الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 10th October,2005 العدد : 126

الأثنين 7 ,رمضان 1426

رؤية
محمد الدبيسي
مسرح قريش
بين السباعي والسحيمي

كتب محمد عبد الله المليباري.. نصاً مسرحياً بعنوان: (فتح مكة)؛ ليكون بداية لافتتاح مسرح قريش الذي أنشأه أحمد السباعي عام 1960م في مكة المكرمة.. ولأسبابٍ ما..! لم تنفذ المسرحية.. ولم يقم المسرح بالتصور الذي أراده السباعي..! وبقيت مسرحية المليباري.. أسيرة لنصانيتها المكتوبة.. وتحول مشروع السباعي.. إلى دور نهضوي (إحيائي).. خانته مقومات الوعي.. وقصُرت دونه آليات التنفيذ والمناخ الثقافي.. المرتهن لظروف البدايات.. وأبجديات المشروعات.. عندما لا تجد سنداً مجتمعياً أو وعياً بمستواها يفعِّل محتواها.. ويصل بها إلى غاياتها..! لتنال منها إرادة الأوصياء.
وخلال ما يقرب من (نصف قرن).. بعد ذلك التاريخ.. تبدَّت مظاهر عدة لمسرح محلي.. ينهض بهذا الدور.. رصدها نذير العظمة في كتابه (المسرح السعودي)، نادي الرياض الأدبي 1992م. وفي السبعينيات الميلادية.. (حاول حسن صيرفي ومحمد حسين زيدان).. تأسيس فعل مسرحي.. في مدارس المدينة المنورة.. وأوجدا قاعدة جماهيرية في مجتمعها لتشجيع هذه (المحاولات).. ونفذا بعض المسرحيات.. بجهودهما الذاتية وقدراتهما المحدودة.. وأسَّسا لهذه الثقافة واقعاً فعلياً.. أشار له الزيدان في (مذكِّرات العهود الثلاثة).. ويحاول الصيرفي استعادة بعض تفاصيله من ذاكرته التسعينية..!
وفي هذا العام.. قدَّم الكاتب المسرحي (محمد رويشد السحيمي) مسرحية (جبا ياهوه) في مهرجان الجنادرية التي قدَّمها نخبة من موهوبي المدينة المنورة، وأخرجها (أحمد أبو ربعيه).. ونالت المسرحية.. جائزة أفضل نص مسرحي.. في المهرجان. (جبا ياهوه) بهذا العنوان المغرق بخصوصيته البيئية وإيحائه الضارب في وجدان المجتمع الحجازي تنقل إلى باقي أرجاء الوطن.. دوراً من أهم أدوار حياتنا الثقافية ومرحلة تتخذ من (مسرح قريش) خلفية لها.. وتحاول رصد الحراك الثقافي في الحجاز في فترة الستينيات.. وتماسه بالجو الاجتماعي.. وفق (رؤية فنية) أجادت رسم التفاصيل.. استوعبت في (موضوعها) الدور المهم الذي كان يلحُّ على السباعي (الرائد).. والذي حاول نقله من الإمكان إلى التحقق..!
تجربة (السحيمي) الجادة.. وامتلاؤه الحميم والواعي بالفكر المسرحي يمكن أن يعد طموحاً يتجاوز الحماس النظري (النظرية).. إلى التطبيق.. في إرادة يؤزُّها (وعي فنان) ينطلق من ثقافة وتأسيس وحماس.. يكابد قضية الاهتمام المؤسساتي ويتوق للتطور والاستمرار..!
وفي مكة المكرمة.. كان لمحمود تراوري محاولاته في هذا المجال.. إذ كتب ونفَّذ مسرحية طالتها معوقات الرعاية والتشجيع والوعي بأهميتها..!
وفي كل ما تمثله رمزية (المدينتين المقدستين) من دلالة على توافر (المناخ) الثقافي والاجتماعي.. الذي يحفل بهذه العطاءات.. منذ ولادتها الأولى على أيدي الرواد.. واستدامتها وإيراقها بجهود الشباب من متميزي هذا الجيل.. يطرح (سؤال المسرح) نفسه مُحمّلاً بكل الإشكالات والعوائق الفنية والتقنية.. التي تساهم في تعطيل (مسار) بدت تشكلاته تتحقق بشكل لافت وحقيقي..!
(سؤال المسرح).. (المتشظي).. بين العزائم التواقة للإجابة الفعلية.. والممارسة الواعية بالشروط الفنية.. والممتلئة بزخم الفن.. ومؤسسات ثقافية لم يتبين دورها واختصاصاتها.. وإن تبين.. توارى خلف معضلات الدعم والإسناد والإمكانات..


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved