لحظة نسيان:
الاحتفال بمتنبي هذا الزمان
|
في كل مرة أقتني ديواناً لشاعرنا الكبير محمود درويش أكتشف أنني معنيٌّ بالبحث بين سطوره عن نبوءة، عن كنز، ولا غرابة في ذلك، ففي معظم التفاسير القرآنية يقترن الكنز بالكتاب وليس بالمال والبخل، وهذه حالتي كما أسلفت مع ديوانه الأخير (كزهر اللوز أو أبعد) تصفحته على الطريق من بيروت إلى دمشق كمن يمتلك كنزاً، تصفحته كأن درويش يسير إلى جانبي ليقودني إلى آفاق جديدة، إلى متاهات الفراغ المخيف وعتمته لينير لنا حقائق نؤثر أن نتجاهلها:
(الآن في المنفى
أجل في البيت
في الستين من عمر سريع يوقدون الشمع لك
فافرح بأقصى ما استطعت من الهدوء
لأن موتاً طائشاً ضل الطريق إليك من فرط الزحام وأجّلك).
جميل من (الجزيرة) الثقافية أن توقد الشمع لشاعرنا الستيني لتحتفي به وهو على قيد الحياة، وبذلك تكسر تقليداً عربياً عمره عقود،علّمنا أن نوقد الشمع للعظماء بعد موتهم ورحيلهم.
لا أستطيع أن أخفي سروري بهذا الملف الذي شاركت به نخبة ممتازة يؤرقها الخوف من النسيان، ولذلك تحتمي بالكتاب ظناً منها أن الكتب تحمي المرء من النسيان وتخفف من وطأة الموت الطائش الذي من أحد محاسنه أنه كما يقول درويش قد يضل الطريق، ولكن الكتب أحياناً ما تكون مثل الثروة لا تحمي المرء من النسيان، من هنا أهمية هذه الاحتفالية لهذا الشاهد بيننا الذي يحتفي بعمره الستيني في لحظة نسيان.
تركي علي الربيعو
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
