الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th July,2005 العدد : 114

الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1426

بعد أن قدمهم للساحة
لماذا هجر تشكيليو الدوادمي مرسم ناديهم؟
محمد المنيف

أعود بكم من جديد في حلقة ليست أخيرة لنستعرض من خلال حقيبتنا التشكيلية بعضاً مما نحتفظ به للفنانين في الدوادمي منذ سنوات طويلة بدأناها معهم في مرسم نادي الدرع إلى أن تشكل جسدهم وكيانهم الخاص الذي يحمل اسم محافظتهم التي احتضنتهم وأعطتهم الكثير فكان إطلاق اسم المحافظة على مجموعتهم التشكيلية تكريما ووفاء لهذه المحافظة الرائعة، فأصبح هذا الاسم وهذه الفكرة وما يسعون لتحقيقه من خلالها من أهداف تشمل الوطن بأكمله مسؤولية كبيرة على كل فرد منهم.
جولة على مراسم التشكيليين
في البداية دعونا نعرج على ما كنا قد أشرنا إليه في حلقة العدد قبل الأخير حول مشاهداتنا وزياراتنا لمراسم الفنانين في الدوادمي التي تجاوز عددها الستة مراسم في مدينة بهذا الحجم مقارنة بالعدد القليل من الفنانين مقابل عدم وجود أي عدد مماثل في مدن كبيرة كالرياض وجده التي لا يتجاوز عدد المراسم فيها أصابع اليد وان وجدت فهي شكل بلا مضمون مع أن أعداد الفنانين فيها بالمئات كما تقول بعض الإحصائيات التشكيلية فقد كانت جولتنا قد بدأت بمحترف النحت للفنان سعود الدريبي الذي امتلأ بالعديد من أعماله التي قام بتوزيعها بشكل جميل على الأرفف مع ما أضفاه في المرسم من إضافات تمثلت في بعض ما كتب عنه وبعض الصور لمشاركات في المعارض.
الدريبي يشتهر بحرصه الكبير على إبداعه وثقته الكبيرة به وبما حققه من تواصل مع الآخرين من فنانين ومعارض داخل وخارج المملكة كما أن له حضوراً متميزاً في السومبوزيومات العربية الحديثة في محترف الدريبي كان شيقا خصوصا انه يمتلك روحا مرحة وقدرة على اجتذاب المشاهد لأعماله التي برز تمكنه فيها من أدواته.
بعد ذلك كانت جولتنا تشمل مرسم الفنان أحمد الدحيم الذي لا يزال في حيرة في الاختيار بين اللوحة في أعمال الزيت والرسم وبين النحت مع أننا جميعا نتفق على ان قدراته في النحت أكثر تفوقا، مرسم الدحيم بدا أنيقا عرض داخل المرسم وخارجه وفي داخل زوايا غرف الاستقبال الرسمية في منزله أعمالاً فيها تنوع جميل وبحث عن اكتمال العمل النحتي في توازن بين الفراغ الذي يشكله الفضاء العام وبين الكتلة ومعالجته التقنية لها.
أما محترف الفنان الطخيس فكان لقاؤنا فيه ليس جديدا إذ كان لنا زيارة سابقة كنا فيها أقرب إلى آلية إنجازه في مشغله وبين أدواته في مرسم الطخيس تمازج بين الفنون التشكيلية بين أعمال النحت الخاصة به التي توزعت في ثنايا القاعة وبين أعمال زيتية ورسم علقت على الجدران لعدد من الفنانين ضيق الوقت لم يمنحنا فرصة الحوار أو الحديث إذ كان لنا موعد مع الفنان غازي الجعيد الذي اتخذ من مرسم النادي موقعا ومكاناً يلتقي فيه مع إبداعه ومع زملائه دون حرج فالمكان مفتوح للجميع كما عهدناه منذ تأسيس النادي إلا أن المشهد الذي تفاجأنا به في المرسم عكس ما كنا نعرفه أو تخيلناه قبل وصولنا إليه فالمرسم أصبح أطلالاً وأصبح ما فيه من أعمال قديمة لبعض الفنانين أمثال الفنان صالح الرثيع الفنان المتعدد المواهب أو ما حملته إحدى الزوايا من صور للنشاط السابق للمرسم ما يعيد إلى الذاكرة أياما كان المرسم فيها كلية للفنون الجميلة وخلية نحل لا يتوقف عطاؤها.
هذا المشهد شعرت فيه شخصيا بالأسى مع ما أسقط في وجداني من تساؤلات لماذ هجر المرسم وهل هذه نهايته أم أن الأمر قابل لإعادة النظر ماذا عن أمجاد المرسم وماذا عن البطولات والجوائز التي حصدها الفنانون من خلاله وقبل هذا وذاك أين التلاحم الذي كان مثار غبطة من كل الفنانين وإدارات الأندية الأخرى، وهل هذا الواقع أو هذا التهالك في المرسم دليل عدم وفاء من الفنانين أم أن الفنانين أصبحوا يرون أن المرسم أقل من شهرتهم وأنه لم يعد مكانا يتناسب مع مستواهم الحالي وترك للمواهب والهواة، أكرر أسفي على ما شاهدته من واقع مؤلم كان عزائي فيه أن وجدت ثلاثة ممن نعتبرهم الأوفياء وفي مقدمتهم الفنان الرائع خلقا وإبداعا ووفاء لمرسم النادي الفنان غازي الجعيد ولا أنسى المبدع الذي لازال يجهل إمكاناته التشكيلية وقدراته الإبداعية التي كانت يوما من الأيام الشرارة التي أشعلت قدرات الآخرين فسبقوه إلى حصد ثمارها الفنان ثويمر العتيبي صاحب الحس المرهف إبداعاً وتعاملاً إنسانياً ودماثة خلق مع ما يمتلكه في أعماله من شفافية اللون وبعد النظر في الفكرة رغم صغر سنه، ما يؤهله لأن يكون منافساً في الساحة.
أما الشاب الذي عشق الفن ووجد في المرسم مبتغاه فهو الفنان الواعد فارس العتيبي الذي يحمل إصراراً على أن يحقق لنفسه موقعاً بين زملائه التشكيليين في ما شاهدناه له من أعمال تحمل ملامح الطموح نحو تحقيق هدفه.
أعود للفنان غازي الجعيد الذي كان له الفضل في أن نعيد الذكرى في زيارتنا للمرسم حيث أصر على أن نلتقي فيه ونشاهد جديده وجديد زملائه، يقوم الفنان غازي بمحاولات تعني الكثير وتكشف جوانب أكثر في مجال البحث عن الجديد ففي كل تجربة لهذا الفنان أجد أنني لا زلت أجهل الكثير عن قدراته فنان مثقف واع بكل ما يعنيه العمل الفني ويكفي أن نستشهد بعملين يقوم بتنفيذهما في مرسم النادي أحدهم بالحديد والآخر بخامات متعددة على اللوحة وكل من العملين يؤكدان أن غازي سيكون له شأن بين المجموعة مضيفاً مكانة جديدة على الساحة التشكيلية.
من المراسم الأخرى التي لم نتمكن لضيق الوقت من زيارتها رغم أهمية أصحابها على ساحة الفن التشكيلي في الدوادمي وعلى مستوى المملكة منها مرسم الفنان سعود العثمان ومرسم الفنان منصور فلاج فالأول له تاريخه وتواجده والثاني له تجاربه المتميزة والمؤثرة في مرحلة الشاب على مستوى الدوادمي أو المنطقة الوسطى.
مرسم النادي.. لماذا تم هجره؟
لن أترك هذه الحلقة من حقيبتنا التشكيلية قبل أن أحرك الماء الراكد في ظاهره والمتحرك في باطنه الذي يمثل مرسم نادي الدرع الذي تخرج منه أبرز الرواد الأوائل في ساحة التشكيل هناك، منهم الفنانون سعود العثمان وإبراهيم النغيثر ومحمد العبدالكريم وعلي الطخيس وعبدالعزيز الرويضان وبعد فترة زمنية ليست طويلة انضم للمرسم عدد من الفنانين وهم أحمد الجنيدل وصالح الرثيع وأحمد الدحيم وسعد الصقيران ومحمد اليحيى ومحمد الصقيران ومتعب عبدالرحمن.
حيث حقق هؤلاء الكثير من المراكز وعلى أعلى مستوى فيها فقد حصدوا المراكز الأولى على مدى سنوات متتابعة دون منافس فأصبح مرسم نادي الدرع يتربع على قائمة مراسم أندية المملكة إذاً ماذا بعد هذا التاريخ ولماذا تم هجر مرسم النادي..؟ سؤال كبير أترك إجابته لضمير كل من جاء اسمه في سياق الحديث السابق مع ما نتيحه من فرص التعقيب عبر المجلة الثقافية لإيضاح الواقع وإقناع كل محب ومتابع يهمه استمرار نشاط المرسم.
جماعة فناني الدوادمي.. وماذا وراء الأكمة
قد يقول قائل: ماذا يعنيكم من هذه المجموعة..؟؟ مع أن المجموعة لم تعد ملكا لأصحابها فهي لكل محب للفنون التشكيلية حريص على دعمها يرى في هذه المجموعة مساهما بارزا وداعما للساحة التشكيلية السعودية جازمين أن هذا القول يتفق عليه الجميع قاطعين الطريق به على من يثير الشكوك في ما نعنيه، لنعود للتساؤل عن المجموعة التي أثرت الساحة ولفتت الأنظار وكسبت الإعجاب وحملت اسم محافظتها بأمانة وتحمل مسؤولية بمتابعة من الأستاذ خالد الحميضي الذي بدأ مع نشاطها منذ عام 1414هـ 1415 بعد عقد اجتماع حضره معظم فناني مرسم نادي الدرع في تلك الفترة وغيرهم ممن لحق بهم.
ومع هذا المشوار وذلك السجل المشرف من الإنجازات في فترة وجيزة لم تبقَ المجموعة كما عهدناها وهذا ما اتضح من أحاديث الكثير من أعضائها المؤسسين أو من جاء بعدهم من أسماء فالفترة الأخيرة وكما سمعنا عن قرب خلال زيارتنا للدوادمي والتقائنا بالعديد من أولئك الفنانين يكشف مستقبلا غير واضح نتيجة لشعور الأغلبية بأن المجموعة لم تعد كما كانت ومن أهم ما برز لنا من أسباب يكمن في اختلال إدارتها وسعي البعض إلى وضع آلية جديدة يرى فيها الأعضاء سعيا لإبعاد بعض العناصر وتقريب آخرين, هذا الواقع وهذه الحال وما يدور بين أعضاء المجموعة أمر مؤلم خصوصا أن المجموعة تحمل اسم المحافظة وكنا نتوقع أن نرى هذا العام أو العام المنصرم أسماء جديدة من شباب المحافظة من الفنانين أو الفنانات خصوصا من برزت أعمالهم مؤخرا منهم الفنانه هدى الرويس أو ما شاهدناه من أعمال المعلمات التشكيليات الفنانة مها الكافي ومستورة العتيبي وبقية المشاركات وكما أن هناك أيضا أسماء جديدة تمتلك الموهبة الصادقة والتجارب القابلة للتطوير مثل أشواق المهنا من خلال مشاركتها في معرض كلية التربية للبنات قسم التربية الفنية وهي ممن يحق لها الانضمام لهذه المجموعة كونها وغيرها ممن سبق ذكرهم من (بنات الدوادمي).
أمنيتنا أن لا نرى المجموعة وقد أصبحت مجموعات كالقنابل العنقودية ضررها أكثر من نفعها


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved