القلق الإبداعي
|
قد يرى الكثيرون في كتابة الكثيرات من النساء مجرد أنين أو غناء رومانسي لا يبتعد كثيراً عن فضاء المرأة الخاص وقد يكونون محقين في أحايين كثيرة خاصة والساحة تعج «بطراطيع» لغوبة تمارسها بعضهن وكأنهن يتعمدن إحداث الأذى في نفوس وعقول القراء وفي بنية اللغة والثقافة العربية على السواء. أما البنية فيكمن ان نقول ان بعض فقيرات الموهبة متضخمات الطموح يسلكن طريق الكتابة من باب حق المرأة في التعبير واتاحة الفرصة لها من دون أن يكون لديهن ما يفعلنه سوى افراغ حصيلتهن من المفردات التي يؤنثنها على طريقة الماكياج والبريكير.. فيعمم الحكم على كتابة المرأة والمرأة الكاتبة الكاتبة.
فهناك الكثير من الكاتبات البارعات في موهبة الكتابة بكل أنواعها الثقافية والاجتماعية والسياسية وقد تفوقت على الرجل بمراحل كثيرة وأبدعن في مجال كتابتهن رغم الهيمنة الرجولية وتحجيم الابداع النسوي من قبل فئة من الرجال فالمجتمع الذي نحن فيه مجتمع ذكوري بحت، فيجب أن نضع المرأة الكاتبة المبدعة في حجمها الحقيقي، ونحجم كل من مدعيات الابداع من النساء والمتهجمين على ابتداع المرأة في نفس الآن.
فالكتابة بشكل عام التزام فكري واجتماعي يتبنى القضايا الأساسية والدفاع عنها والمرأة الكاتبة تحقق تقدمها حسب المساحة العامة والخاصة المعطاة لها وحسب البنية الثقافية والاجتماعية للبلد المعني، وهناك الكثيرات لديهن الفهم والوعي بما هية الكتابة ودور الكاتبة مما يبعث الطمأنينة ويحرك القلق الابداعي ويقترح الدكتور عبدالله الغذامي في كتابه «المرأة واللغة» تأنيثاً للغة والذاكرة الثقافية واللغوية وفي أقل تقدير أنسنة للغة بحيث يكون السلوك اللغوي وبالتالي الكتابي متاح للمرأة نفس المقدار والدرجة من دون أن تجد الأنثى نفسها محمولة على ضمير المذكر في كتابتها بسبب اتحاد الذاكرة اللغوية والثقافية بمكونات وآليات الهيمنة الذكورية.
++
خالد عمر مرعي
++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|