الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

مطالعات
عبدالحفيظ الشمري
موسى العزي في ديوانه (متعب لأكتمل):
قصائد الديوان تذيع مفاتن الخطاب الشعري الجديد
الشاعر موسى العزي معافا يطل على القارئ بعمل جديد يسمه بعنوان (متعب لأكتمل)، وينزع فيه إلى تبني رؤية شفافة كحلم عن أشد المواقف قتامة، وعتمة.
يقسم الشاعر ديوانه إلى أربعة أقسام هي: (سقف الجسد)، (سقف الظل)، (سقف الحلم)، (معلقة الريح المعلقة)، وكل تقسيم تنضوي تحت لوائه العديد من القصائد القصيرة.
انشغل الشاعر العزي بهموم الإنسان المفعم بالوعي، وعمل على اللغة باعتبارها أداة مهمة من أدوات بناء النص الشعري الحديث، فالقصائد الأولى من الديوان تزاوج بين الوعي بمفردة الخطاب، ولفتة حيث نرى قصيدة (جدائل النهر) حملت لحظة الاستهلال حينما أعلن سؤاله:( أتعلمون؟) ليكشف لنا هوية الشاعر الذي أثقلته هموم العشق للحياة لا سيما وأنه يميل إلى لحظة الوعي المنبئة عن وجود علاقة يشوبها التوتر في الغالب، في وقت يجد الشاعر ذاته أمام عذوبة الحلم، وكأنه أمام البحر حينما تتكالب عليه الهموم.
قصيدة (متعب.. لا اكتمل) التي تحمل اسم الكتاب، وتذيع سر مفاتن النص لدى الشاعر موسى العزي في وقت تصف قصائد الديوان الأخرى جوانب حميمية توقظها قريحة الشاعر:
( تسقط..
صورة الموج الأخير
من لوحة البحر، والريح
والنهر الجريح
وتسقط الريشة العابثة..)
(الديوان ص 57)
من بين قصائد الديوان تطل رؤية الوعي الحادة.. تلك التي يتأثر فيها الشاعر، فيقيم جدل الخطاب التنويري الذي يخرج من مجرد التذوق إلى منطلق التأويل لما يأتي بعد البوح اللاعج جراء نزف القصيدة لمخزونها الايحائي الجميل.
بناء القصيدة في تجربة الشاعر العزي تميل دائماً إلى البناء الشعري الجديد.. ذلك الذي يهتم باللغة، والفكرة والموقف من الأشياء.. فقصائد الديوان رغم تقسيمها إلى ثلاث فئات فإنها تندرج في سياق واحد يتمثل في شفافية الحلم، ورحابة الأمل الذي يسعى إليه من خلال هذا الديوان.
أفق الشعر لدى (العزي معافا) تؤطره قضية الإنسان المولع في الخيال الذي يأول عادة إلى مجرد البوح الاستشرافي لما بعد التذوق لفكرة القصيدة المعبرة:
(كأن الروح ما فطنت
لفيء الريح في ظلك
على مرأى تسامرها
كما العشاق..)
(الديوان 151)
تكثيف اللغة، واقتضاب الرؤية في تجربة الشاعر العربي تجعلنا نقف في موازاة رغبة أكيدة لأن تكون القصيدة متماشية مع ما يرومه قارئ اليوم الذي لا يتعاطى الكلمة، ويأمل التلقي بشكل عام فما بالنا لو كان التعاطي يتعلق بقصيدة، كتلك التي يكتبها الشاعر في ديوانه (متعب لا أكتمل)، فكلما تكثفت الفكرة واقتضبت إيماءة البوح أصبحنا قرب نص يراعي خصوصية النص الآن لنتصالح معه وفق المتذوق دائماً لانبعاثات الوعي في مفاصل النصوص جميعها.
يقع الديوان في نحو (160 صفحة) من القطع العادي قسمه الشاعر إلى ثلاثة أسفار تندرج في كل سفر من الأسفار اضمامة من القصائد التي تحمل رؤية متوائمة مع بعضها البعض فيما علت الديوان مسحة تأمل وفأل بأن يبقى للقصيدة مجدها رغم المثبطات الماثلة للعيان.
إيماءة:
* متعب لأكتمل (ديوان شعر)
* موسى العزي معافا
* دار الكنوز الأدبية - بيروت - لبنان
* (ط 1) 2004م
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved