الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th July,2005 العدد : 114

الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1426

تروى بشكل مغاير
(حكاية الحداثة) تعود من جديد على (الفضائيات العربية)
الغذامي حاول أن يكون موضوعيّاً وأن يخفِّف من حدَّة الذاتية
* الثقافية علي بن سعد القحطاني:
عادت (حكاية الحداثة) للدكتور عبدالله الغذامي، تروى بشكل جديد وبأسلوب مغاير لم يعتده المتلقِّي من قبل، فهذه (الحكاية) تروى في (الفضائيات العربية) ليتابعها الملايين، بعد أن كانت الحكاية حبيسة في أدراج الصحافة الثقافية، وربما قد ناقشتها الصالونات الأدبية، وذلك بعد طرحها في برنامج (إضاءات) بالقناة العربية، الذي يعدُّه ويقدمه الإعلامي تركي الدخيل، عبر استضافته للدكتور عبدالله الغذامي وقد استطاع ذاك الإعلامي الناجح أن يقدم تلك (الحكاية) بلغة مبسَّطة يفهمها المتلقِّي، بعيداً عن الأسلوب العلمي والأكاديمي الجاف، المليء بالمصطلحات والإشارات والإحالات، والتوثيق .. ولقد كانت تلك (الحكاية) من قبل ترويها (العامة) بتهكُّم وجناية وتطاول على رموزها، ومن ثم محاولة تهميشهم وإعطاء أحكام مسبقة وجاهزة على أعمالهم، أحكام جائرة لا تقبل القسمة على اثنين، وقد استطاع التيار المناوئ آنذاك توظيف هؤلاء العامة وإثارتهم ضد (التيار الجديد).
لقد أصبحت (العامة) في القرن الواحد والعشرين، وهم المتلقون، يحكون تلك (الحكاية) عبر مشاهدتهم لبرنامج (إضاءات) يحكون تلك (الحكاية) القابلة للتأويل والتصورات، وربما المزايدات والمبالغات عند البعض .. لقد أصبحت تلك (الحكاية) تروى في (وضح النهار)، وأصبح المتلقِّي في عصر الفضائيات والانترنت ذكياً واعياً يستاق المعلومات من مصادر متعددة .. بعد أن كان سابقاً مجبراً وربما (مكره أخاك لا بطل) على الاستماع إلى رأي واحد غير قابل للمناقشة أو النقض أو التعديل .. وأصبحت تلك التهم تكال لتلك (الحكاية) التي لا تحمل في طيّاتها أدلة أو براهين مادية أو عقلية، وإنما هي ك(سواليف العامة) في قارعة الطريق ليمضوا بها أوقاتهم .. أين هؤلاء الذين كانوا يقولون إنّ تلك (الحكاية) مضادة للتراث، وتسعى إلى هدم القيم والثوابت .. لقد أصبح المتلقِّي ذكياً واعياً لا يعبأ بتلك الأقاويل .. وعوداً إلى ذلك البرنامج الذي أثار (حكاية الحداثة) مع مؤلفها، وعن الضجيج الذي أثير حول الكتاب، وفي سؤال، نعتقد أنه كان سؤالاً ذكياً وفي محله من قبل الإعلامي الواعي، عندما راح يسأل المؤلف عن إمكانية استثمار ذلك السجال والجدال في طبعات لاحقة من الكتاب، فأجاب الدكتور الغذامي بقوله: (عادة، لأ، أنا الحقيقة عندي قاعدة راسخة أنّ الكتاب في طبعته الأولى لا يتغيَّر مهما كانت الطبعات الأخرى، هذا جزءٌ من أخلاق التعامل مع المشتري، يعني المشتري من حقه أن يمتلك النسخة). وقال في إجابة أخرى: (هذا كتابي صدر انتهى بما له وما عليه). وأشار الغذامي إلى أنّه لا يحاول أن يغيّر كلمة واحدة في طبعات الكتاب الواحد، فالكتاب يظل كما هو، ولا يلجأ إلى تطويل المعلومات في طبعات لاحقة، وكتابه (الخطيئة والتكفير) الآن على مشارف الطبعة السابعة، ومع ذلك لم يغيِّر كلمة واحدة فيها، مع أنّه يقول: (مع ان في نفسي تغيير أشياء، لا أغيِّر، الطبعة الأولى هي الطبعة السابعة).
وحاول الدكتور الغذامي أن يكون في هذا الكتاب موضوعياً، وأن يخفف من حدّة الذاتية، كما أشار إلى ذلك في البرنامج، ويمكن الرجوع إلى شبكة المعلومات لقراءة إجابته بالتفصيل، وذلك عبر الموقع الإلكتروني (العربية نت). والتقى الإعلامي تركي الدخيل في حلقة أخرى بالدكتور سعد البازعي، وأشار إلى أنّ الناس وجدوا صعوبة في فهم ما يقال عن الحداثة، والحداثيين لا مشكلة لهم مع الدين .. وقد رويت تلك (الحكاية) بشكل مفصّل عبر برنامج (مراجعات خطاب التنوير) الذي أعدّه النادي الأدبي الثقافي بجدة طيلة الموسم الماضي .. وتبقى تلك (الحكاية) بحاجة إلى أصوات أخرى وبرامج مكثَّفة، بعد أن أشعل فتيلها الأكاديمي الفاضل الدكتور عبدالله الغذامي.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved