الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th August,2003 العدد : 24

الأثنين 13 ,جمادى الثانية 1424

قصة قصيرة
البحث عن..؟
هيفاء محمد الربيع
غرفة تتناثر فيها الأشياء وبشكل عشوائي تضع رأسها في كل حيز تمتلكه زوايا غرفتها خزانة ملابسها قد تساقطت منها الاشياء ادراج تحمل مساحيق ملونة قد تبعثرت وتشكل على الارفف الواناً ذات طابع مقزز!!
تضع يدها اليمنى في كف يدها اليسرى تغمض عينيها وقافلة الذاكرة تعود الى الوراء علها تسترجع على مقاعد العودة ما ضاع في زحمة النسيان..
تضع كلتا يديها على رأسها تجعل الاصابع تتخلل شعرها الداكن ثم ينساب على وجهها المائل للسمرة..
تجعل الضوء يعلن تجمهره على مدرجات العبث تتفحص الغرفة ثم تنتفض بداخلها صوت الدقانق انني ارى من بين هذه الامتعة المتساقطة جلدُها المنقط وتلدغ هذه الفوضى بلغة الاستغراب!!
لقد بحثت عنها في زوايا المنزل.. الحديقة حتى تلك الشجرة القابعة تحت الضوء الاخضر عبثت بها وحولت اصابعي معولا يحرك تربتها الساكنة وأنا اشعر انني اجد رأسها وتلدغ بقوتها
ذاكرتي المتأرجحة بين
البحث عنها وكيف الوصول اليها؟
نظرات من حولي ترقب تبعثري
حيرة اقدامي
حاولت أن يحركوا معي ذاكرة الاسترجاع حيث المكان الذي تقبع فيه!!
اعود الى غرفتي التي تعيش هذه الفوضى، الهواء يعبث بالاوراق ربما هذه النسيمات تنفش جسدها ثم تخرج من جديد.
حتماً سأحملها بيدي.. اقبلها.. أحتضن صمتها.. سأجعل اناملي رهينة لها، وعليها ان تغفل ما تشاء ان تحيط بمعصمي.. ان تطوق عنقي وبجلدها الناعم تعلن غضبها البريء بل لها ان تجعل الدماء تتقاطر من اناملي لتكون قطرة نازفة تذكرني دائماً بمرور الوقت الذي لا يتوقف امام لحظات الضياع!!
كيف أفسر سرعة مرور الوقت وقرب اختفائها الذي قد يكون في منعطفات كهوف مجهولة في غرفتي؟
كيف تمتلك تلك الهيبة والوقار وتعلن لها الايام الانصات وتمام الاذعان؟
قد تفترش لها الارض ورداً وتحناناً!!
وقد تبلل وجناتها بالدموع!!
ثم تدثر جلدها الناعم بكف دافئة شتائية الليل الطويل..
الآن اعترف بقوتها بوقوفها في وجه التحديات
وتمزيق الخيوط الواهنة التي تتراجع للوراء
وتكبل الوقت بقيود التأخير!!
بينما يتهلل وجهها اللامع لمن يبقى خلفها ويتمسك بجبالها
القوية ويضرب على ظهر الجمود
حرارة تنهر المشاعر الخاملة«2»
القابعة في مقعد الكسل!!
لها ان تفعل ما تشاء
هي بين ايدينا كل شيء وفي اعماق قلوبنا
نتمنى ان تختفي من امامنا ملامح السرعة اللاهثة التي تخنق بقاء مشاعر تقطر بالعذوبة
***
ولكن هي صادقة في وعدها للحياة.. تعمل بجد ونشاط لا تعرف وجه الخمول او التشرنق والاسترخاء في زوايا العتمة وان حدث ذلك فهي تصدر فحيحها في صدر المكان.
اقترب من الخزانة اضع يدي على العلة أفتحها، اناملي تقترب اليها وبجلدها الناعم تمتص دفء اناملي وتلد غني بعقارب تعلن الاستمرار.
رأسها اللامع يبرق على اهداب المساء وتلعن معه «ام العقارب» التي تنتصب بشموخ
على جسد «الثانية ليلاً.

++
* الرياض

++
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved