الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th March,2003 العدد : 2

الأثنين 7 ,محرم 1424

المجلة الثقافية: إصدارنا الرابع
عندما بدأنا بـ «مجلة الجزيرة» كأول إصدار إضافي لصحيفة «الجزيرة» يُقدم للقراء هدية منها، لم تكن دراساتنا تشير إلى أن هذه المجلة الاسبوعية سوف تكون موعودة بأن تحقق كل هذه المساحة الكبيرة من اهتمام القراء في شهورها الأولى..
لكن وعندما تبين لنا بعد شهور من صدورها تحفظ دراساتنا المسبقة في تقدير النجاح المنتظر لها، بناء على ما ظهر لاحقاً من نتائج اختصرتها لنا المؤشرات التسويقية وبالاعتماد على رصد أمين لهذا الاصدار ما كان منه سلباً أو ايجاباً للتعرف على وجهات النظر المتباينة بين متلقيه..
أقول، إننا في ضوء هذه المعلومة الصغيرة وبما أعطته لنا من نتائج، قد حفزتنا إلى أخذ القرار الجديد والصحيح بإصدار مجلة أخرى تخاطب جيل«الانترنت» تفاعلاً مع ثورة الاتصالات واستثماراً لها، مسبوقة بدراسات ربما أنها كانت أقل تحفظاً وأقرب إلى الواقع من سابقتها، مصحوبة بشيء من التفاؤل في أن تكون «مجلة العالم الرقمي» اضافة جديدة إلى نجاحات كانت المجلة الاولى قد حققتها..
وأعترف، أن نشوة الفرح والحماسة اللذين استقبلنا بهما نجاح الإصدارين، وما ظهرت به «مجلة الجزيرة» ثم «مجلة العالم الرقمي» من تميز مهني غير مسبوق، قد شجعانا لان نسرع في تقديم الهدية الثالثة للقراء وهي «مجلة الإصدار الدولي»، وهي مجلة تعتمد في مادتها على انتقاء أهم الكتب العالمية واختيار أفضل الدراسات الدولية مع اهتمام خاص بالافتتاحيات والندوات وكل ما ينشر في الصحف العالمية، ونشرها بعد ترجمتها لتمكين القارىء من الاطلاع والإلمام والمتابعة بما يدور في العالم.
***
وبهذا الجهد، أصبح القارىء في أيام السبت والأحد والثلاثاء، من كل أسبوع، يقتني«الجزيرة» مع إحدى المجلات الاسبوعية «مجلة الجزيرة» أو «مجلة الإصدار الدولي» أو «مجلة العالم الرقمي» ضمن ما تقدمه صحيفة «الجزيرة» من خدمة صحفية يحاول الزملاء من خلالها أن يلبوا رغباته ويستجيبوا لكل ما يطالب به وينتظره منهم..
ولان القارىء هو الحكم وهو المستهدف«تحديداً» في كل جهد يبذل هنا، فقد كان كريماً وسخياً معنا بما قرأناه له وسمعناه منه عن هذه الاصدارات، ثناء حيناً وملاحظات قيمة أحياناً أخرى، بما أفادنا في تلمس الطريق الصحيح للعمل الاصح..
ومن غير المناسب أن أتجاهل هذا النمو في توزيع «الجزيرة» الذي صاحب وثباتها، لاخلص منه إلى أن سببه في جزء كبير منه يعود إلى القارىء«النخبوي» بتجاوبه وتفاعله وتقديره لخطواتنا التطويرية، والتزامه وقناعته بشعاره وشعارنا «الجزيرة تكفيك» بوصفه شريكاً معنا في النجاح الذي تحقق، ومازلنا نعوّل عليه في النجاحات المستقبلية إن شاء الله.
***
واليوم هو الاثنين، تذكروا انه منتصف هذا الاسبوع وكل اسبوع.. وقد اخترناه لكم من بين كل الايام موعداً لكم معنا في سياحة صحفية تليق بكم..
لنقرئكم فيه مجلة أسبوعية جديدة، ولكنها هذه المرة عن الثقافة وللمثقفين..
