الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

الشعر العربي بين إلقاء فاتن وغناء فاتر
* الثقافية: ع.ش:
الشعر العربي ظل لصيقاً لفكرة الغناء، والانشاد منذ أن أدرك الشعر حالة التغنّي على يد مرددي الغناء في أواخر العصر الأموي، وجميع مظاهر العصر العباسي.. حيث كثر الشعراء المغنون، ولم يبرع الشاعر إلا من خلال صوت من سيغنّي له.
في العصر الحديث جاء شعر نزار قباني، ومحمود درويش على نحو أكثر دراية، وعمق في المضمون الذي يسعى إلى الكمال، والتجلّي المعرفي، إذ لم يعد الغناء في وارد الشاعر حينما يكتب أي قصيدة عن بلده، أو عن محبوبته.. أو عن هم يكابده داخل السجن أو خارجه. إذا ظل الشعراء أوفياء لفن الشعر، وأصبح الغناء في واد آخر ينشز من نشز، ويُعربُ من يعرب حتى أصبح الغناء قميناً بالتردي، ومدلجاً في متاهات الخسران.
لم يبق من وجه الشعر، ووهجه الآن سوى ما كتبه الراحل نزار قباني، وما يكتبه بين فينة وأخرى محمود درويش، وقلة قليلة من المرابطين على ثغور الكلمة الخالدة، ليأتي من يغني أشعارهم بشكل مبهج على نحو (مارسيل خليفة) و(ماجدة الرومي) و(أميمة).
إلا أن في الوجدان العربي ألم، وفي القلب حرقة من مآل الفن الغنائي نحو الهاوية، إذ إن المفارقة الطريفة أن الفن القوي انطلق من العراق، وها هو يهوي إلى الحضيض لفرط ما تعبث به الحناجر الخاوية، والأذواق الهابطة، فالشعر سيظل هو الميزان الحقيقي للفنون العربية فإن قوي رفع من الذائقة، وإن تهاوى جذب معه كل شيء نحو الهاوية.
يبقى شعر نزار قباني، ومحمود درويش وقلة قليلة من شعراء العربية هم الأجدر بالبقاء، والأكثر إشراقاً في عتمة فننا العربي المتهاوي على أيدي العبث.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved