الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

أعر اف
الإعلام وحزن الحجيلان!!
محمد جبر الحربي

يختم الكاتب والمذيع المتألق والخلوق ماجد الحجيلان مقاله الجميل والمحزن (صحافة مشغولة) المنشور هنا، بهذا الاستنتاج الذكي والكارثي (إن ما يحصل عليه القارئ من الصحف هنا أقل مما يحصل عليه مزارع البن في تنزانيا).
وهو يشير إلى أن المزارع هناك يحصل على أقل من (سنت) من أصل كل دولار ينفق في أحد مقاهي الولايات المتحدة من نوع قهوة ارابيكا التي تنتج في تنزانيا.
المقال يشير بأسى إلى غياب التغطية الإعلامية عن المؤتمر الصحفي الذي عقده الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمناسبة تدشين (تقرير التنمية البشرية لعام 2005)، حيث اعتذرت صحيفتان، وتأخر أو اعتذر الإعلاميون المدعوون!! وفيه يرثي الحجيلان الحال الذي وصلت إليه الصحافة، والفقر المعرفي والمهني الذي يعيشه الصحفيون.
والحقيقة أنني لم أحصل على هذا التقرير، ولكن لدي تقرير 2004، ولا يمكن أن نرقب اختلافاً جوهرياً إلا باتجاه الأسوأ أو الأسوَد، فقد نال من التجاهل ما تناله الأقلام المبدعة التي هي على قيد الحياة، بانتظار موتها، فقد تمطر حينذاك جماعة أو جمعية برذاذ ذكرى، أو خبر نعي، أو تحقيق عابر.
يذكر تقرير 2004 للتنمية البشرية في فقرة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التالي:
(تبين نتائج الدراسات التي أجريت على خمسة عشر بلداً عربياً، أن 32 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، أي ما يقارب 12% من مجموع سكان هذه الدول. وفي التسعينات، ازداد العدد المطلق لناقصي التغذية في الوطن العربي بأكثر من ستة ملايين نسمة، وكانت أسوأ النتائج في الصومال والعراق. وما زال الاعتلال الجسدي ينتاب سنوات حياة المواطن العربي. فإذا ما استبعدنا سنوات المرض من توقع الحياة عند الميلاد، يفقد العربي للمرض عشر سنوات أو أكثر من حياته المتوقعة. أما التعليم، فينتقص من انتشاره كمياً، مستوى غير معقول من الأمية الهجائية (حوالي ثلث الرجال ونصف النساء، 2002) وحرمان بعض الأطفال العرب، مهما قلت نسبتهم، من حقهم الأصيل في التعليم الأساسي. وينتقص من قيمته جوهرياً التردي النسبي في نوعيته، بمعنى افتقار المتعلمين للقدرات الأساس للتعلم الذاتي وملكات النقد والتحليل والإبداع).
والإعلاميون والمنتسبون للثقافة في معظمهم للأسف جزء من هذا الواقع المرير، وجهد مكرس له. وهم عبر جهلهم وتخلفهم وفوضاهم ولا مبالاتهم، وأحياناً يأسهم وقنوطهم، يساهمون في تعميق هذا الوضع المأساوي، كونهم يتسيدون ويديرون الرأي العام، ويمسكون بدفة التوجيه دونما بوصلة. ولذلك ترانا بلا وجهة، أو أننا نتجه نحو الهاوية أينما اتجهنا.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك عباقرة التعليم لدينا، وفي كل المراحل، ممن لا يرون أبعد من أنوفهم، بل يرون أنه من العيب الإطلاع على أي شيء خارج مناهجهم التي مضت عليها عقود تيبسوا من خلالها في مقاعدهم بعيداً عن الناس والحياة والمتغيرات.
وأنا أعرف أكاديميين، ومعلمين للأدب العربي لا يعرفون أي شيء عن المشهد الثقافي منذ السبعينات الميلادية إلى اليوم.. لا يعرفون شيبه ولا شبابه ولا براعمه النامية، وتشكيليين، على سبيل المثال لشريحة من المنتسبين للإبداع والثقافة، بينهم وبين الوعي ما بين لوحاتهم والمتلقي من قطيعة. ومع ذلك نراهم متسيدين منظرين لما ينبغي أن تكون عليه الحياة والذائقة.
إنه خراب عربي عام، وانحسار لكل ما يمثل قيمة نظيفة وعالية أمام تنامٍ مضطرد لكل ما هو تافه وجاهل ورديء ومخجل. ولكن مما يخفف علينا حزننا أيها الحزين، وجود أمثالك يا ماجد في هذا القطاع الحيوي والخطير.


mjharbi@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved