الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th April,2005 العدد : 101

الأثنين 2 ,ربيع الاول 1426

جئت على عَجَل
بثينة إدريس
خلال الأشهر الماضية، شنت هذه المجلة المجلة الثقافية ، حملة تكريمية استهدفت رائدة الصحافة النسائية بالمملكة الدكتورة خيرية إبراهيم السقاف.
وكوننا أحياناً نخوض ادعاء العلم بالشيء، واهمين أنفسنا بأن لا شاردة تفوتنا ولا واردة فنتصور أنّنا نلم بخيوط الأحداث من حولنا، خاصة أحداث الساحة الصحفية، اعتقدت جازمة أني مطلعة على الأحداث الصحفية وإني مواكبة لتفاصيلها، وتأكد لدي هذا الادعاء، حين تبين لي مؤخراً بأن ركب الثقافة قد سار لتكريم رائدة الصحافة دون أن أعلم به ولولا مروري ب منتدى المعاصر الذي احتفل على طريقته بتلك القامة، لما انتابني تقصير البعد، فما حسبت أن بعدي على ملمات الأحداث قد طال قليلاً، حتى علمت بذلك الحدث، حدث الاحتفاء ب (قمة الهرم) كما وصفها الدكتور يحيى جنيد، وقمة الهرم الصحفي النسائي كما أراها، فهي لا تستحق تكريماً وحسب، بل تستحق الالتفاف من حولها زهواً وفرحاً بها وليتسنى لنا الاغتراف من ينابيع حنكتها وتجاربها، فيكفينا (نحن مرتادات الصحافة النسائية) أن هذه القمة قد فتحت لنا بوابة الصحافة النسائية وأعطت من عمرها منتصفه، فامتد بامتداد المؤسسات الصحفية الموجودة والمنقرضة حتى وثقت شهادة وجود للصحافة النسائية، ولذلك تمنيت ألا يفوتني الركب لأسجل كلمة لشخصية أدبية أكن لها حضوراً محترماً في نفسي، شخصية اجتذبتني وجمعاً غفيراً من النساء والرجال برشاقة قلمها وطيب تعاملها، فاستحقت تلك الريادة قلماً وخُلقاً.
تأخرت كثيراً وجئت على عجل، لألحق بباقي الركب، أو أقيم احتفالا منفرداً لتلك الرائدة، فمن وجهة نظري أن الصحافة النسائية اشتد عودها واستقام بأنامل ثلاث شخصيات نسائية: الدكتورة خيرية السقاف، والأستاذة سهيلة زين العابدين حماد، والأستاذة جهير المساعد، انهمرت عطاءاتهن تدفقاً في ينابيع الثقافة، فُشهد لهن بطِيب التدفق فاستحقت كل منهن الريادة.
عرفت الدكتورة خيرية السقاف، ككاتبة متمرسة ذات باع طويل في الصحافة، وإن كنت لم أدرك أوله، فقد ساقني الله للتمتع بأوسطه، فقد قرأت لها بعض الكتابات بجريدة الرياض، وجريدة الجزيرة، وجهلت بعض مؤلفاتها، فيما قرأت لها (أن تبحر نحو الأبعاد)، وما زلت احتفظ ب(مأزق في المعادلة الصعبة) بعد فقداني ل (نحو الأبعاد) في استعارة ثقافية لم يعد منها.
وتعرفت أكثر على الجانب الإنساني للدكتورة خيرية، من حكايات الصديقة الكاتبة فردوس أبو القاسم، حين كانت بمقاعد الدراسة بجامعة الملك سعود، فقد نقشت بذاكرتي هذه الصديقة أسماء كررتها مدحاً كالدكتورة فاطمة الخريجي و د سلطانة الدمياطي ود.فوزية أخضر، وأخيراً الدكتورة خيرية السقاف، محط الحديث، رغم أن بعضهن لم يدّرسنها، ولكنها لمست فيهن روح الخلق الرفيع، حتى توقتني لمعرفتهن، فقدّر لي الله أن التقيت الدكتورة خيرية، قبل سنوات بمحاضرة ألقتها عن الصحافة ضمن فعاليات مهرجان المدينة المنورة، ذكرت لها اسمي وأنا أصافحها في نهاية المحاضرة مرحبة بها في مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، فكفلت لي تلك الدقائق قراءة تلك الملامح، ببراءتها ووداعتها، وفيض الأمومة، كما قالت فردوس: كلما شدّت علي يدي مصافحة وأنا أتحدث إليها شعرت بأمومتها.
وكونها رائدة الصحافة النسائية، فقد أوعزت لقريبة لي تُعد رسالة للماجستير في الصحافة النسائية، للاستعانة بخبراتها،حتى قلت لها: إن استطعتِ اختيار الدكتورة خيرية، كمشرفة على رسالتك فقد ربحتِ، وكنت في ذلك الوقت أجهل مجال تخصصها.
( وأشهد الله تعالى أنني راضٍ عنها كل الرضا، وهي راضية حتى الرضا يطلب الرضا منها ).. بهذه الكلمات الرنانة أشهد الله الشيخ إبراهيم السقاف، والد الدكتورة خيرية السقاف، بأنه عنها راض كل الرضا، فما أعظمه من رضا جمع الناس محبة من حولها، رضا تلتمع له الأعين غبطة وتنسدل عنه الأمنيات بأن يغشينا الله برضا الوالدين، فلولا رضا الله ورضاهما، ما ذُللت لنا صعاب ولا سُهلت لنا دروب، وربما ما استطعنا أن نكتب حرفاً مما أشهد الناس بالرضا وأشركهم بمحبة إنسان واحد، لانت له الحروف فاستكانت، ودانت له النفوس فبانت، فأغدقت عليه إجلالاً وتقديراً وهنا الآن تضيق المساحات، وليست الصدور، إذ يبقى متسع بالصدور لهذه الرائدة، نستظل بظلالها ونتعطر بكلماتها وتسطع في سماء الصحافة النسائية أسماء أخرى: سهيلة حماد جهير المساعد سلطانة السديري أمجاد رضا هداية درويش وغيرهن، تخالجنا أمنيات تكريمهن تقديراً لأدوارهن ومشاركتهن في صنع الصحافة النسائية، قبل أن تدثرهن الأيام فيتقاعدن عن الحرف فمن المبادر لتحقيق تلك الأمنيات ؟؟


* أديبة وكاتبة سعودية
bothyna110@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved