حفل الحلم الأخير
عبدالعزيز حمد الجطيلي*
|
كتبت تقول:
(عازف الصمت.. ليتك فقط تعرف أنك في صمتك وبعادك
نافذة الضوء المريح في ليل حالك طويل
قد أكون على موعد معك عندما يكلل رأسينا المشيب لأبحث
عن نفسي في ذاتك.. وأحتج على ما تركته يذرى مع رياح السنين)
قرأت هذه الرسالة الموجزة ووقفت حائراً متأملاً
كيف ننظم في العقد الصغير كل حبات اللؤلؤ..!!
كيف نزين الإيجاز بكل هذه التفاصيل!!
حيث الصمت والغناء.. والضوء والعتمة.. الحنين والأفة
واللقاء الصعب بعد الفراق الأصعب.
سيدتي
غدا.. حين يأتي بك فرس الأيام إلى صحراء ذاتي ستجدين
كل عشبه برية غرستها قد ارتوت بدمع من حنين
غدا.. عندما تأتيت إلى صحراء ذاتي.. ستجدينني أصغي
لعصفور تعلم الغناء لقصيدة أولها أنت.. وآخرها أنت
ومع حفيف الريح أحضن ألفتنا كطفل متعب أجهدته
المخاوف وأبكته الأحلام
سيدتي
غدا.. عندما تأتيت من دفء أيامك إلى صقيع أيامي..
من نسائم واحتك إلى عواصف بحري التي تكاد تعصف بي
ستجدين إني قد ارتديت معطف الأيام الذي نسجته لي
وتلثمت بقناع الأكسجين الذي أهديتني إياه
ومن كنز حبرك بنيت لي منحل للأيام في الزمن المر
سيدتي...
غدا عندما تأتين.. سيكون اللقاء مهيبا
سأبكي فرحا.. وأضحك فرحا.. وأصمت فرحا
ثم أصغي أنا لبكائك أنت... وضحك أنت.. وصمتك أنت
وبعض من الكلام
غدا.. عندما تأتين..!!
ستضعين يدك على قلب تشرد طيلة أيام العمر ليهدأ
.. وسوف تمسح يدك دمعي ليتبلل كفك بدمعي ودمعك
ومن نوبة البكاء الجميل نجد ابتسامة الدنيا
وانت.. ستنظرين إلى القمر
ستحاكي القمر.. وتقولي له يا قمر الزمان
ستكون رفيقا لنا.. فالليالي الباقية من العمر مقمرة
يا لفرحتي.. هذا يوم ميلادي قبلت فيه جبين أخي
قطرة الوداع:
إليك أنت.. يا من أبقيت الحلم الضائع لي.. وذهبت لحلم جديد يا من أفرغت من ذاكرتك كل أيامنا وأمانينا لتتزاحم
في ذاكرتي عباءات الحداد
إليك أنت.. يا من ذهبت لتبقي معي... دون أن تبقيني معك... يا لقسوتك.
* عنيزة
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
