الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

صدى لون
أمانة جدة
(أعطِ القوس باريها)
محمد الخربوش

كنتُ قد تطرقتُ في عدد سابق في هذا المكان إلى الإشكالية التي تمر بها الأشكال والمجسمات الجمالية في محافظة جدة، والوضع المتردي الذي وصل إليه حال بعض هذه المجسمات بفعل أمانة جدة نفسها بداعي النظافة والصيانة الدورية التي تقوم بها الأمانة لهذه المجسمات، وكنتُ قد أوردت مدينة جدة كأنموذج حي لما تقوم به بعض الأمانات والبلديات في أنحاء المملكة حيال هذه المجسمات على الرغم من ندرتها خلاف مدينة جدة بدواعي التجديد والصيانة الدورية أيضاً، هذا العمل الذي يصل بكل أسف أحياناً إلى التشويه والإخلال بالقيمة الفنية والجمالية والدور الذي أنشئ المجسم من أجله.. والبلديات وهي تقوم بمثل هذا الدور هي في واقع الحال تقوم بالدور المنوط بها والمطلوب منها والمتمثل في الصيانة للطرق والميادين والحدائق والنوافير وما في حكمها من أرصفة وأعمدة إضاءة ومجسمات وخلافه، إلا أنه كان من واجب هذه البلديات عندما يأتي الدور على صيانة وترميم المجسمات الجمالية أن تستعين بأصحاب الخبرة الطويلة من أهل الفن التشكيلي وناسه والمختصين في مثل هذا النوع من المعطيات الجمالية، سواء كانوا فنانين أو مهندسين معماريين وإنشائيين وخلافهم، كأن تقوم البلديات مثلاً بتكوين لجنة مختصة بالجمال تكون مهمتها الناحية الجمالية في المدن التي تأتي هذه المجسمات لتكون أحد أهم اهتماماتها.. أما أن يترك الأمر لعمال النظافة والصيانة فهذا هو الحال المائل الذي يتطلب سرعة المعالجة.
ولقد هاتفتني الفنانة التشكيلية المتألقة (شاليمار شربتلي)، وهي بالمناسبة صاحبة قصب السبق من الفنانات التشكيليات السعوديات في مجال المجسمات؛ حيث إنها تعتبر الفنانة التشكيلية الأولى التي تم تنفيذ مجسم جمالي لأحد أجمل أعمالها في شارع الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - في محافظة جدة بما في هذا المجسم من أبعاد جمالية وبنائية أكثر جمالاً، وقد أبدت الفنانة شاليمار انزعاجها بالفعل وغيرها من الفنانين من هذا العبث الحاصل لهذه المجسمات في جدة تحت عباءة النظافة والصيانة، وقد أبدت الفنانة استعدادها التام لكي تساهم مع مَن تراه الأمانة من المختصين والفنانين في أن تكون الصيانة والترميم لهذه المجسمات تحت إشرافهم، وأبدت أيضاً استعدادها أن تساهم في عملية الترميم والإصلاح الذي من المفترض أن يكون بوعي فني وتقني وجمالي وخلافه.
أتمنى من أمانة جدة، وهي النموذج الأمثل لأمانات وبلديات المدن في التعامل مع الجمال كمطلب حياتي معاصر يساهم في تنمية الذائقة الجمالية لدى المجتمع بكافة أطيافه، أقول: أتمنى أن تجد هذه الملاحظة آذاناً مصغية من مسؤولي الأمانة، وخصوصاً أن الموضوع له مساس مباشر بالجمال الذي هو مطلب الجميع.
كل الشكر للفنانة المتألقة التشكيلية شاليمار شربتلي على هذا التفاعل العاجل مع هذا الطرح الذي يهدف أولاً وقبل كل شيء إلى الوطن وجماله وتقدُّمه ورقيِّه في كافة المجالات.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved