لكم فضاؤكم ولي فضائي
آمنة بنت محمد آل علية
|
خلف الشاشة ما أنكر
بأزرار أتتبع ما أنكر
فيما تصوغ أفكارهم ما أنكر
في حديثهم
في رقصهم على إيقاعات ضياع
في اصطخاب مفاتنهن بالرخص ما أنكر
في سفاهة الأحاديث
لمسات موقوفة لدناءة
قبلات باردة
برّدها زيفها
عيون ترقب وأخرى تتلاعب
في اختلاط المفاهيم
فيما يشوه الطفولة أنكر
في رهق العينين
تقريع الأذنين
اعتياد الصخب
تلوّن المشاعر
الخفقة
التذبذب
رخاوة الموقف
في استمتاع فتى بصفوف حسناوات
لهذا ما أنكر
هنا على شاطئ رفعتي
أمزج إعراضي بإعراضه
وأنكر
***
أنكر أن أرقب كمغفلة
في خلو من ثوابتي
أرقب هكذا
لا موقف ولا خطوات
هكذا.. فاغرة الفم
خاملة العقل
كأنني تسللت للتو من ملهى ليلي
تفيض روحي تقززا
وعلى جبيني وصمة استسلام
مفتقرة إلى غيرة
غيرة مجّدها الأميّ يوما
لا أنكر، لا أقاوم، لا أصوغ فكرة
ولا أغادر استكانتي
باردة كعلاقة على جدار مهدوم
مسرفة، مهدرة الحرف، كأنني صنبور خرب
أنكر .............
***
أحلم أن يخرج النص من بين أناملي
شامخا رغم إطراقاتهم
شامخة، أصف تلاميذ
القوافي في ساحات نص جديد
شامخة
يطوف إنكاري حول شجرة إنجاز
لا أقارب الشجرة الملعونة
ولا أسكب رحيقي تحت ظلمة سلّم مغبر
لا أدغدغ حروفي ولا أعدها بمركبة فضائية
شامخة، متسيدة بالشعر كأنني الخنساء
نديّة، وساغبة
تطير بي مواقفي كسرب على تجبّر الأمواج يعلو
يشد يقيني على قبضتي
تحلّق يمامة بسطوري
توزّع حقولي عنفوان زهرة
صدري مأوى لتفاؤلي
يا لظلمة فضائياتنا
يا لقتامة الضياع فيها
تشمخ نورانية الذكر الحكيم
تخضع الفضاء لله
تسخّره لنشرها
رغم فتوّة الأهواء
وركض الجموع نحو هباء
لكن لحظة هناك
تساوي آلاف السنوات الضوئية
تحت العتمة
عتمة الأهواء
ونصي يشمخ بي
ينتشلني من بين أنقاضهم
فضائيتي مرفأ.. ويقيني زاد
تتلو نبضاتي كلام الله
يسبغني طهري
يصوغني النور
تتلقفني الكواكب
بيدي مقودي
خلقت هكذا، على رأس القوائم، كي أبقى رمز شموخ
دائما أطرق على أهوائي بمقامع من سمو
كالمآذن حينما يضوع نداء
خلقت هكذا
أنكر أن أرقب كمغفلة
أرسم خرائط خطواتهم
أحلّق حولها بدوائر حمراء
أصدح بانتصاري
كلما ابتعدت عنها خطوة
ها أنا ذي
بيدي مقودي
أقفز من علو إلى علو
لا أستسلم
لا أقول شعراً لدموعي
لا أطيل المكوث على عتبة استسلام
أصوغ أنوثتي رمزاً
وضعفي جناح حنو
وتناقضاتي سطور جمال
بحري محيط ذكريات
والغروب شاهد عزوفي
خبرتي حديد لا تذيبه النار مهما توقدت
ومئذنتي تصبري
ثروتها أحلام عريضة
وديوان شعر مخطوط
ما بعد الرحيل سوى
الذكرى والقصائد الحزينة
***
بيدي مقودي
أنكر أنني غفوت على ضريح إنكاري
غفوتي تجر خلفها ملاقيط حروف
صمتي يذوب في استدارة نص
بين كواكب شعر
أنا الضوء
أصوغ قصائدي بالدمع وخيوط الشمس
أحبو نحو طفولتي كي أخلص من رهق السنوات
أحبو.. وأحسب حبواتي على أصل
فأهدهد كبري على لحن طفولة
كأنني صرخة أم شاخت في الطرقات
قلمي قريب كرمشي لعيني
سابغ، ضام، لطيف
وعلى حروفه
تسكب نجمة عسلا
إذن أنكر
إن ضاع بين استسلامنا موقف
أشرعت سبّابة الرفض فعلا البيرق
أنكر....
بيدي مقودي
وإن قسا قلمي وشرّد حروفي
عنّف قصائدي
أنكر
أن أتعلم منهم سطر اغتراب
أرضى بقبلة باردة
أتشبّث بضبابيتها
فمن يوما سيفهم
أني إذا تناقضت ختمت هويتي
وجددت إقامتي في دولة الشعر سنوات
وأن لي في العزوف شموخا يرضيني
دفاتر شعر ومذكرات بقاء
وأن في جبهتي من شموخ أنثى سطوع
ومن ومض ضعفي في مشهد قوّة إصرار
فلم تسكن بكوتي هذا الجفاء
تصبغ دمعتي سكون الليل شفافيّة
إن يكن أغرق الهوى مبدئي
فعلى أي شيء أعيش؟
وإن تكن ضاعت سكنتي
فكيف تبحر مراكبي
أنا التي بنيت هذا الصرح
أنا التي لمّعت حوائطه بالبقاء
كأنني
أنا التي بنيت هذا الصرح
أو كأنني زرعت فيه النبتة البكر فأينعت حقوله
وشمخت معجزة بقائي في الأفق
كأن صرحي مأوى الأنوثة الوحيد
أنا التي
كأنني صغت من رسوخه ضوع السكينة
ووزعت عبقها الباقي
أنا التي أبقيت هذا الحصن
أنا التي سيّدته بقوّة ضعفي
إذن لماذا تنكرون تناقضي
لماذا تصوغون منه محراب فتنة
لماذا يصوغ موقفي من ضياعي نكبته
يقفن على عتبات نصوصي شاخصات الظنون
يرعين عذاباتي بولع
ولماذا ترقبني نجمة الليل الأخيرة
تنكر وحدتي على الشاطئ
لِمَ النجمة متعجبة مني
لِمَ الشاطئ وحيد
وينكر وحدتي
لا البحر يدرك وحدتي ولا النجمة تبددها
***
إذن فلتحفروا قبري
جد أيها الموت بوصل
فقد تكون هويتي فيك
اتركوا لي من شسع أرضكم قبرا
لا تشوشوا على وحدتي إذا دفنت
ولا تبخلوا علي بالدعوات
سأشرب من دعواتكم رحيق بقاء
ولطف عينيه لما كان يرجوني ألا أموت
رتّب فوضى ضريحي برحيلك
دعني
أصوغ من موتي قصيدة بقاء
لا تنفيني
لا تطردني من مملكة ذاكرتك
هناك بعثت جواز سفري
أصدر قرارا ببقاء اسمي محفورا على شجرة
لأنني كلما سافرت عنك
تزيد صورتك وضوحا بداخلي
فلا يبقى لضبابية ملامحك وجود
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
