مطالعات
عبدالحفيظ الشمري
علي زعلة يبدع سرداً في (تضاريس الرخام):
المجموعة الفائزة في الجائزة.. لمحة الفرادة والتألق
|
أسس القاص علي زعلة عالمه السردي على دعائم هامة تتمثَّل في اللغة والحدث، حيث تضافرت في هذا السياق هذه الهالة الوجدانية البيضاء في أعماق الحكاية حتى تبلورت هذه المويجات في ألق فاتن في مجموعته التي وسمها بعنوان (تضاريس الرخام).
المجموعة كما هو معروف حازت على جائزة أبها الثقافية للعام 1425هـ، وجاءت قصصها شيقة في الأحداث ورشيقة في اللغة.. حتى أضحت هذه القصص في وارد التصوير الحكائي المقتضب، ذلك الذي يستخدم الحكاية كنص متكامل كما في قصة (وجوه) حينما صنع من علاقته بأمه وحكاياتها وقهوتها، وتفاصيل ذلك الشبح الذي مزق إغفاءته المتقطعة في فراشه.
لغة المجموعة بشكل جليّ ترسم رغبة القاص علي زعلة في صنع سعادته (الإنسان البياض).. ذلك الذي يصر على تكوينها ودمجها في هذا السياق، فالإنسان عند القاص (زعلة) رائق، ووادع ويقطف من الحكايات أعذبها حتى وإن كانت تنغمس أحياناً في الألم النبيل أما الجانب الآخر من المعادلة فإنه فضاء
رحب للبياض الذي يعشقه الكاتب.
في قصة (نشرة لتضاريس الرخام) يتقن القاص لعبته السردية الفاتنة حيث يدير حكايتين بشكل دائري بين أخبار طقس يتقلَّب ويدور وبين أحداق ترقب بياض
الراوي ودهشته، فالحكاية مألوفة لامرأة جميلة تروي تفاصيل الطقس في مناطق من الكرة الأرضية، إلا أن القاص علي زعلة استطاع أن يقدم رؤية داخل رؤية حاضنها الرئيس بياض يسكنه دائماً، ذلك الذي لا يستطيع أن يصوِّره إلا فنان مثله.
يزاوج الكاتب في فضاء قصصه بين الأحداث واللغة حيث لا تخرج المقولة السردية لديه من هذا المنطلق المتجانس بين عنصري الجمال والبساطة في وقت يصر فيه الكاتب على بناء اللغة السردية العامة من مفهوم الحكاية الأم، تلك التي تبرز بشكل واضح وسافر في جل أعماله التي سبقت هذه المجموعة.
(تضاريس الرخام) رؤية سردية واضحة تغوي قارئها بدخول حالة التأمل، وتستدرجه نحو أخبية التخييل حيث يقول ما يريد بين السطور لكن بدون تكلُّف أو إيماء ملغز.
تقع هذه المجموعة في نحو (112 صفحة) من القطع الصغير، سبقت القصص بإهداء حميمي مقتضب، وختمت بعرض سريع لأبرز المحطات التي مرَّت بها تجربة القاص.. فيما جاءت الإيماءة الأولى في المجموعة لنادي أبها الأدبي حيث طبعت المجموعة فيه.
* إشارة :
* تضاريس الرخام (قصص).
* علي أحمد زعلة.
* نادي أبها الأدبي (ط1) 1425هـ.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