ونحن نرى في قراء «الجزيرة» أنهم جميعاً ودون استثناء يمثلون رقماً مهماً في مجموعة الطبقة المثقفة والملمة بكل ألوان الطيف الثقافي..
ومجلتكم الجديدة من حيث زمن الصدور تعد الرابعة التي تصدر عن صحيفة«الجزيرة» في غضون عشرة أشهر..
لكنها من حيث وثبات التطور زمنياً يأتي ترتيبها الخامس، وهي من حيث الاهمية في الترتيب الاول كباقي الوثبات..
وبالنتيجة، فإن هذا العمل الجديد أمكن انجازه في الوقت المناسب ضمن منظومة طويلة من الاعمال الصحفية الكبيرة والمتواصلة التي وعدنا بها القراء، وبصدور«المجلة الثقافية» سيكون القارىء إذاً على موعد يوم السبت مع مجلة«الاصدار الدولي» ويوم الاحد مع مجلة «العالم الرقمي» ويوم الاثنين مع «المجلة الثقافية» ويوم الثلاثاء مع «مجلة الجزيرة» وهناك خطوات متسارعة لانجازات أخرى.
***
بقي لي، أن أنوه بالجهد الكبير والرائع لزميلي الإعلامي اللامع «إبراهيم التركي» مدير التحرير للشؤون الثقافية وللزملاء المبدعين أسرة تحرير هذه المجلة، لانجازهم هذه المجلة على النحو الذي ترون..
وأنا على يقين بأن طرحاً مميزاً كهذا الذي تطالعونه في العدد الاول من المجلة الثقافية سوف يرضي الكثيرين منكم، وفي مقابل ذلك فإن ملاحظات ووجهات نظر وآراء أخرى لن تكون المجلة في غنى عن سماعها، بل من الضروري أن تقال وبصوت عال ومسموع للوصول إلى الكمال الذي قد لايتحقق وإن حاولنا..
فالثقافة كما هو معروف مجموعة معارف وباقة علوم، وإذا كانت مجامع اللغة وأهل الاختصاص لم يتفقوا ولم يتوصلوا بعد على تعريف مانع جامع لهذه المفردة، فلابأس أن تتباين وجهات النظر حول طرح ثقافي كهذا الذي يصدر على شكل مجلة تُعنى بالثقافة وبإسمها الشامل المجلة الثقافية، مع يقيني بأن الأفكار سوف تتلاقى في النهاية لتقديم ربما ما يتفق الجميع عليه.
ندوة (الرواية السعودية) نستعرض تاريخ التجارب الروائية: «1 2»
البازعي: أمضينا سنوات طويلة نواجه سؤال لماذا لا توجد رواية سعودية جديرة بالاهتمام؟!
المناصرة: من الصعب القول إن هناك رواية سعودية متميزة قبل التسعينيات!

متابعة: تركي إبراهيم الماضي
ضيوف الندوة:
د. حسين المناصرة
أ.عبدالحفيظ الشمري
أ. خالد اليوسف
أدار الندوة:
أ.د. سعد البازعي
ضمن نشاط (المنتدى الثقافي) نصف الشهري الذي تقيمه إدارة التحرير للشؤون الثقافية، أقيمت ندوة ثقافية بقاعة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بمبنى المؤسسة تحت عنوان (هل بلغت الرواية السعودية مرحلة النضج؟!) شارك بها: د.حسين المناصرة والاستاذ خالد اليوسف والزميل الاستاذ عبدالحفيظ الشمري وأدارها أ.د.سعد البازعي.
البازعي:
أولاً أود أن أعبر عن سعادتي بعودة هذه الندوة للنشاط، فنحن في هذا المنتدى الثقافي نحاول أن نطرح قضايا حيوية ولا شك أن تفاعل الاخوة المشتغلين في حقل الثقافة في هذه البلاد وعموم المهتمين ضروري لاستمرارها ونجاحها. الموضوع الذي اخترناه لهذا اللقاء هو الرواية السعودية وأود قبل أن نبدأ في الحديث حول هذا الموضوع أن أشكر الاخوة الذين تفضلوا بالمشاركة معنا وهم من اليمين الأستاذ خالد اليوسف الكاتب المعروف وأحد المشتغلين بجد في الحقل المكتبي من خلال تخصصه في المكتبات وعمله في هذا المجال وكذلك أحد العاملين في جمعية الثقافة والفنون الذين عرف عنهم النشاط المميز في القصة القصيرة من خلال نادي القصة، كذلك الدكتور حسين المناصرة عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وهو غني عن التعريف لما له من مشاركات مستمرة في نقد القصة المحلية وغير المحلية في العالم العربي لأنه كتب أطروحة الدكتوراه حول الرواية الفلسطينية وعرفناه هنا أيضا من خلال اهتمامه المتواصل بالقصة والرواية، أيضا هو كاتب قصة معروف وله أعمال منشورة، أيضا أشكر الأستاذ/ عبدالحفيظ الشمري الكاتب المعروف وأحد أسرة التحرير الثقافي في هذه الجريدة والأستاذ عبدالحفيظ له حضور معروف لدى الجميع في مجال القصة القصيرة وكذلك في مجال الرواية ولا سيما قد نشر أخيراً عملاً روائياً نال اهتمام الكثيرين.
فنحن هنا مجموعة من المشتغلين في حقل الدراسات النقدية وكذلك كلنا عدا أنا الاستثناء الوحيد نكتب القصة بشكليها القصير والطويل إذا جاز تسمية الرواية قصة طويلة.
الموضوع كما أشرت هو الرواية السعودية لكننا أردنا أن نضع هذا الموضوع على شكل سؤال: هل بلغت الرواية السعودية مرحلة النضج؟؟
السؤال بات مشروعاً في تصوري بعد أن صدرت أعمال كثيرة في السنوات الأخيرة لعدد من الكتّاب الذين لم يكونوا معروفين في السابق إما في كتابة القصة إجمالاً أو في كتابة الرواية تحديداً، فقد لاحظنا كجمهور وكقراء وكدارسين أن عدداً كبيراً من المثقفين اهتم فجأة بكتابة الرواية وأنتج أعمالاً مشهود لها بالأهمية وجديرة بالاهتمام وأن عدداً من كتاب القصة أيضا أدلوا بدلوهم في كتابة الرواية هذا بالإضافة إلى كتّاب رواية معروفين منذ بداية نشاطهم مثل الاستاذ إبراهيم الناصر فنحن أمام ما نستطيع أن نصفهم بثلاثة أنواع من كتّاب الرواية أناس بعيدون عن كتابة القصة تماماً وأخذوا ينشرون روايات سواءً كانوا شعراء أو أساتذة جامعيين أو غير ذلك والثاني كتّاب قصة قصيرة دخلوا ميدان الكتابة الروائية والثالث كتّاب رواية أصلاً وعرفوا بهذا النشاط وقد يكون هناك أنواع أخرى ولكن هذه الأمثلة التي تحضرني والنقاش كما آمل سيبرز هذه الأنواع ويحللها وقد يضيف إليها أو ينقص منها.
يبدو لي ونحن في بداية الحديث ونحن طبعاً نتحدث لا إلى أنفسنا وإنما إلى قراء سيتابعون هذا النقاش يبدو لي أن من الأفضل في البداية أن نلقي ضوءاً تاريخياً سريعاً على تطور الرواية في المملكة ولعلي في البداية أشير إلى أننا أمضينا سنوات طويلة على الأقل منذ بدأت في المشاركة في الحياة الثقافية في المملكة ومنذ مايزيد على خمسة عشر عاماً أمضينا سنوات طويلة ونحن نواجه هذا السؤال: لماذا لا توجد رواية سعودية جديرة بالاهتمام أو منافسة لما نجده في الدول العربية الأخرى؟؟ وظلت الاجابات تتراوح من كاتب إلى آخر ومن ناقد إلى آخر ثم وجدنا أنفسنا كما أشرت في هذه المقدمة أمام هذا العدد الفيض ربما أسميه من الكتابات الروائية السؤال كان ظالماً لأولئك الذين ابتدؤوا قبل زمن ونشروا قبل أربعين وربما أكثر خمسين عاماً روايات لها أهمية. حامد دمنهوري مثلاً وغيره ممن بدؤوا وإبراهيم الناصر في البدايات فهذه هي الرؤية التاريخية ولا أدري إذا كان الدكتور حسين سيساعدنا في إلقائه بعض الضوء التاريخي.
المناصرة:
بداية لا شك أن مسألة التطور التاريخي للرواية العربية السعودية يرتبط إلى حد كبير بإشكالية التطور التاريخي للرواية العربية بشكل عام مع وجود تأخر نسبي في ظهور الرواية في المملكة العربية السعودية إلى حدود الثلاثينات من القرن العشرين.
والمسألة الأساسية حقيقة من التي نشير إليها دائما في البدايات ان البدايات فيما يخص الرواية عادة ما تكون غير فنية وهي بدايات تتبع بشكل أساسي إلى ما نسميه مسألة السرد التقريري المباشر وغير المباشر من جهة ومسألة عدم إتقان الكتّاب لكثير من الأصول الفنية لكتابة الرواية ومن هنا من الصعب أن نقول أن هناك رواية فنية على سبيل المثال في الرواية العربية السعودية قبل الستينيات أو على الأقل قبل مجموعة من الروائيين الجدد أمثال إبراهيم الناصر إذا اعتبرناه من الجيل الجديد في نشأة الرواية ومن المؤسسين، من هنا اعتاد بعض الدارسين أن يقسموا الرواية إلى ثلاث مراحل تاريخية. مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى وهي مرحلة البدايات أو الارهاصات والتي يغلب عليها الطابع غير الفني كما ذكرنا ومرحلة بداية التأصيل وهي بدأت ما بعد الحرب العالمية الأولى إلى أوائل السبعينيات وبعد ذلك بدأت تنشأ عندنا الرواية الجديدة أو مانسميها الرواية الجديدة الفنية وأحياناً الرواية الأكثر عمقاً في التواصل مع القضايا الفنية الخاصة فيما ساد في أوروبا بشكل عام وهي وجدت بشكل أساسي في التسعينيات لذلك من الصعب حقيقة أن نقول أن هناك رواية عربية سعودية متميزة قبل التسعينيات، هذه الإشكالية التي كانت دائما مطروحة وعندما كنا دائما ندخل في مجال الحوارات تجد الجميع يقولون لا يوجد عندنا رواية لا توجد رواية فنية بشكل أساسي لا توجد قضايا أساسية في تشكيل الرواية من حيث النوعية يوجد هناك كم روائي يمكن أن يصل 150 رواية لكن هذا الكم الروائي لا يمكن أن نجد فيه نوعية متميزة باستثناء بعض الأسماء أو الروايات المتميزة جداً.
يعني السباعي بوصفه مؤسساً في الرواية مثلا محمد علي مغربي بوصفه مؤسساً، حامد دمنهوري بوقري إبراهيم الناصر. يعني مجموعة قليلة جداً من هنا أنا من وجهة نظري الأساسية أن الرواية الحقيقية من الناحية الفنية يجب أن نبدأ معها على الأقل ما بعد السبعينيات وأنا أقول بشكل أساسي انها بدأت بكم نوعي متميز في التسعينيات طبعاً إذا بدأنا نسأل السؤال الذي طرحه الدكتور سعد البازعي وهو لماذا هذا الوجود الأساسي في المرحلة التاريخية؟؟
هذا يعود إلى سرين، السر الأول هو الانفتاح الثقافي والاجتماعي لانه ليس بالإمكان أن نتعامل مع الرواية (النص) أن نتعامل معه بالأساس أنه نص مجرد مثل الشعر يعني نص لا يمكن أن ينتمي إلى الواقع الرواية يجب أن تكون في الواقع هذه مسألة محورية.
المسألة الثانية هي مسألة انفتاح النص الروائي إسطورة كتابة الرواية يمكن أن تجلس تكتب رواية لمدة ثلاث سنوات هذه ألغيت. يعني يمكن أن يكتب القاص رواية في حدود 20 يوماً وأنا أذكر أن إميل حبيبي كتب رواية في رحلة هذه مسألة مطروحة بعض كتّاب القصة قالوا لي انهم كتبوا رواية في شهر إذاً هذه إحدى القضايا الأساسية في تطور الرواية بشكلها النوعي في مرحلة التسعينيات على وجه التحديد.
الشمري:
من حيث توقف الدكتور حسين أود أن أتحدث عن التجربة الأخيرة التي حدثت لدينا.
حقيقة أنا أشاطر الدكتور سعد البازعي فيما قدم لأن الرواية ربما تأتي على شكل فيض وأنا أقول انها هجمة. هجمة روائية ربما لا نعرف ملامح هذه الهجمة هل هي الهجمة كما تعني الوسيلة الحربية بمعنى أنها معدة بخطة جيدة متقنة لتحقيق هدف أو ربما مجرد هجمة ستتكشف أسرارها لاحقاً. الحقيقة الهجمة الروائية التي نعيشها هذه الأيام تتمثل في بروز نوع من الحرية في تناول الكاتب ربما أشاطر الدكتور حسين المناصرة في أن الرواية سابقاً كانت تكتب لمجرد الرواية بمعنى أن نقول ان الرواية مثلاً عند عبدالرحمن المنيف في البدايات لها تأثيرها الخاص في المرحلة ربما أن الرجل تناول بعض الأحداث وتناول بعض المشاكل، ولكن وظفها بتوظيف خاص لا يخدم الرواية كفن.
الرواية الجديدة ربما سر نجاحها في ملامستها للسيرة الذاتية.
وكثير من النقاد قد يعارضني حول هذه النقطة وهي السيرة الذاتية نقول عنها رواية أو لا نقول عنها رواية.
د. عبدالرحمن المنيف كان يتحدث في كثير من مقابلاته عن الرواية العربية بأنها بلا تراث فإن كان يقصد التراث الفني فهذا ربما نأخذ فيه ونحاول أما إن كان يقصد التراث الحكائي فهو في نظري خطأ لأني أعتقد أن جميع الروايات في تجارب سابقة ربما لأربعة أو خمسة عقود ظلت الرواية تستند على الحكاية قد يكون من تاريخ قديم في الروايات يمكن من الإلياذة أو من بعض الحكايات التاريخية القديمة نجد أنها نواة للرواية لكنها كتبت من أجل الحكاية أو من أجل تجسيد الحكاية فقط.
اليوسف:
طبعاً كثير من الباحثين أو الدارسين في الفترة الأخيرة قد يصابون بهذا الاندهاش حول هذا العطاء الكبير ولكن هذا لايجب أن يجعلنا ننسى المراحل الأولى لأن هذا بالتأكيد يكون له تأسيس لأن أي عطاء يكون خلف هذا العطاء ويكون هذا الزخم الكبير من الانتاج الآن لأنه إذا كانت الرواية الأولى عام 1930م توأمين أظن حوالي 55 سنة في منظورنا الأدبي والثقافي كثيرة.
ولكن في منظور كثير من الدول أسرع في إنتاج عطاء لأن كثيراً من الدول كان التطور أو الدخول الحضاري لها أسرع كثيراً مما لدينا، الطفرة التعليمية والطفرة الحضارية والثقافية لم تساعد القارىء والكاتب والمتلقي كما قال الدكتور حسين إلا بعد السبعينيات ولذلك جيل السبعينيات أكثر تميزا فنيا. الجيل الأول أعطى كنواح توجيهيه تعليمية اجتماعية.
التطور الفني يكون جديداً أو حديثاً أو معاصراً لنا لكن الروايات الأولى يجب ألا نغفلها، أعتقد أن بنت الجزيرة سميرة خاشقجي لديها بعض الأعمال المميزة، هي أهملت ولم تعط شيئاً من الاهتمام كثيرا لكن لديها من الروايات البارزة فنياً ومتمكنة فيها، وغيرها من الأسماء. ويجب على الدارس ألا يهمل المراحل الأولى.
في مراحل مضت كان في كل خمس سنوات تقريبا أو ست سنوات رواية وكان يمكن أن تصل إلى 10 سنوات طبعا لظروف اجتماعية سياسية لكن القفزة الحقيقية وهذا العطاء الكمي إذا كان لايقل عن 15 عاماً أقول ان خمسة أعمال فقط هي المميزة فنيا ومتقنة بشكل جيد، ولذلك فإن الجانب التاريخي دائما مرتبط بالعملية النقدية.
البازعي:
الحديث طبعاً جرنا للمحور الثاني في حديثنا وأرانا انتقلنا تلقائيا إلى السنوات العشر الأخيرة التي حفلت بهذا الكم الكبير من الانتاج الروائي.
الأستاذ عبدالحفيظ توقف عند مفهوم الفيض وإن كنت أشك في أنه أعجب بهذه العبارة لأن روايته عنوانها «فيضة الرعد» لكن لا شك أن مصطلح الفيض أو الهجمة التي فضلها تطرح سؤالاً.
إذا ما كنا نعيش طفرة روائية لا أقل ولا أكثر بمعنى أنها شيء قد لا يتكرر أو قد لا يستمر؟؟ هذا أحد الأسئلة، والسؤال الثاني ما الذي حدث في العشر سنوات الأخيرة الذي جعل كل هؤلاء الكتّاب يقدمون على كتابة الرواية؟
طبعاً الأسماء كثيرة معروفة مثل تركي الحمد غازي القصيبي عبده خال، وهناك أسماء لها رصيد الآن لا يقل عن خمس أو ست روايات وأثارت أسئلة كثيرة لأسباب قد لا تكون فنية بالضرورة لكن هذا موضوع آخر القضية ان هناك كماً من الروايات أنتج ومازال ينتج لا أدري؟
فالسؤال هو:
هل ما نعيشه هو طفرة مؤقته. أولاً؟؟
ثانياً: إذا كانت طفرة فعلا بالمعنى الاقتصادي للكلمة فما هي أسبابها؟
الأستاذ عبدالحفيظ أشار إلى موضوع الحرية هامش الحرية وقد يكون فعلا هذا من الأسباب المهمة قد يكون لحرب الخليج أثر، حرب الخليج كان لها أثر على الاتصالات كما نعرف الإنترنت جاءت بعد حرب الخليج الفضائيات جاءت بعد حرب الخليج هناك تغيرات كثيرة اجتماعية وثقافية نعيشها لكن كيف نربط الرواية بهذا الوضع والرواية أو الأدب بشكل عام ليس عملاً انفعالياً سريعاً، ينبغي أن يكون أكثر إتقاناً وأكثر هدوءاً فهذه أسئلة ينبغي أن تطرح.
وفي مسألة الحرية أذكر أنه من الاجابات التي كانت تقال عندما يسأل أحدنا: لماذا ليست في المملكة روايات بالعدد أو على الأقل بالمستوى الموجود في العالم العربي؟ كنا نقول إن هناك صعوبات تواجه الكاتب في ذكر أسماء مثلاً أو انتماء الشخص لأنه قد يقع في مشكلة وأنا أعرف أمثلة لأناس وقعوا في مشكلات نتيجة تبني شخصيات معينة ورسم شخصيات معينة، كنا نقول لابد أن تكون عبدالرحمن المنيف حتى تستطيع أن تكتب عن هذه البلاد بالشكل الذي كتب به. السؤال مطروح للدكتور حسين؟؟
المناصرة:
يبدو لي هذا التساؤل مهم جداً فما الذي حدث؟ مسألة الحرية لا شك انها مسألة أساسية وكما ذكرنا أن الرواية عادة يجب ان تغمس أنفها في الواقع وأنه لا يمكن في أية حال من الأحوال أن يكتب الكاتب رواية مجردة عن الواقع لأنها ستصبح بالتالي قصيدة شعرية ولن تجدي. هذه مسألة، من هنا ستصبح المفردات الموجودة في الرواية هي مفردات واقعية وأساسها الالتزام بواقع الحياة بكل معانيها. كثير من الروائيين في ظل الظروف الاجتماعية القائمة سيصبح الحديث عن علاقة حب مثلاً سببباً في حدوث مشكلة. أو الحديث عن قضية تسبب مشكلة، الآن يبدو لي أن القضية لم تعد بهذا الشكل لاشك ان حرب الخليج جزء أساسي من قلب البعد الثقافي. الآن يوجد فعلا أزمة ثقافية الأزمة الاجتماعية الأزمة السياسية الأزمة الثقافية لا يمكن التعبير عنها في أية حال من الأحوال على مستوى قصة قصيرة وأنا قلت هذا في جريدة الجزيرة ان حرب الخليج أوجدت أزمة على المستوى الثقافي العربي.
القضية الفلسطينية أوجدت أزمة، الآن معظم الروائيين ينطلقون من إشكالية الجنون وإشكالية الخرافة هذه المشكلة بحد ذاتها تجعل البعد السيري والبعد الثقافي عند الكتاب هو بعد مأزوم بشكل كبير جدا هذا البعد المأزوم هو تدفق لذلك فتعبير هجمة وفيض هو تعبير صادق للحالة التي يمر بها المثقف في المملكة العربية السعودية كأن المخزون الفردي في هذه الجزيرة كان مكتوباً لحد أن وجد الفرصة متاحة ثم تفجر في نسق روائي مهم جداً على هذا الأساس كثير من النقاد يطرح لماذا الآن عندما مالت النصوص إلى القصة القصيرة وإلى القصيدة القصيرة جداً لماذا يوجد ميل إلى الرواية. لأن كثيراً من الكتاب والروائيين لديهم روايات مكتوبة من عشرين أو 30 سنة والآن بدأ يخرجها ويعيد فيها لسبب أو لآخر ولأن الظروف أصبحت متاحة لهذا العمل.
يضاف إلى ذلك المسألة التي ذكرتها قبل قليل أنه ما أصبحت خرافة كتابة الرواية يعني ما هي خرافة أنك تنتج رواية المسألة الأساسية انك أنت فعلا تجلس تكتب خمسين صفحة في يومين لأن الكاتب الآن عن طريق وسائل الكتابة السهلة عن طريق الطباعة عن طريق التقنيات الحديثة حيث يمكن استخدام الوثائق الموجودة وإدخالها في النص كما هو الحال في كثير من الأعمال السردية. من هذه الناحية أصبحت وسيلة النشر سهلة يمكن ان تنشر عملك عن طريق الإنترنت.
أحد الزملاء كتب رواية وطبعها ووضع عليها الغلاف ووزعها فلم تعد هناك مشكلة تواجه الكاتب إذ أصبح بالإمكان كتابة رواية بشكل بسيط وسهل، فقط تبقى مسألة أساسية هي هل هذه الرواية حققت إشكالية الفن أم لم تحقق، وهذه طبعاً مسؤولية النقاد.
الشمري:
في الحقيقة أقف حيث بدأ الدكتور أو أبدأ من حيث وقف الدكتور حسين عن أسباب هذه الهجمة وهذا الثراء وهذا الفيض في الرواية. أعتقد أن المرحلة القادمة ستكشف لنا ما الذي سيكون عليه كتاب الرواية في اعتقادي أن الأمر مازال يسير إلى التوجه الصحيح بمعنى أننا موعودون بمطالعة أعمال روائية متميزة لأنني أحيل الأمر إلى أن الرواية لم ترتبط بأي قضية: قضية ثقافية أو قضية أدبية مثلما ارتبطت القصة القصيرة والشعر الحر هذا في اعتقادي تجربة جيدة وللرواية أن تتميز وأن تبتعد عن قصيدة النثر ربما لو ربطنا الهجمة أو الفيض الروائي الجديد مع قصيدة النثر فسنجد أن هناك إشكالية سنعيد نفس القضية من حيث بدأت وهذا في اعتقادي أمر خطير، الرواية موعودة بأشياء جميلة وانا متأكد ان تواصل الكتاب مع الساحة الثقافية من حولهم مع ما يتمتعون به من حريات إلى حدما تكفل للكاتب أن يقدم عمله الروائي مثل ما فعل الدكتور تركي الحمد عندما كتب الثلاثية وما بعدها نجد ان الرجل تمتع بشيء من مرونة الاعلام حتى خرج العمل إلى بر الأمان.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved