الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

عزيف الرمل
نشر الدكتور غازي القصيبي في (الجزيرة) قصيدة بمناسبة بلوغه (الخامسة والستين)، وعارضها شيخنا عبدالله بن إدريس وأشار إلى عبوره (التاسعة والسبعين)، وجاء الدكتور عياد الثبيتي ليكمل حكايات العمر بالسادسة والخمسين.
مهداة إلى الأديب الرائد الشيخ عبدالله بن إدريس مع التحية للشاعر المبدع غازي القصيبي
إنَّ الثَّمانينَ إذ حيَّتكَ حِكمَتُهَا
ترنو إليكَ بإعجَابٍ وإكبارِ
نَفَضتَ في يَدِها عَرفَ الرِّياضِ شذًى
وَصُنتَها مِن شَظايَا الذُّل وَالعَارِ
تِسعٌ وَسبعُونَ إِذ سَيَّرتَ في دَمِهَا
لَذَاذَةَ الطّيفِ فاشكُرْ نِعمَةَ البَارِي
يَسمُو سُرَاهَا بِآيَاتٍ مُرَتَّلةٍ
تَستَنبِتُ الطُّهرَ في أَوبَاتِ أَخيَارِ
ألاَ تَرَى كَيف تَزهُو نَخلةٌ بِجَنًى
تَزكُو بِهِ مِن (زيِادٍ) زَهرَةُ القَارِي
نَمْ يَا ابنَ إِدرِيسَ غُصناً جَادَ من نَهَرٍ
مُعَطَّرِ السَّكبِ، حُلوِ القَطفِ، مَوَّارِ
وقُل لِصَاحِبِكَ: الأَيَامُ تَنْسُجُ مَا
فَوَّفْتَ بُردَاً يُوَاري الجائِعَ العارِي
شَكَوتَ في الأَربَعِينَ الأَينَ مَا نَضَبَتْ
أَثْدَاءُ حُلمٍ وَلاَ خَضَرَاءُ أَوطَارِي
أمَا تَقُوُلُ: (وَدَدْتُ البَحرَ قَافِيَتي
وَالغَيمَ مِحبَرتِي، والأُفقَ أَشعَارِي)
فَارقَمْ عَلَى كَفِّكَ اليُمنَى نُقُوشَ سُرَى
في كَهفِها يَقرَأُ الأَلوَانَ آثارِي
واَرقَمْ عَلىَ كَفِّكَ اليُسرَى بُروقَ صَدًى
في رَجعِهِ يَقذفُ النَّوتِيُّ بِالصَّارِي
وَدَعْ عَزِيفَ القَوَافِي فَهيَ مَحرقَتِي
أُلقي إليهَا سَخَافَاتِي وَأعطَارِي
سِتٌّ وَخَمسُونَ مِن عُمرِي أُبَدِّدُهَا
مِن صَخرَةٍ بَينَ إِعنَاتٍ وإِضجَار
حَمِدتُ فِيهَا هَزِيجَ الشَّوكِ في قَدَمي
وَالرَّملُ مِلءُ فُؤَادِي وَالضَّنَى جَارِي
أَستَفُّ مَا تَلفُظُ الطَّرَفَاءُ أَطعِمُهَا
صدرِي وَأَكسو ذُرَاهَا ثَوبَ أبصَارِي
تَمُورُ في خَلجَاتِي غََيرَ آبِهَةٍ
صَرَّتْ جَنَادِبُ قَلبِي أَم ثَغَا دَارِي
في زَورقِي وَهْوَ مِن خُوصِ الرِّياحِ مَدًى
يَلذُّ لِي فِيهِ إِغفَائِي وإِبحَارِي
لا ماءَ تَبتَلُّ مِن نَطَّافِهِ شَفَتِي
وَلاَ رَذَاذَ يُهدِّي وَقْدَ إِعصَارِي
سِتٌّ وَخَمسُونَ في ميدَانِهَا رَكَضَتْ
جِيَادُ وهمٍ عَلَى أَنضَاءِ إِصرَارِي
جَاوزتُ حُمَّى السرَّايَا مُترَعَاً ضَنَكَاً
في لَفحةٍ من سمُومِ الغَبنِ أسوارِي
أمتَدُّ في شَفَقٍ رَهوٍ كَمَا انبَسطَتْ
أيدِي السُّعَاةِ عَلَى آلافِ أَمتَارِ
وَتَزدَهيني الأَمَاني: غَبَّرَتْ رِئَتِي
سُدًى، وَبِينَ ضُلوعِي غَرسُ أظفَارِي
يَا قَاتَلَ اللهُ هَذَا الشَّعْرَ أَشعَلَ في
يبِيسِ رَأسِيَ أَنَّاتِي وَأحبَارِي
وَكَمْ بُلِيتُ بِمَن إِبهَاجُهُ أرَقي
يَبتزُّ خُبزِي وَيَشوِي الطَّيرَ في نَارِي

أ.د عياد الثبيتي جامعة أم القرى

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved