ذاكرة أخرى موسى العزي معافا
|
كأني هوَ، ذاك القابع في مكاني، منتحلاً تفاصيلي وأدق أشيائي، مخضباً بلون وجهي، ومستظلاً بفيء ظلالي.
...
كأني هوَ، يحمل جزءاً من ذاكرتي، ومرآة تعكس ملامح ظلي، وبوصلة تشير إلى جهتي، وخريطة بها أرضي وسمائي، ووصفاً لبعض أسمائي.
...
من أنت؟، يا أنا، أتراني اللحظة أسألك أم تسألني، ومن يعرض زيف الصورة، ويخفي تلك الأخرى، خلف كواليس المشهد، ومن يملك هذا المقعد؟.
...
من أنا؟، يا أنت، لا تنفك عني، تارة تدسُني في مكنوناتك، وأخرى تعلقني من رأسي، كالساعة على جدرانك، أو تلصقني مكتفياً بوجهي، ونظرة تحدق في أشيائك.
...
من أنت؟، يا أنا، جامد كل ما فيك وكل ما حولك، وعلى الرغم من ذلك، أشعرُ أنك تهمسُ في ذاكرتي، بحديثٍ عني، بشيءٍ من خصوصياتي، ويسرٍ من أعمق أسراري.
...
كأني هو، كلانا ملتصق ومنقسمٌ، متصلٌ ومنفصلٌ، وكلانا يحمل ذاكرة، تشبهه أو تشبهني، أو لا تشبه أحداً منا.
...
من أنا، من أنت؟ من يملك حقاً أن يسأل، في خاتمة المشهد، وقبل نهاية هذا المحفل؟.
alezzi_musa@hotmail.com
ص.ب 156 صبيا
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|