الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

من السلف ..إلى الخلف..
المؤمل في ملتقى النقد الأول
* الثقافية - علي محسن المجرشي:
في خطوة تطويرية تنتهج أسلوب التواصل المعرفي، ينظم نادي الرياض الأدبي ملتقى النقد الأول، حيث سيظهر هذا العمل كلبنة أولى بجهد فريق إدارة النادي القديمة وتواصله إدارة النادي الجديدة، التي ينتظر منها الشيء الكثير فيما يتعلق بثقافتنا وأدبنا.. ملتقى النقد سيطل علينا حاملاً معه العديد من الرؤى والأطروحات والمقولات التي لا ينقصها إلا التفعيل الإيجابي والتنفيذ الجاد.
وقبل انطلاقة هذه الفعاليات ارتأت (الثقافية) أن تسلط الضوء على هذه المناسبة لتحدد معالم الممكن الذي قد يؤصِّل حقيقة النقد الأدبي باعتباره وسيلة مهمة من وسائل التعريف بأدبنا المحلي، فجاء هذا الاستطلاع ملامساً لبعض تطلعات النقاد وتأملات الباحثين لأن تكون هذه المناسبة محققة لأهدافها.. التي جاءت على النحو التالي:
***
التخصص.. وضيق الوقت
جاءت البداية للدكتور صالح زياد، الذي أكد بأن هذه الخطوة أكثر جدوى وأبقى أثراً بالقياس إلى المحاضرات والأمسيات العابرة قائلاً: أولاً: أبارك لنادي الرياض هذه الفعالية التي أعدها خطوة أكثر جدوى وأبقى أثراً بالقياس إلى المحاضرات والأمسيات العابرة، التي لا تلفت، في معظمها، أحداً.. وذلك لأن الملتقى يجاوز تلك المناشط الصغرى بما يتوافر له من جهد التخطيط والاستكتاب، ثم ما يتهيأ له في أجواء انعقاده من حضور وصدى ومن حوار وتفاعل، وما يصاحب ذلك من احتشاد جهد المشاركين وحرصهم على تقديم ما يليق بذواتهم التي تعكسها مرآة الحضور ومناخه الاحتفالي.
أما عنوان الملتقى وهو (النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية) فيبدو اتخاذه فعالية دورية بهذا المسمى موضعاً للنقد من أكثر من جهة.. فهو أولاً حدد موضوع الملتقى تحديداً بالغ التخصص والضيق وعادة تتسمى الملتقيات الدورية بعناوين لها صفة الإطار العام والمرن الذي يقبل التوسع والتنوع، فالضيق الذي يعلن عنه عنوان ملتقى نادي الرياض ينبئ عن ضآلة الوعد بالمستقبل فيه لأنه قابل للاستهلاك والنفاد وعرضة للتكرار والاجترار الذي سيؤول به حتماً إلى الذبول والتلاشي.. ثم إن تسمية ملتقى أدبي أو علمي بما له دلالة محلية أو جزئية وبما يحصره في دائرتها هو تضييقٌ لدائرة تلك الدلالة المحلية أدبياً أو علمياً، وليس فقط تضييقاً لدلالة الملتقى نفسه، فالمحلية بالمعنى الأدبي والعلمي ترتقي وتتسع وتتعمق بالمساحات الأكثر اتساعاً على مستوى الجغرافيا والتاريخ.. وأخيراً، موعد الملتقى الذي لم يبعد زمنياً عن ملتقى قراءة النص السادس المنعقد في منتصف الشهر الماضي بنادي جدة الثقافي.. وتقارب الملتقيين زمنياً فوَّت الفرصة عليَّ شخصياً وعلى عدد من الزملاء الذين وجهت لهم الدعوة، إذ لم يتسع الوقت للوفاء بمتطلبات التلبية للملتقيين.. ولعل هذا الملحظ يؤخذ بعين الاعتبار مستقبلاً فيتم بدء التفكير والتخطيط في موضوع الملتقى والمدعوين إليه قبل موعده بوقت كافٍ، وترسل الدعوات في وقت أقله أربعة أشهر من انعقاده.. هذا، والله الموفق.
***
المرأة وحق المشاركة
الدكتور حسين المناصرة توقع لهذا الملتقى الكثير من التوفيق خصوصاً أنه سيعقد في مركز الملك فهد الثقافي مما يتيح للمرأة حق المشاركة قائلاً:
يُعد ملتقى النقد الذي سيعقده نادي الرياض الأدبي في نهاية هذا الشهر بادرة ثقافية مهمة، تهدف إلى جعل النقد الأدبي ظاهرة ثقافية حاضرة دوماً في خدمة الثقافة والإبداع، وينظر إلى هذا الملتقى في حلقته الأولى على أساس أنه سيحقق قراءة نقدية تحقيقية مهمة، تُعنى بالنقاد الرواد في سياق (نقد النقد).. طبعاً، لا يمكن النظر إلى هذا الملتقى النقدي في ضوء ملتقى قراءة النص الذي يحمل تاريخ ستة ملتقيات ممتلئة بالأوراق النقدية الجادة، كان آخرها - قبل شهر - انعقاد الملتقى السادس عن الأديب حمزة شحاتة.
لقد كرَّس ملتقى قراءة النص بنادي جدة الأدبي قيماً ثقافية خدمت الإبداع والمبدعين والثقافة المحلية، ومن ثم فإنه ينتظر من النوادي الأدبية كلها - وعلى رأسها نادي الرياض الأدبي - أن تعقد ملتقيات نقدية سنوياً، لأننا - فعلاً - نعيش الآن أجواء أزمة غياب النقد في مواجهة ولادة نصوص أدبية كثيرة، ما زالت بكراً، وتحتاج إلى عدد من الملتقيات السنوية، إذ بإمكان هذا الحراك النقدي أن يعيد للمشهد الثقافي تألقه كما كان في الثمانينيات، وأن يسهم في إخراج النقاد من سباتهم؛ ليعودوا إلى جرأتهم وفاعليتهم بما يخدم الإبداع والمبدعين المتميزين، وفي الوقت نفسه قد يحد النقد الجاد من شيوع ظاهرة التساهل في الكتابة الإبداعية والنقدية المتساهلة على السواء!!
لا شك أننا نتوقع لهذا الملتقى الكثير من التوفيق والنجاح، خصوصاً أنه سيعقد في مركز الملك فهد الثقافي، مما يتيح للمرأة حق المشاركة، وبرعاية إدارة نادي الرياض الأدبي الجديدة المحمَّلة برؤى ثقافية متنوِّرة، وفي ظل تحمُّس وزارة الثقافة والإعلام لرعاية هذه التحولات الثقافية المتجددة والفاعلة، بل الحرص على إحيائها وتنميتها.
***
الإبداع والنقد
الدكتور عبد الله الحيدري شاركنا قائلاً:
معظم الملتقيات والمؤتمرات التي عقدت في المملكة على وجه الخصوص كانت تتجه إلى الإبداع وتغفل النقد، ومن هنا نشعر نحن في اللجنة التحضيرية لملتقى النقد في المملكة العربية السعودية بأهمية هذا الملتقى وتفرده.
ولسنا نختلف مع الذين يؤكدون وجود خلل في ساحتنا الأدبية في المملكة بين الإبداع والنقد، فثمة فجوة كبيرة تزداد اتساعاً بينهما، ولا يشكِّل النقاد الجادون لدينا إلا رقماً صغيراً بالمقارنة مع المبدعين الذين يدفعون في كل يوم للمطابع والصحف والمجلات نتاجهم، بل إن مناطق كاملة في المملكة لا يكاد يوجد فيها ناقد واحد مع وجود العشرات من كُتّاب الشعر والقصة والمقالة.
وهذا الخلل يحتاج إلى شيء من التصحيح، وذلك بتكثيف الجوانب النقدية في مناهجنا، وبخاصة في الكليات المتخصصة، فهي إن تناولت هذا الجانب تناولته على عجل دون تطبيق وممارسة فعلية.
***
تحرير النقد
أما مشاركة الدكتور صالح المحمود فجاءت لتؤكد أهمية هذا الملتقى في تحرير النقد قائلاً:
إن إقامة ملتقى للنقد الأدبي في المملكة العربية السعودية خطوة غاية في الأهمية، وأظنها تكتسب أهميتها من خلال سياق معرفي متكامل الأنساق، ذلك أن صورة المشهد الإبداعي في المملكة لا يمكن أن تأخذ أبعادها المعرفية دون تداخل فاعل للمشهد النقدي الذي كان وما زال معنياً برصد الإبداع وتقييمه وتقويمه، وأحياناً بالتنظير له. والأجمل في هذا الملتقى تخصيصه الدورة الأولى لبواكير النقد في المملكة، ومن نافلة القول إن هناك منجزات وأسماء نقدية فاعلة ومحورية تحتاج إلى إضاءات أكبر تتحرر من العباءة (الأكاديمية) لتخرج إلى آفاق أرحب تجد من خلالها ذاكرة المتلقي فرصة لتقترب من الحدود الفاصلة وقد تداخلت فيما بعد بين الإبداع بوصفه جهداً فكرياً، والنقد الأدبي بوصفه منجزاً راصداً لحركة الإبداع.
هذا كله داخل دائرة كبيرة وممتدة تاريخاً وإصداراً تُسمى: المشهد الأدبي في المملكة.
***
تنشيط الحراك الثقافي
الدكتور سلطان القحطاني جاءت مشاركته مؤيداً عقد ملتقيات متعددة وليس ملتقى واحداً قائلاً: انطباعاتي عن فكرة هذا الملتقى، فأنا من المؤيدين لعقد ملتقيات متعددة، وليس ملتقى واحداً، وهذا من واجب النوادي الأدبية تحريك الشأن الثقافي وتفعيل دور النادي في المجتمع.. وإن كنت تسأل عن انطباعي عن محاور الملتقى، فذلك سابق لأوانه ولا نستطيع الحكم على شيء قبل حدوثه، وستكشف الأوراق المقدمة، والتنظيم عن نجاح الملتقى من فشله، فأنا لا أعرف عن هذه الأمور شيئاً إلى الآن.. فملتقى النص الأدبي في جدة لم يكن فاشلاً كما يعتقد البعض، فقد كنت أحد المشاركين فيه على مدى أربع دورات، لكن يحتاج إلى بعض التطوير، وهذه سنة من سنن الحياة، وتحمد لهذا النادي بادرته وجهوده في الإصدارات والدعوات، وتنشيط الحراك الثقافي وتفعيل دور المرأة المثقفة، ومد جسور الثقافة بين المثقفين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved