الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th April,2005 العدد : 101

الأثنين 2 ,ربيع الاول 1426

قراءة لمسرح الجنادرية
«12»
عروض متفاوتة تعكس حاجة المسرح السعودي للأكاديمية

* الرياض المحرر المسرحي:
يرفع الستار عن المشهد المسرحي السعودي على مسرح مهرجان الجنادرية في كل عام ضمن فعالياته الثقافية، ومع رفع الستار ينطلق المشهد المسرحي السعودي الذي يحمل في طياته هموم وتطلعات المسرحيين السعوديين الذين يرون في المسرح الحلقة الأضعف في منظومة حلقات الثقافة السعودية وتختلف أسباب ذلك الضعف في نظر المسرحيين السعوديين بين من يحمل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التبعية التاريخية لركود الحركة المسرحية وبين من يرى أن المسرح وأهله هم المقصرون تجاه تفعيل تلك الحلقة الأضعف إلا أن المتابع للحراك المسرحي يدرك جيداً أن المسرح تجتمع فيه تلك الأسباب ويشترك الجميع في اثم الركود وتوقف عجلة المسرح السعودي.
وتبقى آمال المسرحيين السعوديين تحاول التشبث بأهداب الأمل في وزارة الثقافة والإعلام لإنقاذ المسرح السعودي من كبوته والبحث عن سبل إنعاشه ثقافياً بعد طول سبات لمشهده المسرحي الذي يرى فيه البعض أن من أولى أول أولوياته إرساء شريعته على مساحة الثقافة المحلية وبين من يرى أن البحث عن النقلة الأكاديمية تخلق المزج بين الموهبة والإبداع المبني على الأسس العلمية والفنية المدروسة بحرفية الفن المسرحي عالمياً.
في الأيام القليلة الماضية كان المسرح السعودي ضيفاًُ على المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته العشرين وقدم خلال أيام المهرجان ما مجموعه ستة عشر عرضاً مسرحياً دار نصفها حول القضايا الاجتماعية وبلغة حوار تعتمد على العامية حسب شروط لجنة المسرح بالمهرجان أما بقية العروض فقدمت عروضا مسرحية تعددت مشاربها المسرحية كما هي الحال مع قضاياها الفكرية التي تناقشها في ثنايا عرضها المسرحي، مما جعلها خارج دائرة المنافسة على جوائز المهرجان المسرحي بالجنادرية مما جعل المسرحيين يستغربون من ذلك الاستبعاد لعروض مسرحية جادة تقدم وتناقش الفكر وتحاور قضايا إنسانية بل واجتماعية بلغة عربية فصحى، لم يكن النشاط المسرحي في الجنادرية بحاجة تحديد إطار لمجال الإبداع المسرحي بين جنباته بل كان بحاجة لتطوير آليات العمل المسرحي بداخله.
كان المسرحيون السعوديون من يرى أن تقييد الإبداع بشروط لا ينتج إبداعاً حقيقياً بل إبداعاً مشوهاً لا يمت للإبداع بصلة كونه إبداعاً مسبق التصنيع.
ومنهم من يرى أن اللغة العربية لم تكن قاصرة عن تقديم القضايا الاجتماعية المحلية بل كانت اللغة العربية لغة مسرحية جميلة قدمت في إطارها العديد من العروض المسرحية المتميزة والرائعة وكانت تلك العروض تقدم في مهرجانات مسرحية عربية وعالمية.
المشاركون:
كانت الجهات المشاركة هي فروع جمعية الثقافة والفنون في كل من: الأحساء والدمام والطائف وجدة والمدينة المنورة والقصيم وتخلف كما في كل عام الفرع الرئيسي لجمعية الثقافة والفنون بالرياض الذي يعاني مسرحه من غياب دائم وفي نظر بعض المسرحيين انه تغييب متعمد من المركز الرئيسي بالرياض.
كما شاركت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الملك سعود بالرياض بالإضافة لعدد من الفرق المسرحية التابعة لمكاتب رعاية الشباب بالأحساء وبالدمام وفرقة فرسان المدينة المنورة المسرحية وفرقة إدارة التربية والتعليم بمحافظة عنيزة.
وتراوحت العروض المسرحية المقدمة في المهرجان المسرحي بين معالجة قضايا اجتماعية في قالب طغت عليه الكوميديا الجادة وفي أحيان أخرى الكوميديا المفتعلة كما قُدم عدد من العروض المسرحية الجادة التي تنتهج المدرسة التجريبية في طرح أعمالها وقضاياها المسرحية.
حال العروض المسرحية:
جاءت العروض المسرحية متفاوتة في مستواها الفني سواء تلك التي كانت داخل المسابقة أو حتى العروض المسرحية خارج المسابقة.
فالعروض المسرحية المعترف بها داخل المسابقة تفاوتت في المستوى فما بين عروض تحمل الفكر المسرحي الناضج في كل عناصره المسرحية وبين عرض متهالك البناء مسرحياً، ويعود ذلك التفاوت لاختلاف التجارب المسرحية بين الفرق المسرحية المشاركة فالعروض المسرحية التي رأى فيها المسرحيون قوة في عرضها كان غالبها ممن أتيحت له الفرصة للمشاركة والاحتكاك بمهرجانات مسرحية عربية خارجية أو هي في اقل حالاتها مما يقف خلفها فريق عمل مسرحي متمرس في المجال المسرحي كما في مسرحية (جبا ياهووه) التي قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة فالنص المسرحي كتبه كاتب مسرحي يشهد له بالتميز هو الأستاذ محمد السحيمي وقام بإخراج العرض مخرج له باعه الطويل في المجال المسرحي الأستاذ أحمد أبو ربيعة والممثلون في العرض المسرحي هم شباب مسرحي له تجارب مسرحية تمتد لعدة سنوات مما أهل ذلك العرض لحصد جائزتين من جوائز المسابقة وهما جائزة أفضل نص مسرحي وجائزة أفضل ممثل وكانت من نصيب الفنان الشاب بادي التميمي.
وفي الجانب الآخر كانت العروض المسرحية التي لم تف بشروط المسابقة المسرحية والتي قدمت على مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي بحديقة الفوطة ذات مستوى متقارب من التفوق المسرحي مما دفع بلجنة التحكيم بأن تولي تلك العروض اهتمامها وتمنح بعضها جوائزها التقديرية عطفاً على مستواها الرائع مسرحياً ونضج طرحها الفكري المتقدم، إلا أن بعض عروضها أي تلك التي كانت خارج المسابقة كانت دون المستوى بل كانت مفاجئة بمستواها المتدني كما في عرض جامعة الملك سعود بالرياض مسرحية (باندوراما) فهذه المسرحية كانت ضعيفة في بناها المسرحي وحتى في إخراجها ومكمن المفاجأة في ضعف العرض هو أن العرض يقف خلفه مخرج مقتدر بحجم الفنان نايف خلف والذي حصد عددا من جوائز المهرجانات المسرحية الداخلية والخارجية كجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الشباب العربي بالإسكندرية عام 1998م عن مسرحية (إيقاع زمن واقع) فذلك العرض أجمع عليه جميع المسرحيين من نقاد ومهتمين على ضعف مستواه الفني والدرامي مما أوجد عددا من علامات التساؤل حول كونه من تقديم مخرج متميز يشهد له بذلك.
صالة العروض الفقيرة:
كانت ومازالت صالة العروض المسرحية محور نقاش المسرحيين بين مستائين من تجهيزاتها التقنية الفقيرة وضيق مساحة خشبة المسرح بها وبين من يرى فيها صالات ندوات ومحاضرات لاصالة عرض مسرحي.
العروض المسرحية كانت تقدم على مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد الثقافي بحديقة الفوطة التابع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون المركز الرئيسي بالرياض وجميع العروض المقدمة عليه لهذه الدورة هي خارج المنافسة.
أما الصالة الثانية فهي مسرح مركز التدريب المهني الثالث بمجمع الريان التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وهي الصالة التي ضمت العروض المسرحية داخل المسابقة.
بالعودة لمسرح مركز الأمير فيصل بن فهد فهو صالة مسرحية ضيقة فقيرة لدرجة العدم من الإمكانيات التقنية والفنية وهو محور استياء جميع العروض المسرحية والقائمين عليها بل تجاوز الاستياء ليشمل المسرحيين والمهتمين بالمسرح، فقاعة العرض المسرحي لا تجد الاهتمام الكافي من قبل جمعية الثقافة والفنون المشرفة على المركز والصيانة أجريت له قبل عقود من الزمن حسب تعبير أحد المسرحيين في نقاش مسرحي عقب أحد العروض المسرحية، يضاف لذلك امتلاء صالة العرض بالأطفال الصغار الذين يحتشدون داخل المركز نظراً لقربه من محل سكناهم مما يوجد ضوضاء في كثير من الأحيان يشوش على المتفرجين على العرض المسرحي.
أما مسرح مركز التدريب المهني الثالث بمجمع الريان فقياساً بمستوى مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد فيعتبر متطوراً وهو في الحقيقة يمتلك عددا من مقومات العرض المسرحي لاتساع خشبته المسرحية وتوفر الإضاءة المسرحية والستائر المتحركة به كما أن مقاعد الجمهور متوفرة بعدد يتناسب وحجم الحضور المسرحي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved