمنا ندوة: (ثقافتنا أمام العالم معرض فرانكفورت نموذجاً) وكانت ندوة في اعتقادي تعتبر رائدة، لأننا أردنا ألا يكون الحديث عن معرض فرانكفورت، وأننا سنعمل كذا وكذا، لكن كان الحديث عن كيف نقدم ثقافتنا في الخارج؟
ودار نقاش طويل حول هذا الموضع، وكثير من الأشياء التي طرحت مازال الناس يتحدثون عن الندوة وما دار في فرانكفورت.
وبالنسبة للندوات القادمة لدينا ندوة عن الأعمال القصصية الكاملة لإبراهيم الناصر الحميدان، واستكتبنا مجموعة من النقاد، كذلك هناك ندوة عن الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد الصالح.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved