الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th July,2005 العدد : 114

الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1426

وميض
تأثر أم توارد
عبد الرحمن السليمان
تعيدنا أعمال بعض الفنانين إلى أعمال بعض زملائهم، أو أعمال فنانين سبقوهم لهم الصفة المحلية أو العربية أو الدولية، وفي كثير من الأحيان نسمع قولاً من فنان أو من غير فنان بأن هذا العمل يشبه ذلك العمل أو أن هذه اللوحة قريبة من تلك التي رسمها فلان من الفنانين. قد يكون الأمر صحيحا وفي كثير من الأحيان لكننا هل يمكن أن ننفي ذلك التوارد أو التشابه أو حتى التأثير؟
يدعي البعض من الفنانين عدم معرفته نهائيا باسم ذكر له، أو أنه يسمع عنه لأول مرة، قد نصدق القول في البداية لكننا أحيانا نعرف جيدا تجربة هذا أو ذاك. يذكر بعض الإخوة فنانا عربيا احتج بشدة على أعمال فنان محلي عندما زار مرسمه مدعيا أنه يقلد أعماله بدرجة من التشابه كبيرة، وأوقع رأيه والاحتفاء به حينها قلقا للموجودين وللفنان الذي دعاه لمشاهدة مرسمه، وهو الذي سبق أن زار هذا الفنان العربي في مرسمه بدولته.
ترك الفنانون الرواد في بعض البلدان التي تدرس الفن في كلياتها الفنية أثرا في أعمال تلامذتهم أو زملائهم الفنانين، لكن الأمر قد يبدو طبيعيا إذا كان الفنان مشرفا أو معلما لطالب يسعى الى أن يصل إلى مستوى معلمه، ربما تكون الحالة الابتدائية داعية للتقليد حتى يشتد ساعده فيتوجه إلى تحقيق شخصيته وقدراته الخاصة وهو الشأن الطبيعي الذي قد يسلكه أي ممارس للفن.
كان الفنان عبدالحليم رضوي واحدا من أولئك الذين نادوا بأن تحمل أعمال الفنانين تراثا ومعاصرة وكان يتخذ غالبا من أعماله نموذجا لذلك، هو ما يجعلنا نعتقد أن الفنان رضوي شجع الفنانين الذي تأثروا بأعماله أكثر من غيرهم وكأن تلك الصيغ كانت النموذج الأكثر صحة بين الآخرين بل كانت أكثر قبولا لدى رضوي، لكنه ولا ننفي عنه ذلك كان يرى بعين الفنان أعمال زملائه الذين يجد في أعمالهم سمات معينة وخاصة، وكان لا يتوانى مثلا عن الإشادة بأعمال عبدالله الشيخ أو محمد السليم أو محمد عبدالرحمن سيام وطه صبان وإبراهيم بوقس ويوسف جاها الذي لم تسلم بعض أعماله الأخيرة من الالتقاء أو التوارد، والواقع أن أعمال جاها في الأصل ذات بساطة رسم بها عدة فنانين وبالتالي فإن الالتقاء قد يبدو طبيعيا في ظل تنامي تجربته وتنوعها.
يلاحظ خلال الأعوام الخيرة وجود جماعات تشكيلية بدت متقاربة من حيث الأسلوب والمعالجة الفنية الحديثة التي اصطبغت بالتجريد واستعارة عناصر أو وحدات شعبية واضحة في الأعمال، ولعل جماعة فناني المدينة المنورة واحدة منهم (في بعض نماذجها) نجد التالي بين سامي البار وأحمد البار ومحمد سيام ومنصور الشريف وأحمد الأحمدي، هو أيضا ما نلحظه في منحوتات بعض فناني الدوادمي على الطخيس وفهد الدبيان وأحمد الدحيم وسعود الدريبي، كما لم تخل تجارب فناني القطيف من هذا الالتقاء وسنلاحظه بين علي الصفار ومنير الحجي وزمان محمد جاسم وبشار الشواف وهاني الحمران وغيرهم. الإشكال في المواقع هو أننا لا نلاحظ الفروقات والاختلافات بقدر سعينا لإيجاد المتشابهات فيما بين أعمال المجموعة الواحدة، لعلنا هنا نقصر نظرنا على إطار نستطيع الاستدلال عليه ببساطة شديدة ومع أن هذا الالتقاء أو لنقل التأثر معظم الأحيان يبدو طبيعيا في ظل نجاح أو تفوق أو تشجيع تجربة ما من خلال معرض أو مسابقة إلا أن الدور الإعلامي النقدي هو أن يضع أمامنا أوجه الاختلاف التي يمكن أن تحدد سير الفنان على المستوى القريب أو حتى البعيد.
أخذت الحركات الفنية تطورها من خلال السياقات الفنية المتوالية التي تثور على المنجزات المكرسة ومع أنها على المستوى الجماعي أو الشخصي غيرت في المسارات الفنية، فإن الدور المطلوب ضمن الالتقاء أو التشابه المنعوت بالتأثر يعني السعي للنهوض بما هو مغاير ومختلف ومجدد.


aalsoliman@hotmail

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved