جَرَّدتَني شعر: محمود الدليمي *
|
جَرَّدتَني.. وَلَبستَ ظِلِّي وَتَرَكتَني رَمضاءَ تَغلي
وَتشَقَّقت لولا الدُّمُوعُ من الجفافِ خُدودُ حَقلي
نَعسَ المساءُ وَوَسطَ أحضانِ الرَّمادَةِ نامَ نَخلي
وَدَخلتَ كوخي أنتَ سنبلةً تغازلُ جوعَ نَملي
عَمِيت عيونُ الموتِ.. بل عَمِيَت عيونُ حياةِ مِثلي
مُتَضَوِّراً.. والموتُ حَولي فاغِرٌ فاهُ لأكلي
فَتَّشتُ بينَ نيوبِهِ عن كِسرةٍ.. فَأَصَبتُ طِفلي
ماتت غيومي غربةً.. كَمْ تُقتُ لَو دُفِنَت بِرملي
يا سَلَّتي عُودِي الكرومُ مَضى الزَّمانُ وَلَم تَكُن لِي
يا بعضَ هَمِّي كيفَ صِرتَ وأنتَ في جَنبَيَّ كُلِّي
طَاغٍ هديرُ الدَّمِّ فَوقَ هَديلِ مَن يَندُبنَ حَولي
تَتَناسَلُ الأزماتُ.. غَطَّى الدُّودُ وَجنَةَ كُلِّ حَلِّ
كَم مُتُّ قَبلَكَ كَي تَعيشَ.. فَلا تَمُت أرجوكَ قَبلي
أليومَ أكبرُ مِن فَمِي - أن شئتُ أن أرثيكَ - قَولي
لا تَمشِ خلفَ جَنازَتي يا أيُّها المقتولُ قَتلِي
لَمّا رأيتُكَ جَنَّةً فُتِحَت لِيَدخُلَ كُلُّ نَذلِ
آثرتُ نارَكَ إذ لَمَحتُ بها هناكَ جَميعَ أهلي
أَنصِتْ لَعَلِّي أن أُرَمِّمَ للرباطِ صَهِيلَ خَيلي
جاءتكَ مُثقلَةً يَنوءُ بها المحيطُ بِشَرِّ حَمل
مَزِّقْ عَبَاءَتَها بِشَحذِ خَناجِري وبِبَريِ نَبلي
وانثُرْ عواصفَها التي اجتَمَعَتْ عَليكَ بِلَمِّ شَملي
وَلِكِلِّ أمواتي اتَّسَعتَ.. فَلا تَضقْ ذَرعاً بِشَتلي
أنا مَن فَوَانيسي تَقُودُ يَدَ النجومِ بِكلِّ لَيل
فَقَدَ الصباحُ عيونَهُ لكنَّهُ لم يَنسَ شَكلي
* الموصل
mms_kk@yahoo.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|