الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

الأندية الأدبية بين الأمس واليوم

*محمد المنصور الشقحاء:
رسالتا مناظرة في مجال الشك والافتراض والتساؤل وليس مجال التأكيد واليقين وفق حركة تتراوح بين التفكُّك وإعادة التركيب، في الشأن الثقافي، حملتهما صفحة أدب وفنون بجريدة الحياة (الاثنين 20 - 3 - 2006م الصفحة 33) .. الرسالة الأولى بتوقيع الناقد الكبير الدكتور عبد الله محمد الغذامي القامة الشاهقة في الوعي الثقافي بمنجزه النقدي الفاعل، والثانية بتوقيع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل.
والموضوع تعيين مجالس إدارات أربعة أندية أدبية، والاثنان في قولهما ذكّراني بقول نستشهد به عندما نصدم بنتائج فعل من الأفعال (تمخض الجبل فولد فأرا ..!)، لي عدد من المقالات تناقش خيانة أعضاء الأندية الأدبية للأمانة وتجاوزهم للنظام بحرصهم على البقاء، عندما كنت معهم عضواً في مجلس إدارة نادي الطائف الأدبي وبعد خروجي مستقيلاً من مجلس الإدارة عام 1416هـ، احتجاجاً على تدخُّل إدارة الأندية الأدبية (القرار رقم 17672 وتاريخ 29 - 12 - 1415هـ) في إعادة ترتيبات مجلس الإدارة بدون العودة للمجلس أو الجمعية العمومية.
وحتى الملتقى الأول للمثقفين في ضيافة وزارة الثقافة والإعلام وصمتي الآن مع تعيين مجالس الإدارات من أصدقاء أجلهم، وبدء مجلس الشورى مناقشة مشروع نظام رابطة الكتّاب والأدباء السعوديين الذي لا يمثل طموح المتقدمين بمشروعهم (جمعية الأدباء والكتّاب في المملكة العربية السعودية) لوزارة الثقافة والإعلام منذ عامين.
كلنا نعرف أنّ الأندية الأدبية عراب تأسيسها الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام السابق لرعاية الشباب (رحمه الله) ولم يترك هذه الأندية تمارس نشاطها حسب هوى الأعضاء إذ كانت تسير وفق الآتي:
1- نظام الأندية الثقافية والأدبية - الصادر كلائحة بالقرار رقم (46) وتاريخ 7 - 5 - 1395هـ.
2- الضوابط المالية الموحدة للأندية الأدبية والثقافية - الصادرة بالقرار رقم ( 318 /1) وتاريخ 28 - 1 - 1403هـ وعد القرار هذه الضوابط مكملة للائحة الصادرة بالقرار رقم 46 في 7 - 5 - 1395هـ.
3- تعميم خطة سير العمل في الأندية الأدبية.
ومن الرسالتين المتبادلتين بين الدكتور عبد الله الغذامي والدكتور عبد العزيز السبيل يرتفع تساؤل ما زال قائماً (هل الدجاجة أولاً ... أم البيضة...!).
ولكن نعرف أنّ مؤتمر احياء سوق عكاظ الذي جاء وفق صياغة اجتماعية فضّلت الزمان على المكان برعاية الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، هو منطلق قيام هذه الأندية الأدبية، وأتذكّر أنّنا في الطائف جيران سوق عكاظ لم ندع للمشاركة في المؤتمر ولا نعرف ماهية نتائج المؤتمرين.
ولكن عندما سمعنا بقيام خمسة أندية أدبية في الرياض - ومكة المكرمة - والمدينة المنورة - وجيزان - وجدة، بادرنا بالتجمُّع (أحد عشر كاتباً ومؤرخاً ومبدعاً) وفوّضنا الأستاذ حمد الزيد (الدكتور حالياً) والأستاذ علي حسن العبادي بمخاطبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى يكون للطائف ناديها، وجاءت الموافقة واجتمعنا مساء يوم (15 - 7 - 1395هـ) نحن الأحد عشر مؤسساً وانتخبنا بالتصويت مجلس إدارة مكون من سبعة أعضاء حسب النظام، وكان ذلك بمقر النادي المستأجر بحي قروى بالطائف المأنوس، ولم يحضر من يراقب عملية الاقتراع، واكتفينا بعمل محضر للجلسة وقّعنا عليه وأرسلنا صورته للرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ثم كانت الدعوة لعقد الجمعية العمومية بعد تردُّد ومماطلة بيننا كمجلس إدارة أكمل أربع سنوات حسب المادة (20) من النظام؛ وإدارة الأندية الأدبية (آنذاك) التي كانت حسب ما عرفت تنتظر مبادرتنا (أخلاقياً) في احترام النظام فلمّا سوفنا تحرّكت إدارة الأندية الأدبية عندما كلف بالإشراف عليها الأستاذ أحمد فرح عقيلان (رحمه الله) حيث أخذ (حسب خطابه رقم 2/36 وتاريخ 24 - 2 - 1400هـ) موافقة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز على عقد الجمعية العمومية في أربعة أندية هي:
1- نادي المدينة المنورة الأدبي يوم الأحد 8 - 4 - 1400هـ.
2- نادي جدة الأدبي يوم الثلاثاء 10 - 4 - 1400هـ.
3- نادي الطائف الأدبي يوم الأحد 15 - 4 - 1400هـ.
4- نادي جازان الأدبي يوم الثلاثاء 17 - 4 - 1400هـ.
ومن خلال تجربتنا في نادي الطائف الأدبي تم الإعلان في الصحف (مثال لذلك جريدة الجزيرة العدد 2751 تاريخ 23 - 3 - 1400هـ وجريدة الندوة يوم الأربعاء 19 - 3 - 1400هـ).
وترشح (11) عضواً عاملاً من حملة البطاقة والمسددين للاشتراك الرمزي، للمنافسة على عضوية المجلس المكون من (7) أعضاء وحضر اجتماع الجمعية العمومية التي حضرها (28) من الأعضاء العاملين والمؤسسين، لجنة للمراقبة والفرز مشكَّلة من:
1- مدير التعليم بالطائف.
2- مدير مكتب رعاية الشباب بالطائف.
3- المشرف على إدارة الأندية الأدبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب.
4- عضو عامل من النادي.
5- عضو عامل من النادي.
وحضر الجلسة التي عُقدت مساء يوم (15 - 4 - 1400هـ) بمقر النادي مندوبو الصحف بالطائف وصوّت في الجلسة (28) عضواً عاملاً لاختيار أعضاء المجلس الجديد.
هذه تجربتنا الحقيقية مع الأندية الأدبية وتاريخها.
وعود على بدء يقول الدكتور عبدالله الغذامي ( لايسعني أن أدخل أي ناد أدبي تكون إدارته معيّنة ) أين هو وهو يكيل المديح لنادي جدة الأدبي الذي شارك في عضويته، فقد تحوّل المجلس من منتخب إلى تمسُّك بالمكان (عشرين عاماًً إذا حذفنا أربع سنوات نعتبرها قانونية - نشك فيها لأنّ المرشح كان الشاعر حسن عبد الله القرشي - بسبب الانتخاب) كيف غفل الدكتور عن هذا الاغتصاب المتعسف للبقاء، وهنا نتذكّر طيِّب الذِّكر الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتّاب العرب في سوريا الذي تم انتخاب غيره مؤخراً وهو ينتظر التوجيهات الرسمية حتى يحدد الترشيح لرئاسة الاتحاد.
وكأنّي بالدكتور الغذامي الباحث عن مؤسسة مدنية للثقافة ذات معطيات جديدة بما يمكن أن نسميه المعاش الواقعي للمجتمع المدني وفي ظل المجتمع المتجانس الذي يعي أنّ الحقوق المدنية إنّما هي للدلالة على الحقوق والحريات في إطار الواجبات، يتجاوز النظام في عشقه وهو يتذكّر الأمثل ويمارس اعتساف النصوص من خلال استلهامه لشخصية البطل من الأشكال السردية القديمة.
وغفل الدكتور عبد العزيز السبيل أن الأندية الأدبية مؤسسات قائمة منذ عام (1395هـ) ولها نظام (المادة الثالثة فيه تقول - للنادي الشخصية الاعتبارية ويباشر اختصاصه وفقاً للائحة الداخلية التي يضعها أعضاء مجلس الإدارة وأن يكون اتصاله مباشراً بالرئاسة العامة لرعاية الشباب) تم تجميد بعض مواده بفعل فاعل؛ إنّما أثرت المكتبة العربية بإصداراتها وحرّك منبرها الساكن، فكنت أتوقّع الآتي:
1- عمل قاعدة معلومات للأدباء في كل مدينة بها نادٍ أدبي.
2- العودة لمطبوعات هذه الأندية الوثائقية (كمثال كتاب نادي الطائف مسيرة وتاريخ الصادر عام 1414هـ - وكتاب الأندية الأدبية في سطور الطبعة الثانية عام 1407هـ).
3- اختيار عشرين اسماً ممن لهم همٌّ أدبي خاص وثقافي عام.
4- يتم عقد اجتماع بين المختارين لانتخاب سبعة كأعضاء مجلس إدارة.
ولكن ما حدث في الرياض - والمنطقة الشرقية - ومكة المكرمة - وجدة يخالف الواقع، جرى تعيين عشرة أعضاء وبحضور وكيل وزارة الإعلام والثقافة للشئون الثقافية جاء انتخاب الرئيس ونائب الرئيس وأمين السر وأمين الصندوق من بينهم حسب استعدادهم وفراغهم (علمت أنّ البعض اكتفى بشرف تعيينه عضواً لمشاغله) والإشكال أن العشرة المعينين كلهم دخلوا المجلس، بينما المطلوب خمسة أو سبعة (تقول المادة (16) من نظام الأندية الثقافية والأدبية - يدير المجلس إدارة مكونة من رئيس وأربعة أعضاء إلى ستة على الأكثر يتم اختيارهم من الأعضاء العاملين) فهل بقية المعينين مجرد تكمله عدد....!
ختاما أقول:
1- تدخّلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال مدير إدارة الأندية الأدبية في تأجيل عقد الجمعيات العمومية منذ عام 1404هـ واعتبار رؤساء الأندية الأدبية موظفين مكلفين بإدارة العمل، حتى انتقال هذه الأندية لوزارة الثقافة والإعلام.
2- وها هي وزارة الثقافة والإعلام من خلال الوكالة للشئون الثقافية تمارس سطوتها فتلغي القائم وتعيد صياغته كفرع تتحكّم في قياداته ومصروفاته كباقي فروع الوزارة الحية والميتة، الأمر اليوم لا يعنيني ..!.. إنّما حوار الطرشان استفزني فليعذرني الجميع.


M7med2000@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved