الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

طلعت حافظ لـ « الثقافية »:
هدي النبوة أهلني إعلامياً وشعر مرام استراحتي الخاصة
مشوار طويل مليء بالعطاء والتأمل، ففي المرحلة المتوسطة وقف أمام المايكروفون ليقدم أكثر من 90 حلقة من برنامج من هدي النبوة فكانت المحطة التي حولت مسار حياة ذلك الطفل (أيمن) القابع خلف أحلامه إلى ذلك الأرق الساكن في مكنونات الذاكرة ليصبح المحاضر والمحلل الاقتصادي وفلسفة حياة تزدحم بعالم المال والأعمال وعضوية لجان علمية وتطوعية والترامات عبر الخارطة الاجتماعية، ولعل انحداره من أسرة آل حافظ الإعلامية جعلته يستوعب تداخل الأشياء التي حوله فسكبت تأثيرها داخل فكره.
في هذا الحوار حاولنا أن نحقق الإجابة لكل سؤال فجاء اللقاء على النحو الآتي:
*حوار - روضة الجيزاني:
* انحدارك من أسرة آل حافظ الإعلامية وتواجدك في هذه البيئة الثقافة هل ساعد ذلك على تشكيل الحس الإعلامي لديك فكانت هذه الصلة الوثيقة بين صعود الجبل والسير في السهل.
- لا شك أن مشوار آل حافظ الذي امتد لأكثر من نصف قرن كان حافلاً بالعديد من الإنجازات على الساحة الإعلامية وبداية التأسيس في ذاك الوقت لصحيفة المدينة ومن ثم الاتجاه بما يعرف بالصحافة المعاصرة من خلال الشركة السعودية للأبحاث والتسويق والتي أسسها أسرة آل حافظ الإعلامية ومن ثم صدور عدد من المطبوعات المحلية والعربية أثر في توجهاتي الإعلامية رغم إصراري في ذلك الوقت، وتعاقب مراحل حياتي في تحصيلي العلمي حيث حصلت على درج الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية في المحاسبة، ورغم مشوار حياتي العملي والذي عملت فيه محاضرا في جامعة الملك سعود في هذا المجال كان صوتا يتبارى داخلي وكأن ذلك الشيء شجرة غصت جذورها في باطن الأرض فكان من الصعب اقتلاعها.
* لنعُد إلى الوراء وإلى البدايات وبرنامج من هدي النبوة ومشاركاتك في أكثر من 90 حلقة، كيف أثرت شخصية الطفل أيمن فيك وهي التي لازمتك لسنوات عديدة وكانت مفاهيم ذات قيم إنسانية؟
- لم يغب عني ذلك المشهد الذي شكل منعطفا في اتجاهي للإعلام في قالب تربوي وثقافي وديني حيث لعب الطفل أيمن داخلي عدة أدوار مسكونة بالعمل والمعرفة وكان يسيطر على العائلة بفكره القيم وطرحه الاجتماعي الذي يستمد من أدبيات الدين الإسلامي، إنها فترة جعلت الطفل أيمن رمزاً لذلك الزمن الجميل واليوم أراه حاضراً لمفاهيم قيمة أحببت أن أقف أمامها وأن لا أتناساها وكيف أجرؤ على ذلك وقد تتلمذت على يد الشاعر والأديب السوداني المعروف سيف الدين الدسوقي.
* ولكن كيف تم انتقالك للتلفزيون بعد ذلك الانقطاع المتقطع؟
- كانت الرغبة داخلي لأن أصبح مذيعا محترفا وأقدم وأعد برنامجاً خاصاً بي لكني لم أوفق وقتها لوجود بعض المعوقات رغم محاولاتي الجادة في طرق هذا المجال، وكانت نقطة التحول التي نقلتني من الإعلام المقروء إلى الإعلام المرئي هي مشكلة عام ألفين حيث تناولت ما حدث علمياً على شاشات التلفاز وعبر الكتابة المكثفة في الصحف اليومية عن هذه المشكلة فجاءت دعوة وزير الإعلام آن ذاك الدكتور فؤاد الفارسي أن أعد وأقدم البرنامج المعروف وجها لوجه الذي تعاقب عليه عدد من الإعلاميين السعوديين البارزين واستمر إعدادي وتقديمي له لأكثر من خمسة أعوام حيث جاءتني دعوة وزير الاعلام الحالي الأستاذ إياد آل مدني باستحداث برنامج يحاكي الحراك الاقتصادي غير المسبوق الذي نشهده الآن من خلال برنامج ملفات اقتصادية والذي يعرض أسبوعيا على الهواء مباشرة. ورأينا أن يناقش البرنامج مقدرات الاقتصاد السعودي وتنوع مصادر الدخل القومي هذا الحراك الاقتصادي كان لابد وأن يتبعه حراك إعلامي يتجه نحو إيجاد ثقافة اقتصادية.
* هل برنامج ملفات اقتصادية منحك الشعور بالرضا خاصة بعد توقف برنامج وجها لوجه؟
- لاشك أن ملفات اقتصادية يطرح ثقافة جديدة من زاوية علمية إلا أن طموحاتي تتسع لأكثر من ذلك خاصة مع ما يشهده الإعلام السعودي من متغيرات تتمحور في الجرأة في الطرح كان لي أن أتجه نحو إيجاد برامج تتماشى مع المرحلة الحالية بعيداً عن ما عهدنا من رتابة في الطرح، حيث نلاحظ ما يحدث الآن أمر غير طبيعي جعل الإنسان يمر بتحولات جديدة وسريعة وهذا المشهد عطل آليات العمل لدينا ولعل ذلك دفع البعض لتوجيه بعض الإشارات إلى أني محاور مشاكس.. كل ما أرجوه هو أن لا تسهم هذه الثقافة في تقويض مسارنا الفكري والعملي نحو ثقافة الربح فقط دون النظر إلى الأهداف الأخرى الإيجابية.
* بعيداً عن الاقتصاد كيف تقرأ المشهد الثقافي الآن؟
- المشهد الثقافي يمر بتحولات ولعل العنوان العريض لهذا المشهد معرض الرياض الدولي الذي منحنا أجنحة نحو فضاء رحب ومفهوم الحرية بمعناها الواسع حيث استطعنا كشف عورة الماضي الذي مر بعتمة شديدة لسنوات.
* للمرأة دور مهم في حياة أي رجل أين موقع المرأة في حياتك؟
للمرأة موقع مهم في مسار حياتي وتتجلى صورها في عدة اتجاهات، إنها الأم التي أثرت فلسفتها على مفاهيم حياتي حيث لا يزال صوت تلك الأنشودة الواعظة يلحقني، والمرأة الزوجة التي قادت دفة الأشياء والتفاصيل من حولي حيث المسؤوليات التي لا تنتهي، والابنة التي تكبر وتكبر لتغادر إلى حياة أخرى، وبين هذه الحفيدة التي وسعت دائرة الأفق من حولي وأوجدت علاقة حميمة بيني وبين مؤثرات الحياة، ولعل استراحتي اليومية هي شعر ابنتي مرام التي تمتلك موهبة كتابة الشعر الحديث حيث أجد عباراتها مسارات من العشق الدافئ تطوف داخلي تخترق أمنيات وأحلام لا تتساوى ولا تتفق مع وجه هذا الزمن.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved