الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 10th May,2004 العدد : 58

الأثنين 21 ,ربيع الاول 1425

أدبي الباحة .. تحت المجهر!!
أدباء وأعضاء يهاجمون إدارة النادي ويطالبون بتنحيها
تحقيق وإعداد سعيد الدحية الزهراني
(ضرب الميت حرام) مقولة تنطبق تماماً على الاندية الادبية الميتة في المملكة عدا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة إن لم يكن أقل منها أساساً.
لكن نادي الباحة الأدبي كما وصفه بعض مثقفي أدباء المنطقة ميتاً بالفعل.
(الثقافية) فتحت ملف نادي الباحة الأدبي واستضافة عدداً من مثقفي المنطقة فأتت مشاركاتهم وآراؤهم كاشفة للستر وفاضحة للأمر بل وأعلنوها حربا حقيقية وليست مجرد إثارة صحفية.
حيث شاركنا كل من الدكتور علي الرباعي، والاستاذ جمعان عبدالكريم، والقاص الاستاذ جمعان الكرت، والشاعر حسن محمد الزهراني..
الدكتور الرباعي يرى أن اشكالية نادي الباحة معقدة ومزمنة ولا تنتهي، حيث قال:
الحناجر المتهالكة
إشكالية الحديث عن الأندية الأدبية (بعامة) وعن نادي الباحة الأدبي بصفة خاصة اشكالية معقدة ومزمنة لا تنتهي ولا ينبغي أن تنتهي لأن طموح المثقف دائما يتجاوز الواقع ورؤيته ناقدة في اكتشاف مكامن الخلل ومواطن القصور!! وفي البدء أعتقد أن الأدب عند أمم الأرض المقدرة لقيمه هو (فعل حركي) لا يتشنج عند حد إصدارات أو أمسيات أو متعة أو إمتاع، كلا بل هو رافد من روافد تحريك المجتمع الراكد والانتقال به من حالة الجمود إلى بداية التوهج ومن ظاهرة الجمود إلى مرتبة الدفء ومن سبات الموات إلى اشتعال الحياة!!
وهذا ما يجعل الحيّز السكاني معه في حالة طوارئ دائمة!!
كما أن الأدب (عمل جماعي) لا يقبل بحال (النزعة الفردية) ولا يتحمل فكرة (الوصاية الأبوية) لأنه إن وقع تحت (طائلتيهما) فسيتحول إلى (وعظية) تولد: رهبنة مبتدعة!! وربما تحزن وأنت تحاول التماس (حزمة ضوء) من (صباح معتم) وحينما يوضع الأدب في قالب جامد يفسد كل معنى للابداع، ولا أستبعد أن بعض القيمين على المنابر الأدبية هنا ينظرون إلى المنصب الأدبي (كمظهر للذات) وكطريق للزعامة والوجاهة وكمعبر للارتزاق مع العلم أن العنصر البشري الفاعل في مسيرة الحياة الإبداعية لم يكن ملكا لنفسه ولا عاملا لذاته بل هو (السادن) و(الساند) لكل خطوة متحفزة!!
وما اغتيال الثقافة إن صح التعبير إلا نتاج ركون من (يُحسب مثقفاً) إلى كرسي يتماهى معه بحيث يغدو... (هو إياه أو إياه هو) يلتزم بحرفية النظام ونصّ التعليمات وحسبه أن يقبض آخر الشهر مرتباً من هذه الوظيفة المريحة حساً ومعنى، وعندما تسألني عن واقع النادي الأدبي في الباحة: أجيبك بأني ألمس عن بُعد سقوط النادي في براثن (النموذج المكرور والممل) وأحسب أن مرد هذا السقوط سببان: إما قصور في آلية العمل أو عجز إدارة النادي عن فهم الآلية ومن ثم عجزها عن التفعيل!!
وربما اختلطت بعض المفاهيم في أروقة النادي فظن البعض أن تقديم المواهب هو اكتشاف ورعاية الموهبة!! وهذا شطط كبير!! وإذا ما استحضرنا اسماء العاملين بالنادي وهم بذواتهم محل اعتباري وتقديري فسنجدهم اسهموا في مجالات عديدة سوى العطاء الأدبي.
واستثني هنا الدكتور سعيد أبو عالي فهو مثقف على مستوى الوطن الكبير، وكذلك بعض الإخوة الاعلاميين الذين لا يملكون صناعة القرار!! وإذا ما أردنا تقييما لمسيرة النادي منذ تأسس عام 1415هـ فنحن بحاجة إلى طرفٍ محايد من أدباء وشعراء المملكة لاني بعد قراءتي لبعض النتاج لم أخرج بإجابة بقدر ما خرجت بسؤال دامٍ مفاده: هل نعاني من أزمة ملقي (أم) نصطلي (بأخطاء متلقي)؟! سؤال أتمنى أن يظل بدون إجابة لأن (بعض السؤالات) أقوى من إجاباتها.
الترس والصدأ
أما عضو النادي القاص الاستاذ جمعان الكرت فشاركنا قائلاً:
للأندية الأدبية دور طليعي في بلورة ثقافة المجتمع باعتبارها منارات ثقافية وفكرية تضم في جنباتها نخباً ثقافية مؤهلة قادرة على قيادة دفة المجتمع.. إلا أن بعض أنديتنا رغم عمرها المديد لم تتمكن حتى الآن من تحقيق الدور المناط بها، بدلالة مراوحتها في مواقعها ومنذ سنوات، وحينما نشير إلى النادي الأدبي بالباحة لا أهدف أبداً القدح في أعضائه بقدر ما نطمح إلى فعل ثقافي يخدم شريحة واسعة من المجتمع.. إن أبرز المشكلات التي يعاني منها نادي الباحة الأدبي إصابة تروس عجلة السير بالصدأ... لذا تجد النادي يسير ببطء شديد الأمر الذي جعل الكثير من المثقفين يقفون إزاء النادي بمواقف عديدة.. فئة منهم فضلت التحليق في فضاء بعيد وكأن النادي لا يعنيها لا من قريب أو بعيد.. أغلقوا عيونهم وآذانهم عما يدور في أروقة النادي.
فئة أخرى رأت من الضرورة التعبير عن رؤاها وآمالها وطموحاتها.
من خلال الطرح الواعي عبر وسائل الإعلام خصوصا الصحافة. فئة ثالثة وجدت ان العمل مع أعضاء النادي ضرورة تحتمها الوطنية الصادقة حتى ولو لم يجدوا البيئة الجيدة والمحفزة للعمل.. ومن وجهة نظري ان الابتعاد عن النادي لا يعد حلا أبدا بل ينبغي التواصل مع النادي والصبر على خموله وربط عجلة سيره، ولما كانت الأندية الأدبية مؤسسات ثقافية تحتاج إلى ديناميكية وتفاعل مستمر فمن الضرورة بمكان فتح مجال الانتخاب لأعضاء مجالس الإدارة كي تشتعل جذوة الحماس وتورق أغصان شجرة الثقافة وتنبض أوردة الفكر.. ومن البدهي أن العمل في الأندية الأدبية ليس وظيفة تخضع لإجراء روتيني ممل كالتوقيع في السجلات وإعداد التقارير بل ينبغي أن يكون العمل إبداعياً ابتكارياً تطويرياً يواكب التنامي الفكري والثقافي والحضاري والاجتماعي الذي يشهده وطننا الغالي.
ومع الأسف.. وحديثي لا يخص نادي الباحة فقط بل أندية أخرى مماثلة.. أن مسيرتها بطيئة ومتأخرة.. ولا شك أن هذا (التأخير) يضعنا أمام محاكمة تاريخية.. لأنه يعوّل على الأندية الأدبية مسك زمام المبادرة لتحريك رُحى الثقافة نحو فضاء الإبداع الذي هو مطلب النابهين.
مقاولون بأدبي الباحة
أما الاستاذ جمعان عبدالكريم عضو هيئة التدريس وكلية المعلمين بالباحة وأحد أبرز المثقفين النشطين بالمنطقة فجاءت مشاركته متناهية الشفافية والصراحة وإن قلنا (الصدامية) فلا أعتقد بأننا جانبنا الصواب. حيث قال:
يتفهَّم المرء أن تولي الجهات الرسمية المجال الثقافي دعما ورعاية. ولكن العجيب أن جُلَّ القطاعات الثقافية لدينا إلا ما رحم ربك لم تقدم لهذا البلد المنبع لهذه الرسالة إلا مخرجات هزيلة، وثقافة شبه مشلولة، لولا نفر مخلص من أبناء هذا البلد صنعوا أنفسهم بأنفسهم...
ولنأخذ مثالا واحداً على الجهات المتولية شأن الثقافة وننظر إلى نادي الباحة الأدبي والحكم بعد ذلك لذي عينين.
إن نادي الباحة الأدبي أصبح مقرا لبعض المقاولين والموظفين المتقاعدين، ولبعض المنتفعين، أما المثقفون الحقيقيون فقد أبعدوا عن النادي بمختلف الأساليب، إنك مهما بحثت في أعضاء نادي الباحة (الفاعلين) فلن تجد سوى صاحب قصر أفراح، وأصحاب مؤسسة مقاولات أو منتفع أو وصولي على قاعدة شبيه الشيء منجذبٌ إليه.
أما أهم سبب في تجمع فئةٍ من أبعد الناس عن الثقافة فهو اختيار رئيس نادي الباحة الأدبي الذي لا يفقه في الفكر والادب والثقافة شيئا، إنه رجل يتكئ على تاريخ تعليمي لا فضل له فيه تاريخ بداية التعليم الحديث في المنطقة وكانت فترة شبه أمية والذي يفك الخط فيها يعدونه من أكابر المثقفين!!
إن رئيس نادي الباحة الأدبي لا يستطيع أن يقرأ قصيدة واحدة قراءة صحيحة، ولا يستطيع فهمها أو نقدها، وإنني أتحداه وما زلت أن يقوم بمناقشة أية قضية فكرية أو أدبية على الملأ، وبعد هل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه، ولنسأل الناس العاديين عن الامانة والنزاهة الناصعة التي يتمتع بها العاملون في النادي والناس شهود الله في أرضه.
أما أعضاء مجلس إدارة النادي (الفاعلين) فيا لله العجب ليس فيهم رجلٌ واحد متخصص في الأدب أو الفكر، وإنما بعض من حملوا شهادة دكتوراه معلبة من الخارج للوجاهة (والله أعلم بها) ولم تعترف بشهاداتهم وزارة التعليم العالي، ولهم أموال ومؤسسات أخذت كل همهم ويسعون فقط وراء المخصصات المالية للاجتماعات، وغير ذلك مما يسقط هنا أو هناك، ولكي تكتمل دائرة التمويه في هذا النادي العجيب فقد قام أعضاؤه بجلب بعض المدرسين وبعض المشرفين التربويين الذين اشتهروا في المنطقة بالضعف العلمي، والقصور الوظيفي، لديروا معهم دفة النادي ويتخذهم أعضاء مجلس النادي أداة في أيديهم، وللأسف لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا إلا بمعونة بعض الوافدين وأما إخواننا أعضاء مجلس إدارة النادي فلهم الديكور والظهور، أحد هؤلاء الوافدين (وهو ثقة) يحكي أنه دخل ذات مرة على رئيس النادي، ورئيس اللجنة الثقافية وهما يحاولان استخراج كلمة من أحد قواميس اللغة العربية فلم يستطيعا!! يا للفضيحة.. رئيس النادي ورئيس اللجنة الثقافية..
أعمى يقود بصيراً لا أبا لكم
قد ضل من كانت العميان تهديه
والطبيعي ان النادي ما زال يدعم أعضاءه بالصنف نفسه من الفئات وآخر الاخبار هي تسلم أحد (الدكاترة) المعترف بشهادتهم عضوية مجلس الادارة، وقد كان قبل ذلك عضوا ونائبا لرئيس ناد أدبي واشتهر ذلك النادي بالضعف الشديد على الرغم من كونه في منطقة رئيسية والعجيب ان هذا العضو الجديد، جلب معه وافداً في النادي ليدير الأمور نيابة عنه، أما ثالثة الأثافي فجلبُ أحد موظفي مستشفى الملك فهد في الباحة ليكون عضوا في النادي (يا للعجب) بصوت مرتفع هل أقول مع أبي الطيب المتنبي:
أذمُّ إلى هذا الزمان أُهيله.........
وهل أقول مع أبي الطيب:
يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ
إن القسم الأكاديمي الوحيد في المنطقة المتخصص في اللغة والأدب هو في كلية المعلمين وللأسف هو مغيَّب بل محاربٌ من النادي، مع العلم أن أعضاء هذا القسم لهم رسائل علمية في الأدب وفي اللغة، ولكن لا اعتماد عليهم ولا اختيار لهم للقيام بمهمة أمور إدارة النادي، والطامة أن من يحضر منهم يتعرض للابتزاز والسخرية إذا حضر للنادي وتوكل لبعضهم أعمال هامشية كما يقوم النادي باستغلالهم لتلميع الأعضاء والفاعلين من المقاولين وغيرهم.
فهل تريد من هؤلاء العلماء في كلية المعلمين ان يحضروا ليكونوا أداة في يد هذا النادي العجيب، ويكونوا من سقط المتاع إن لهم مروءة لا يريدون أن تنتقص، وكرامة لا يريدون أن تهان، وشرفا علميا يحترمونه في نفوسهم قبل أن يحترمه الآخرون، وأتساءل أن يسأل عن منجزات هذا النادي المطلوب إغلاقه أو تغيير الدماء فيه حتى يخرج من دائرة المرض المزمن ولهذا ولأمثاله نقول: ان الأندية الأدبية تنشط في مجال النشر وفي مجال عقد اللقاءات الفكرية والثقافية والأدبية، وكذلك في مجال رعاية الموهوبين. فماذا فعل نادي الباحة في هذه المجالات.. أما في مجال النشر فقد كانت أول مجلة أصدرها النادي فضيحة مجلجلة وقد كانت مطوية مدرسية مثل مطويات المرحلة المتوسط كما ذكرت ذلك في مقال صدر في حينه.
ثم ان النادي طبع بعد ذلك بعض مطبوعات أغلبها هزيلة لا قيمة لها فعلى سبيل المثال: طبع النادي لأحد الاساتذة المصريين المشهورين بنفاقهم. لبعض الأدباء السعوديين مطبوعا هزيلا، ورفض النادي طباعة عمل جليل عرضه عليهم أحد أبناء المنطقة الدكتور محمد سعيد العمري منذ أكثر من خمس سنوات لطباعة معجم عن الخيل من أشهر معاجم اللغة العربية.
وعلى سبيل المثال وسبيل المرارة أيضا: ان أحد أبناء المنطقة عرض على النادي بحثا عن نشأة المقالة في الأدب السعودي، فرمي البحث في برميل القمامة الموجود عند مدخل النادي، ورأى الباحث أوراق بحثه منتشرة تذروها الرياح خارج النادي، والعجيب ان ذلك الباحث شارك ببحثه الآنف الذكر في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني بناء على دعوة محكمي البحث، وطُبع بحثه ضمن بحوث المؤتمر، وكان يرى أعضاء مجلس إدارة النادي الذين دعو رسميا ولا همَّ لهم سوى الدخول والخروج من البوفيه المفتوح، ولما التقى ذلك الباحث بأحد كبار المثقفين في المملكة وهو الدكتور محمد العيد الخطراوي، كان الخطراوي يستفهم عن اعضاء نادي الباحة ويتساءل عن جدوى فتح ناد أدبي في الباحة إذا لم يكن هناك أدباء هكذا قال وله كل العذر.
ثم إن مطبوعات النادي لا ترى النور ولا يمكن ان تجدها في أية مكتبة من المكتبات فقط في سراديب النادي، أما كم عدد النسخ المطبوعة، وكم عدد النسخ المباعة فسر لا يعرفه إلا من يعرف غلاء الطباعة في بلدنا.
وإذا انتقلنا إلى مجال عقد اللقاءات، فإن النادي قد استمر في عقد محاضرات الوعظ (مع الخيل يا شقرا) على امتداد السنين الماضية كما استمر في تكرار أسماء بعينها واستضاف شعراء وأدباء من الدرجة الحادية والسبعين، فهل أغنى النادي المنطقة بلقاءات الثقافة والفكر.
أما في المجال الأهم وهو رعاية الموهوبين، فقد أوكل النادي لقلة اهتمامه بهذا المجال مهمته إلى بعض مدرسي المرحلة الابتدائية (معلمي الصبيان) من المنتفعين، وإلى بعض المشرفين التربويين الذين اشتهروا بضعفهم وتكسلهم فهل فاقد الشيء يعطيه؟!، وهل غير الموهوب يرعى الموهوب؟!، وهل الذي ليس له ناقة ولا جمل في الأدب يساعد الذي له في الأدب باع وذراع؟!، وما ردة فعل الموهوب الحقيقي عندما يرى هذه الأشكال العجيبة المريخيّة!!. ثم ماذا عملت لجنة رعاية الموهوبين. إن عملها يتمثل في نشاط واحد في العام وهو عبارة عن أمسية شعرية يُدعى لها بعض شداة الأدب ومدعيِّ الشعر ليستعملهم النادي كأداة فقط لإثبات أنه عمل شيئا يُذكر، والحقيقة ان النادي قد أتى عليه حين من الدهر، وسيأتي عليه حين آخر لن يكون فيها شيئا مذكورا. ما الحل إذن؟!
الحلُّ هو عقد انتخابات منظَّمة وأكرر وأأكد على منظّمة، ونزيهة أيضا لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الباحة وغيره من الأندية الأدبية في المملكة تجديدا للدماء وبثا للحياة، فيأخذ المنتخبون دورهم لمدة محدودة ويُقيّمون، ثم يأتي غيرهم. هكذا... أما إذا بقي الحال كما هو فعلى الثقافة والأدب والفكر ونادي الباحة الأدبي السلام والله أكبر أربع مرات.
الحلم والواقع
أما الشاعر حسن محمد الزهراني عضو مجلس إدارة أدبي الباحة ورئيس لجنة المطبوعات فيظهر لنا من مشاركته أنه كان ولا يزال يحلم. حيث قال:
عندما صدرت التوجيهات الكريمة بافتتاح النادي الأدبي بالباحة تهادت في مخيلتي صور. وأحلام. وطموحات لا تحصى ولا يتخيلها متخيل فهذا النادي ستبنى أركانه على (الرابية) الساحرة التي تبرعم منها (الخليل بن احمد) (وابن ثامره) وتبرعمت منها (شماريخ) الرياحين والحبق والنرجس والورد الجبلي العبق... ورسمت لي الأحلام هذا النادي (منبراً خيالياً) يتربع على (تل) سحابة بيضاء مرصعة جدرانه بحبات (الجلنار) وزهور اللوز.. أبوابه مفتوحة تنبثق منها أشعة المعرفة إلى أرجاء الكون تخرج من مسامه تغاريد شجية تراقص حبات المطر وأغصان (الشيعة) العطرة كأنه (خلية أدبية) لا تهدأ عتبة بابه طرفة عين، فهذه المنطقة يشرب أهلها الشعر من مائها ويتنفسونه من هوائها فهم شعراء بطبعهم وإن لم ينظم بعضهم الشعر.. أقول: بعضهم فقط.. فالشاعرية ورهافة الإحساس تنبض في دمائهم وتتدفق من ملامحهم.
لقد رسمت له في الخيال صورة بهية تجعل كل الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية في الداخل والخارج تحلم بأن يذكر اسمها في نادي الباحة فقط وأن تقف في آخر الصف الذي يقف هو في أوله.
1 تخيلت هذا النادي يعقد في يوم افتتاحه مؤتمرا يدعو إليه جميع رجال العلم والأدب ورجال الأعمال من أبناء المنطقة لرسم خطط النادي وبحث سبل تميزه وتفوقه واستعراض ما سيقدمه كل فرد منهم من مساهمة في دفع عجلة النادي إلى الأمام.
2 تخيلت (الهبات والعطاءات) المقطوعة والشهرية والحولية تنهال على النادي من جميع رجال الأعمال من أبناء المنطقة داخلها وخارجها تقديرا لجهوده المدهشة التي دفعتهم للعطاء دون تردد أو منّ.
3 تخيلت (مكتبته) مسرحاً شاسعاً لطلاب العلم والمعرفة (مرئية. ومسموعة. وإلكترونية) لا يغيب عنها كتاب أو كتيب أو حتى صحيفة أو مجلة أو مطوية (كنز معرفة حيّ) يؤمه الباحثون من داخل الوطن العربي وخارجه..
4 تخيلت (منصة) النادي منارة يرتفع منها صوت الأدب الحق لا يمضي أسبوع من أسابيع العام ولا ليلة من ليالي الصيف إلا وقد تربع عليها (عَلَم) من أعلام الشريعة أو التربية أو الثقافة أو الأدب في شتى فروعها.. أو من الناشئة الذين يشقون طريقهم بثقة نحو المستقبل.
5 تخيلت جميع أبناء المنطقة من رجال العلم والأدب أقول ل(جميع) يتحاورون في اروقته حواراً حضارياً بهياً ويقفون صفاً واحداً يستقبلون ضيوفه.
6 تخيلت في (ساحة) هذا النادي (سقيفة) كُتبَ على ناصيتها (سقيفة الفراهيدي) يجتمع تحت سقفها كل عام عمالقة الفكر والأدب من شتى أصقاع الوطن العربي في مهرجان خليلي لا يضاهى.
7 تخيلت هذا النادي يستقطب كل ما يسطره أبناء المنطقة (دُقه وجُله) ويطبعه ويخرجه إلى النور في أبهى حلة وأسرع وقت.
8 تخيلت لهذا النادي (مطبوعة) فصلية غير مسبوقة ينتظرها عشاق الثقافة والأدب بفارغ الصبر ليطلعوا على كل جديد ومفيد في شتى مجالات المعرفة.
9 تخيلت هذا النادي نجماً سياراً يسهم بفعالياته وهباته ومنحه وهداياه في كل أجزاء المنطقة وإداراتها وفي كل المهرجانات والملتقيات الثقافية في داخل المملكة وخارجها وبصورة مميزة وفريدة.
10 تخيلت في ساحة هذا النادي (خيمة) للباحثين يتوفر بها كل ما يحتاجه الباحث ويعطي تميزاً للباحثين فيما يتعلق بشؤون المنطقة.
11 تخيلت لهذا النادي (سرب حمائم) تحمل (كروت دعواته) إلى كل فرد من أفراد المنطقة وإلى كل جزء منها لحضور فعالياته وأنشطته ويعود وقد حملهم على جناح المودة إلى النادي.
12 تخيلت.. وتخيلت.. وتخيلت. والفرق بين الخيال والواقع كبير والبون بين الحقيقة والحلم شاسع ومع ذلك فنحن في النادي الأدبي نسير بخطى (ثابتة) نحو هذه الأحلام والتي تحقق منها ما تحقق بحمد الله ثم بجهود المخلصين وسيتحقق ما تبقى في حينه الذي لا يعلمه إلا الله.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved