الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th August,2003 العدد : 24

الأثنين 13 ,جمادى الثانية 1424

مستشار الفن التشكيلي في وزارة الثقافة والإعلام ضياء عزيز
فنان شهرته تسعى إليه وأعماله تكشف عبقريته وتمنحه الثقة

* الثقافية محمد المنيف:
الحديث عن ضياء عزيز ضياء يدفعنا للاعتذار منه ومن العارفين لإبداعه وهم كثيرون، لتقصيرنا عن متابعة جديده مع أن الفنان ضياء ممن يعملون بهدوء بعيداً عن ضجيج الصحافة ولكننا اليوم نجد في وجوده عضوا في اللجنة الاستشارية في وزارة الثقافة والإعلام لوضع آلية تفعيل النشاط التشكيلي أمرين أولهما ان عشمنا كبير فيه وفيما يسعى إليه من خدمة للفن التشكيلي والامر الآخر انها فرصة لنسلط الضوء على مبدع قل ان يتكرر إلا مع امثاله من عباقرة الفن التشكيلي العربي والعالمي لامتلاكه وإدراكه ووعيه بالهدف الذي يسعى إليه من خلال ابداعه وبما يمتلكه من مخزون اكاديمي تقني وثقافي يجعله واثق الخطوة وله موقع مع بقية زملاء مشواره ممن تلقوا التعليم مثله على مستوى كبير ومن اعلى الاكاديميات وبدرجات عالية ايضا من التميز فالفنان ضياء من مواليد مكة المكرمة ولد في بيت ادب وثقافة وابداع فكري والده الاديب عزيز ضياء من أعلام الفكر والادب السعودي والعربي له دور فاعل وكبير في اثراء الساحة الادبية منح نتيجتها جائزة الدولة في الادب وله انجازات كثيرة لا يسمح المجال للحديث عنها ولكننا انعطفنا قليلا لنقول ان الفنان ضياء رغم شهرة والده وامكانه الاستفادة منها لم تكن سببا مباشرا في شهرته كفنان مع الاحتفاظ بدور والده في دعمه وتهيئة الظروف له في صغره وللفنان ضياء في هذا الجانب الكثير من الذكريات كانت محور حديث شيق دار بيننا منذ فترة زمنية بعيدة كنت بعد هذا اللقاء انوي نشره في ايام خوال ليس أمامي أي عذر في تأخيره بقدر ما يخجلني التقصير حيال هذا المبدع مع اعتزازي بان كنت احد المشاركين معه في اول معرض جماعي للفن السعودي بالرياض عام 1398 هـ وفي المعرض الجماعي بالجبيل الذي نظمته الهيئة الملكية .
كان الفنان ضياء لا يتردد بالحديث وباعتزاز عن بدايته التي يرى فيها والديه في كل عمل ابداعي يتحقق له النجاح بعد ان اصبح فنانا يمتلك الشهرة والتواجد ويشعر بدعمهم له وكان منها اعجابه بوالدته المغرمة بالنقش والتطريز على الاقمشة ما يشحذ موهبته ويدفع به إلى اكتشاف قدراته، جاء بعدها حرص والده على أخذه للمعارض العالمية خلال جولاتهم الصيفية وإلى تأمين ما يخدم معرفته، وسهل تعلمه ابجديات الفن والرسم من كتب والوان وخلافها بعد ان رأى فيه العبقرية المبكرة هذه القاعدة البسيطة الممزوجة بالعاطفة كانت منطلقا هاما ودافعا له ليكمل دراسته العليا في هذا المجال فسافر إلى ايطاليا بعد تخرجه من الثانوية العامة ودخوله اكاديمية الفنون الجميلة عام 1967م وتخرجه منها عام 1971 وهو العام الذي كشف فيه قدراته ودخوله معترك المنافسة بعد تلقيه تعليمه الاكاديمي في مجال الفنون التشكيلية على أصوله ومن فنانين كبار تشهد لهم الساحة في أبرز اكاديميات ايطاليا.
وحقق من بين الدارسين الآخرين درجات التفوق منها حصوله في عام 1970م على الجائزة الأولى لتصميم الميدالية الذهبية التي نظمتها أكاديمية الفنون الجميلة بروما بمناسبة مرور خمسين عاماً على هيئة تموين الأشغال العامة بروما.. وفي السنة التي تليها حاز على دبلوم وكأس «أحسن فنان أجنبي» والتي نظمتها الأكاديمية الدولية للثقافة والرعاية بروما في 18 مارس 1971م، باسم المسابقة الدولية للرسم Oderisi da Gubbio ثم حقق الميدالية الفضية في 24 مارس 1971م في مسابقة للعمل الفني (رسم ذاتي). (الرسم والنحت أبيض واسود) SATURNIA TELLUSوعلى دبلوم استحقاق فني رفيع في مارس 1971م عن لوحة بعنوان (LA PALMA) «النخلة» في المسابقة (CARNIVALE 71) بروما ودبلوم استحقاق فني في 18 أبريل 1971م (البينالي الدولي للفن المعاصر) بروما.
كما حاز على الميدالية الفضية في 1 يوليو 1971م في مشاركته بالمسابقة الدولية للرسم CAMPIDOGIO OGGI بروما (تنوع الابداع شكلا وموضوعا وخامات) والفنان ضياء عزيز من الفنانين الذين لا يمكن ان يجد المتلقي أي ازدواجية أو تكرار في حال استرجاع الرؤية في لوحاتهم فالعمل الفني لديه ينبع من اعماق الواقع ويتشكل بأسلوب سهل ممتنع لا يجد فيه المتلقي صعوبة في قراءة ابعاده أو كشف مضمونه بينما يبقي في وجدانه جمال التنفيذ ورشاقة اللمسة وديناميكية في توزيع الضوء والظل واللون ودرجاته إضافة إلى عمق التعبير الذي يصاحب الشكل لينقل المشاهد من الاحساس الفوتوغرافي تجاه العمل والتوقف عند القدرة التقنية والايحاء اللوني والحركة المباشرة إلى بعد انساني واحساس بالمعاناة كما نراها في لوحة الشهيد ولوحة الرحمة أو ما نستخلصه من تعابير وتقاسيم حالة الترقب في لوحة لعبة السقطة أو في التضاد بين الحركة والسكون في لوحة نشر الغسيل.
أما في جانب النحت فالحديث عنه يحتاج لمساحة اكبر وموضوع الحاقي إذ يعتبر من اوائل النحاتين والمبتكرين لنماذج مستلهمة من المكان والمضمون وتأتي تجربته في النحت منذ ان كان في الاكاديمية بإيطاليا رغم تردده في الدخول لهذا المضمار فكانت موهبته وعبقريته التشكيلية رافدا ليدخل المنافسة عندما سأله أحد أساتذته في الأكاديمية إن كان يرغب بالاشتراك في مسابقة للنحت مشيرا إلى أن للفائز جائزة كبيرة وان المتقدمين هم متخصصون في النحت ومن مختلف اكاديميات إيطاليا، وهذه فرصة قد لا تتحقق فكانت لكلمات معلمه اثر في مشاركته مع ان تجاربه في النحت غير ناضجة وان ميوله للتصوير كانت اكثر تأثيراً فكانت المفاجأة بفوزه بالجائزة الكبرى فيها وكانت النافذة والبوابة للدخول إلى عالم النحت ولكن بخصوصية وروح واسلوب اصبح الفنان ضياء متميزا به سيأتي الحديث عنها في سياق الموضوع وفي استعراض انجازاته.
ابداع حافل بالانجازات: رغم انجازات الفنان ضياء الكبيرة والمشرفة للفن التشكيلي السعودي باعتباره احد أعلامه ورواده إلا ان قصور الجانب الاعلامي وعدم اعطائه الحق والتعريف به وتقديمه للساحة جعل الكثير من الاجيال ومن الفنانين يجهلون الكثير عنه اضافة إلى تواضعه وعدم سعيه وبحثه عن الصحافة والإعلام فمن الانجازات التي يعرفها الجميع مع ما نجهله عن غيرها فقد أنجز العديد من الاعمال التي تندرج في مجال النحت لجهات رسمية وقطاعات خاصة منها قيامه بتصميم (بوابة مكة المكرمة) طريق جدة مكة السريع / سنة 1979م، ونحته مجسم النادي الأهلي الرياضي بجدة عام 1985م بتكليف من صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز وقيامه بنحت مجسم (حلم الإنسان) مايو 1981م، الذي نفذه من قطع غيار الطائرات سنة 1993م أمام مبنى الخطوط السعودية بالخالدية بجدة، وبما قام به من تصميم وتنفيذ (RELIEF) واجهة مبنى الخطوط السعودية بالخالدية بجدة (PRECAST) سنة 1993م بتكليف من الخطوط السعودية، ثم قيامه بتصميم (هدايا الذكرى الذهبية) بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء الخطوط السعودية، وهي على مستويات ثلاثة «مستوى مقام خادم الحرمين الشريفين» مستوى أصحاب السمو الملكي الأمراء «مستوى معالي الوزراء»، سنة 1995م بتكليف من الخطوط السعودية، قام بتصميم (كأس الأمير سلطان) بمناسبة المهرجان الرياضي «الذكرى الذهبية للخطوط السعودية سنة 1995م، قام بنحت مجسم (السلام) لمعرض فروسية بالرياض» بمناسبة الذكرى المئوية للمملكة العربية السعودية سنة 1995م بتكليف من مكتبة الملك عبدالعزيز «صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله»، قام بنحت مجسم (أرض الأصالة) لسفيرنا في روما سمو الأمير محمد بن نواف سنة 1998م، قام بتصميم وتنفيذ الواجهات المطلة على ساحة مطار الطائف سنة 1976م، بتكليف من الطيران المدني، قام بتصميم (RELIEF) واجهة مطار الرياض سنة 1976م، بتكليف من الطيران المدني قام بتصميم (RELEIF) نهضة المملكة حفر خشب سنة 1400 هـ/ 1979م الحرس الوطني/ الرياض، قام بنحت مجسم (النسر) برونز بتكليف من الشيخ ناصر العساف، قام بتصميم وتنفيذ مجسم (مركز التدريب) الخاص بوكالة الحرس الوطني بالمنطقة الغربية بأم السلم سنة 1997م، بتكليف من سمو الأمير فيصل بن عبدالله/ وكيل الحرس الوطني بالمنطقة الغربية، قام بتصميم مجسم (المسيرة) وافتتاح مجمع الحرس الوطني بجدة، والذي يواكب الذكرى المئوية للمملكة العربية السعودية معارض ومشاركات أقام له مشاركات وحضور فاعل في المعارض التي تقام في إيطاليا خلال دراسته في ما بين الاعوام 1968 إلى عام 1971م كما اقام معرضا خاصا هناك عام 1419هـ وله في الساحة المحلية عدد من المشاركات منها المشاركة في المعرض الجماعي بالجبيل والمعرض الجماعي الاول بالرياض عام 1400هـ ومعرضين شخصيين في جدة احدهما في عام 1969 عرض فيه تجربته الاولى خلال الدراسة والثاني عام 1972م بعد تخرجه بعام ويعتبر المعرض الذي لفت له الانظار وادخله دائرة الضوء التي اصبح احد رموزها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved