الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 11th September,2006 العدد : 170

الأثنين 18 ,شعبان 1427

الأدب لا يتجزأ
يحلو للكثيرين ترديد كلمة أدب الرجل وأدب المرأة بينما الواقع يقول إن الأدب لا يتجزأ كون كلمة أدب تعني الأدب نفسه بحيث يتميز كل واحد بالأدب أو النتاج الأدبي الذي قدمه أو الذي يستخدمه.
قد يكون الرجل مبدعاً ويلفت الانتباه وقد يكون العكس وهذا ينطبق على المرأة في نفس المجال.
فعندما تجد وقتاً وسط مشاغل الحياة والظروف والحقوق الأسرية لتقرأ كتاباً شعرياً أو رواية أو مجموعة قصصية فإنه لابد أن تقرأ بشوق القارئ الذي لا يفرق بين أدب رجل أو أدب امرأة لأن النتاج الأدبي لا يفرق بين الاثنين.
إذاً عندما أريد أن أقرأ أحد النتاج الأدبي لابد أن أتجرد من الميول والعاطفة لكي تكون رحلتي مع ما أقرؤه ممتعة، فإن كان ما سأقرؤه سبق وسمعت عنه ملخصاً من أحد سبق وقرأه فشدني ذلك النتاج الأدبي إن كان قصيدة أو رواية أو مجموعة قصصية فلابد أن أحاول نسيان ما قيل لي عن ذلك النص الأدبي كي أحكم من وجهة نظري كمتذوق؛ لأن ذلك الذي قرأ قبلي ونقل لي صورة قد يكون محباً لذلك الكاتب أو الكاتبة فيكيل له المديح مهما كانت رداءة نتاجه الأدبي؛ لأنه يرى بعين الرضا، وهذا لا يعتد برأيه وقد يكون على النقيض ذلك النتاج الأدبي قوياً وجميلاً لكن ذلك الذي نقل الصورة لا يطيق صاحبه أو صاحبته فوصفه بالردىء أو ضعيف البناء وهنا تكمن المشكلة كون الكثيرين لدينا يأخذون الآراء فيمدحون أو يذمون ذلك النتاج قبل قراءته أو سماعه.
إذاً النص أو النتاج الأدبي ليس حكراً على رجل أو امرأة فكلاهما مبدع مع تفاوت في القدرات لكن العيب في نتاج المرأة مع الأسف الشديد أن الغالبية منهن تكون العاطفة هي المتحكمة والجياشة حيث تكتب من واقع عاطفتها أو حبها سواء أكان شعراً أو رواية أو قصة وللدلالة على ذلك فلنقرأ ما كتبته وتكتبه الأديبة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح في زوجها الراحل فهي تكتب بعاطفة لو وزعت على نساء العالم لما فكر رجل في تطليق امرأته، ولم يفكر في الارتباط بزوجة أخرى، وقد يكون للدكتورة سعاد عذرها فربما كان زوجها الراحل يرحمه الله من الرجال الأوفياء الذين يستحقون منها هذا الوفاء الذي نتمنى أن نشعر به كل نساء اليوم اللاتي أصبح الوفاء عندهن بمقابل وقدر ما تدفع وتتنازل عن حقوقك فأنت تستحق منها الوفاء حتى لو كان على حساب حقوقك الشرعية التي فرضها الله لك.
وفي هذا السياق سمعت عن مجموعة قصصية لقاصة تدعى أنيسة الزياني من مملكة البحرين قيل عنها الشيء الكثير من الإطراء والمديح فسعيت للحصول عليها وعندما تصفتحها أدركت أن أولئك المستصحفين من سعوديين وغيرهم مدحوا صاحبة المجموعة وليست المجموعة القصصية لأنني عندما قرأتها وجدتها عادية جداً ومتشابهة ومكررة وذات بناء ضعيف جداً هنا أدركت أن المديح أو الذم علينا ألا نصدقه أو ننساق وراءه حتى نحكم عليه بأنفسنا، وحتى نتأكد من رأينا أنه صائب علينا أن نسأل الأدباء الذين سبقونا عن رأيهم وخصوصاً الأدباء الذين لا يجاملون حيث أصبح للأسف معظم الأدباء في هذا الزمن مجاملين.
وإذا كنا نريد الأدب الأنيق والواقعي فهناك أسماء كثيرة في مقدمتهم الأديب (عبد الله جفري) والأديب الشاعر عبدالرحمن رفيع والأديبة الإعلامية الكويتية فاتن عبدالعزيز والشاعرة والأديبة السعودية شروق وغيرهم.
المحصلة النهائية أن الأدب ليس حكراً على رجل أو امرأة أو دكتور أو دكتورة بل تحكمه عوامل الإبداع والبناء والصدق والواقعية ومحاكاة المتلقي من مختلف طبقاته ومستوياته الفكرية والعلمية والتعليمية والبعد عن المبالغة والكذب والافتراء ونسح شيء من الخيال الذي لا يخدم النتاج الأدبي حيث يمكن قبول شيء بسيط من الخيال الذي لا يطغى على الواقع أو على ترابط القصة أو الرواية أو القصيدة؛ لأن النص أو النتاج الأدبي فكرة زائد إبداع زائد واقعية يشكل في النهاية نتاجاً مقبولاً لدى المتذوقين.


محمد عبدالعزيز اليحيا
mhd1999@hotmeil.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved