قصيدة العراق.. أينه... عبدالرزاق سعود المانع
|
أضاعوني !
وأحنى رأسَه النخلُ
فما حطتْ
مطوقةٌ
على غصنٍ، طريّ، يابسٍ، تنعي
وكان يود أن يشكو
وأن يحكي
لصبحٍ لم يعد صبحاً
بأن النّهرَ مذهولٌ، يعانقُ بعضه، يجري
بلا هدفٍ، بلا مجرى
وأنّ الطينَ مفزوعٌ
ومصبوغٌ بلونِ الموتِ..
يحكي قصةَ الرعبِ
وآثارٌ،
من الأقدامِ والرُكب
تُشققُ بطنه اللزجا
وكان النسرُ يقبعُ فوقَ مئذنةٍ
يفكر في هوى العشِ
ويرسم وجهَ خارطةٍ
لأعشاش،
تناثَر ريشُها... رعباً،
وصوتُ الدم...
موتٌ أسودُ الوجه
وأحنى رأسَه النخلُ
ونكّس رأسَه النسرُ
وتمتَم وحدَه الإنسانُ، في ألمٍ:
أضعناه !!
وأبرقَ عارضٌ...
فيه، جنونُ النار والموتِ
يمد يداً
بلون الحقدِ..
فولاذاً
تبيدُ الحب والأطفال والبسمة
تقض توحّد النسرِ
فطارَ النسر، ريشاتٍ،
رذاذاً، أحمر، في الشمس، يذكي حرقة الجُرحِ
وخيطٌ أحمرٌ.. ساحَ،
على مهلٍ
يخطُ شهادة الميلادِ والموتِ
ويصرخُ صامتاً...
في النهر والنخلِ:
أضعناهُ !
وهامَ الرملُ والنخلُ
بعيداً..
حول أزمنةٍ بعيداتٍ، وما عادا
ومئذنةٌ،
تهيمُ، تمرُ بالأسواق...
تحملُ شارة الدّم
تفتشُ عن مكانٍ فيه تنتصبُ
حقولُ الموتِ...
سدتْ كلَّ مفترقٍ
وفي وجعٍ ،
تجاوزَ محنة الأيامِ...
والتتر
هناك تندُّ...
حشرجةٌ
تقضُّ مضاجعَ الأعوامِ والحرفِ:
أضعناهُ !...
ويسري صوتهُ الألمُ،
جريحاً
عبرَ أيامٍ، عجافٍ، تورثُ الندما :
أضاعوني !!
أضاعوني !!
وأيُّ (حمى) أضاعوا !!!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|