أبا محمد.. من يعشق يقال.. صبا |
إلاك.. تعشق آداباً كنفح صَبَا |
يراعُك اغترفت من بحرها غررا |
بفكرك اضّوعت طيبا وعطر رُبا |
إطلالة توقظ الألباب مبصرة |
وتمحض النصح في تمحيصها الأدبا |
إلى التراث لها عينُ البصير وفي |
احلى المعاني بيان يبلغ الأربا |
أبا محمد.. قد أرسلت أحرفها |
حفيةً.. برة.. تستنطق الكتبا |
تستنطق الكتب الآداب مشرقة |
مآثراً.. قد تناهى فخرها وربا |
تضيء حكمتها الأسفار.. أحرفها |
تروي عن الدهر من أحداثه العجبا |
أيام كان لنا مجد تطاوله |
قاماتنا همة تستشرف الحقبا |
أبا محمد.. لا غاض المداد.. ولا |
يراعك انفضّ عن تأصيل ما كتبا |
كتبت أحلى الحروف البيض فالتفتت |
إلى بيانك أسماع النهى .. طربا |
نفضت عنها غبار الزيف ناصعة |
عن ظن راوية أو مدَّع كذبا |
ذخائر الأدب استوفيت ما اشتملت |
عليه آدابها من منبع عذبا |
فكانت الوِرْد.. لا تُخشى غوائله |
فأنهلت من سقى منها ومن شربا |
تلك الذخائر.. في روضاتها عبق |
من طيّبات عقول تعشق الوصبا |
في كل درب إلى الآداب مُرسِلة |
ركابهَا للعلا.. مدت له سببا |
أبا محمد.. في يمناك مبضعها |
فكراً تذود به الوُضّاع ما تعبا |
فكان للعين فيه روضة عبقت |
بطيبها.. غضة تستمطر السحبا |
وكان للقلب فيما قلت حكمته |
وفي عزائك للأحباب كنتَ أبا |
أرسلتَ دمعة حب غير كاذبة |
ودمعة برجال.. ألحفوا الطلبا |
لكل فعلٍ حميد أو هوى وطن |
إليه يسعى حفيٌّ للوفا كسبا |
أبا محمد.. أرسلت العزاء.. فما |
تركت ذكراً جميلاً أو أخا ثرِبا |
فكنتَ برا بمن طابت بهم سيرٌ |
وودعوا الأهل والأحباب والنشبا |
سلِمتَ.. لا فضّ حرف أنت تكتبه |
ولا يمينك شُلّت أو أتت عطبا |
سلِمتَ قرة عين.. للتراث ولا |
تزال قرة شعب يعشق الأدبا |
شكراً هديتُك استوفت مكانتها |
في القلب منزلةً أشتارها رَغَبَا |