الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 10th April,2006 العدد : 148

الأثنين 12 ,ربيع الاول 1427

نادي الرياض الأدبي والذوق العام

*عبد الله السمطي:
أتحدث بوصفي محباً للثقافة، ومتذوِّقاً للإبداع الأدبي.
إن التغييرات التي حدثت بالنادي الأدبي بالرياض - رغم أنها جاءت عن طريق التعيين مراعاة للحال والمقام - هي تغييرات حميدة بلا ريب، وهي تفسح المجال لإحداث نقلة نوعية في حيوية النادي وأنشطته. ولا شك في أن وجود ناد أدبي في العاصمة الحبيبة الرياض التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة لهو من الأمور التي تسعد أي مثقف أو محب للأدب، خاصة - نحن المقيمين - نجد أن هذا النادي بمثابة رئة ثقافية نتنفس فيها أريج الإبداع المحبب، وعطر الأبجدية الفواح، وجمالها المنثور في المرايا المتكثرة في نسيج الروح.
والسؤال: ما الذي يمكن أن تضيفه الإدارة الجديدة للنادي من أنشطة؟
لقد كان النادي يقوم بعقد ورش عمل أدبية، وحضرت كثيراً من هذه الورش حين كان يشرف عليها رئيس النادي الحالي الأستاذ الدكتور سعد البازعي، كما حضرت أمسيات لمناقشات مجموعة من الأعمال الأدبية.. فهل يستمر النادي في هذا السياق؟ يمكن القول إن ملامح الثقافة ومفاهيمها تغيرت كثيراً، فالثقافة ليست هي الشعر والقصة والرواية فقط، كذلك فإن الثقافة لا يجب أن تبقى نخبوية، مقصورة فقط على الكتّاب والأدباء والمثقفين لا بد أن تتسع لتشمل المجتمع بأكمله.. نريد أن يكون النادي الأدبي للمجتمع وليس للمثقفين والأدباء فقط.. كيف ذلك؟
إذا عقد النادي ندوة بعنوان: مناقشة رواية فلان الفلاني أو مجموعة الأديب القصصية أو ديوان الشاعر القصصي وطلب من اثنين من النقاد أو أكثر المشاركة في المناقشة.. كم عدد الذين سيحضرون؟ وهل سيحضر أحد من الجمهور العام؟
هذه هي مشكلة الأندية الأدبية.. عدم حضور الجمهور، والاقتصار على أمسية شعرية أو مناقشة مجموعة قصصية أو رواية، أو إلقاء محاضرة.. وهو ما يصرف الناس والجمهور، والأدباء أيضاً الذين قد يفضِّلون مشاهدة مباراة في كرة القدم بين الهلال والاتحاد على الحضور إلى النادي، وسماع كلمات تتكرر كثيراً في كل ندوة مثل: أزمة السرد، وبراعة الحبكة، وملاحة الصورة الشعرية، والراوي الضمني، ومونولوج البطل الداخلي... إلخ
لماذا لا يوسع النادي الأدبي من فضاء الثقافة، ويقوم مثلاً: بعقد مناظرات ثقافية بين الغذامي وعوض القرني مثلاً، أو بين القصيبي ومحسن العواجي، أو بين تركي الحمد وسلمان العودة، أو بين جيلين ثقافيين، أو بين اتجاهين أدبيين متعارضين؟
لماذا مثلاً لا يقيم بشكل حقيقي تجربة مثقف كبير، أو تجربة مسؤول كبير سابق أو حالي في مجال الثقافة بدلاً من الاكتفاء بذهنية التكريم؟ لماذا لا تطرح موضوعات ثقافية حيوية تهم المجتمع بالدرجة الأولى مثل: أثر الإنترنت والثقافة العالمية في قيم الشباب، أو صورة المملكة أو العرب في الأدبيات الغربية ويدعى لها بعض سفراء الدول الغربية بالرياض؟ أو حتى الملحقيات الثقافية الغربية؟
لماذا لا ينظِّم النادي لقاءات مفتوحة مباشرة مع شخصية الشهر البارزة في أي مجال وطني؟
ثمة اقتراحات كثيرة: أسابيع ثقافية عربية وغربية، زيارة مثقفين عالميين، مسابقات أدبية مباشرة - غير مكتوبة - لطلبة الجامعات، مجلة ثقافية شهرية متخصصة أو غير متخصصة، معرض صغير دائم للكتاب بمشاركة دور النشر المحلية، مقهى ثقافي داخل النادي، سينمار سنوي لتقييم كتب الأدب التي تدرس بالجامعات ومدى مواكبتها للجديد، مناقشة ظاهرة أدبية أو ثقافية بارزة، سواء في الإعلام المرئي أو المطبوع، التبادل الثقافي مع أدباء دول الخليج العربي ومثقفيهم الذين لا يحتاجون لتأشيرات دخول إلى المملكة.. وغيرها من الموضوعات.
من حسن الحظ أن فضاء الثقافة واسع ومتعدّد، ويشمل كل شيء من الاقتصاد إلى الرياضة إلى الفن إلى الفولكلور إلى الطب والعلوم والسياحة والسياسة وليست مقصورة فقط على القصة والشعر.. فإذا ما وسع النادي فضاءاته كان لصيقاً بالمجتمع، أما إذا اقتصر على مناقشة.. الإيطاء والمخبون والمرفل.. فإن مشاهدة أكاديمي ستار أجدى، وأمتع للذوق العام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved