دارسو القصة والرواية: تعريض بالسرد وبحث عن التخصص
|
* الثقافية: ع.ش:
الفن القصصي منذ انطلاقته الأولى على أيدي كتّاب النص الأدبي لا يزال يتشكل بعدة صور ويتحول إلى ألوان مختلفة، قد تنبني عليها منعطفات جديدة، بعضها يسهم في صياغة الإبداع القصصي ويقربه إلى الذائقة كأفضل طرح إنساني، وبعضه الآخر يصبح مجرد وهم، أو تجريب لا يفيد.
دراسة الفن القصصي على أيدي نقاد لهم تجربتهم ظل هو الضالة التي يبحث عنها القارئ والكاتب على حدٍ سواء، لأن هؤلاء الدارسين يمتلكون بلا أدنى مواربة الحقوق كاملة غير منقوصة لاقتفاء حساسية الخطاب السردي أياً كان منهجه وتوجهه، حتى وإن كان ضعيفاً على نحو ما يقدمه أهل الخواطر، وكتّاب الصفحات المراهقة.. هؤلاء الذين يحتاجون إلى نقاد كثر من أجل التخلص من غثاء يُسمّى كتابة النص.
فدارسو النص القصصي لدينا على وجه التحديد اهتموا بما يكتبه المبدع إلا أنهم يلامسون حمى النص ولا يدخلون في تفاصيله، فقد يكون الأمر لا يخرج عن أطار أمرين هما: إما أن يكون لغرض التعريض بالفن القصصي والروائي الذي بدأ يخرج إلى العالم بفضل تجارب جريئة وجديدة، وإما أن يكون مستبطناً فكرة البحث عن تخصص علمي يخدم الناقد أو الدارس دون أن يكون هناك تواصل مع المنجز..
فالناقد سحمي الهاجري حاز اطروحة الماجستير في نقد الفن القصصي إلا أنه تجاهل القصة على مدى أكثر من عقد، ثم عاد إلى ملامسة الفن القصصي، ربما تمهيداً لرغبة في حيازة الدكتوراه وهذا ما لا نرجوه، لأن الفن القصصي بحاجة إلى نقد حقيقي، وليس إلى تطبيل ومديح، وذلك من أجل كشف معطيات التجربة القصصية وتحديد مواطن الضعف والقوة فيها.
النقاد: الدكتور عبدالعزيز السبيل، والدكتور مبارك الخالدي، والدكتور حسن النعمي، والدكتور حسن حجاب الحازمي، والأستاذ ناصر الجاسم، والأستاذ منصور المهوس، والدكتور فاطمة الوهيبي والدكتور سلطان القحطاني هؤلاء جميعهم عكفوا على دراسة فن القصة فمنهم من حاز على أطروحاتهم باقتدار ومنهم من هو على وشك حيازة التفوق فيها، إلا أن هناك من يدير الاكتاف عن الفن القصصي لحظة أن ينتهي أمر رسالته، فهذا النوع من هؤلاء يحتاج إلى دراسة نقدية تحقق في مدى جدية من يتصدى للنقد الأدبي بشكل عام، والقصة على وجه الخصوص، لأن هناك من يتطوع (للتطبيل) في هذا الفن لأشخاص معينين أو في ملتقيات ومنتديات معينة، إلا أنهم لا يأبهون بأي نشاط آخر مما يؤكد للقارئ أن هذه المطارحات القرائية هي من قبيل (الفزعة النقدية) للروائي الكبير زعماً والقاص العظيم إدعاءً، والكاتب الكبير زيفاً، فنحن بحاجة إلى نقد يقيم الحجة على ما يوصف بأنه نقد انتقائي ليس بمعيار النقد إنما بمقتضى التلميع والتطبيل لهذا الكويتب أو ذاك.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|