الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th January,2005 العدد : 91

الأثنين 29 ,ذو القعدة 1425

تكوين
سلمان العودة
محمد الدبيسي
عندما كان الشيخ (خطيباً).. كانت
جمهرة المريدين من تلاميذ ومستمعين..
يرون فيه (النموذج).. ويتقصون من حديثه ما تلذه رغباتهم..
ويطابق مع ما تأسس في أذهانهم من وعي (عمومي).
وكانت حماستهم للخطيب الشاب
(الشيخ).. تتاخم توقيتاً بداية (التسعينات) الميلادية..؟
وكانت (الخطابة) تضرب أوتادها في الأذهان
كمصدر من مصادر الثقافة.. ومحرك من محركات التأثير..!
**مستجيبة لذات الخطاب الانتقائي.. بمحدداته
السلفية.. ومحتواه التفصيلي.. لا تتوخى
أكثر من استدرار الحماسات وتأجيجها..!
بوصفها إعادة للمنتج.. واختصاراً للمفصل..
واستدعاء المشهد السياسي الإسلامي..
المتخم بجراحه وانقساماته حتى وإن لوح (اليمين) بالرضا
ليتباكى المستمعون ساعة فحصه.. واسترجاع
تشظياته.. إزاء ما كان مؤملاً من نخب غيورة..
لا تملك غير صياغاتها النظرية.. الموشاة بحس تأبيني.. أو احترازي..
لتتوازى علامات المشهد.. ما بين استظهار
ال(ما كان).. وحاضر.. لا تسعف الكفاءة..
إلا البكاء منه وعليه ..!
**وكانت ثمة حتميات وأوليات تحتاج البحث
والتفكير.. بأدوات لم تتوافر
عليها قدرات (الشيخ) ساعتئذ.. فضلاً عن قناعته
بها قضية أو يقيناً ..!
وهو وليس ملزماً حينها.. بأن يكون الاستيعاب
أو (الوعي) الذي كانت اللحظة أشد ما تكون حاجة إليه ..!
**ولأسباب وتفاصيل لا تعنينا في هذا المقام ..
توقف (الشيخ).. وتفرق التلاميذ..
وبقيت المرحلة تلك، ونتائجها..
غيمة لا نعلم ماذا سيكون لون قطرها..
أو مذاق طلعها ؟!
**مرحلة انصرمت وتولت.. عندما كان المتغير
أقوى.. وصوته أوسع من ضيق الاستيعاب ..!
سنين مضت.. واستقام (الشيخ)
يعيد فرزها.. ويستبين خطوطها
وتعاريجها.. و(لم يزل) صوته مستودعاً
في ضمائر مريديه.. و(لم يزل) في ذلك
الموقع من الفاعلية والتأثير.. حتى وإن
كان صامتاً.. أو متأملاً ..!
**سنوات غيابه.. كانت كافية لمزيد
من القراءات والتأملات.. في غير
(مساره الأول).. تنويعاً وجدلاً.. واستحقاقات مرحلة..!
وما إن أذنت الألفية الثانية بالرحيل ..!
حتى أفضت به (مفاعيلها) من الصمت.. إلى التدوين ..!
وربما كان (التدوين) أوكد من الخطابة ..!
وأفقها الشفاهي.. وجمهوره أوسع
فضاءً.. ليستوعب التلاميذ
ونوعية أخرى من المتلقين.. والقارئين ..!
مستهم فداحة الفارق.. بين ما كان.. وما صار.. وما تكوّن..؟
عقد من الزمن (أضيف).. إلى عمر الشيخ.. ولم تبيض لحيته بعد ..؟
**يافعاً ظهر (الشيخ).. هادئاً ومتوازناً..
متنبهاً لمناخات المتغير واشتراطاته..
عميقاً في سكِّ رؤاه.. صبوراً وكيساً في إعلان موقفه الجديد ..!
ومن (الإسلام أون لاين) حيث أمد
التواصل أوسع.. وأكثر اشتمالاً.. من
(منبر) في مسجد.. وأعمق استدامة..
من دقائق ينقضي فيها الكلام..!
**وفي أكثر من فضائية.. وزاوية في مطبوعة..
ظهر (سلمان العودة) باحثاً جاداً
يوغل في تدقيق المسائل الفقهية.. ويوسع
من مساحة نقاشها.. متماساً وبمنهجية مع الواقع..
بوصفه مشهداً يستحق إعادة قراءته.. بامكانات بحث..
وإجراءات تحليل، تعيد فرز المعطيات والمتغيرات، وتصوغ رؤيتها في
رموزه وقضاياه واختلافاته بوعي ديني.. يصل بين
الشريعة فكراً، والواقع فقهاً.!
**(ضرورة تجديد خطابنا الإسلامي)..!
جملة ملزمة.. أفضى بها (سلمان العودة) في حديث متلفز ..!
وطفق يفصل آلياتها بوعي العارف بشروطها، ودواعيها، والمدرك لضرورتها..
فيما كان (اجتهاد النوازل).. حزمة قضايا..
أولاها التدقيق والعرض.. المشير إلى
نوع الكفاءة العلمية.. والسماحة
في بعدها (المفاهيمي).. تأكيداً منه على خط
دقيق وملح.. تستوجبه المرحلة التي نعيشها ..!
**لم يكن (سلمان العودة).. وهو بيننا (ظهير) بقيعته
وبحضور كتاباته وتعاطياته الجادة والمسؤولة.. بحاجة لأن يكون مادة يسوقها (سبق) إعلامي (مفتعل) حبكت
تفاصيله بهشاشة حول (قصة معاذ ورحلته البرية)..!
فمثله بالعمل أسمى.. وبالبحث والكتابة أولى..!
لا تضيره.. مغبة (حادثة) لا تلزم متابعيه باهتمام..
ولا يروم من (أثارها) غير افتعال قضية..؟
في عقدة بحث (مزمنة..) عن قضايا..؟


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved