الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 11th October,2004 العدد : 80

الأثنين 27 ,شعبان 1425

أشتات

قراءات
أدبية ونقدية
تأليف: محمد حور
بيروت: المؤسسة العربية للدراسات، 2004م
***
(أشتات) هي قراءة نقدية لعدد من الرؤى في القديم والحديث من الإبداع العربي. وهذه الرؤية والمنهج جاءا في قسمين: القسم الأول في القديم، وقد اشتمل على ثلاثة بحوث، الأبوة والأمومة عند المعرِّي، جدلية الفكر والفن في اللزوميات، التأويل من الديني إلى الأدبي. وفيه يعرض الباحث لمصطلح التأويل في الأدب العربي ونقده منذ عصر الأدب الجاهلي، مروراً على مراحل تاريخ هذا الأدب، مؤكداً على مرحلة الخصب تفسيراً وإعجازاً وفلسفة، وقد جمع حوّر في هذا المبحث الجانبين النظري والتطبيقي.
إن قصة الحطيئة مع الزبرقان بن بدر مشهورة حين هجاه الحطيئة بقوله:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فإن ظاهر اللفظ يشي بالمدح، لكن باطنه فيه هجاء عنيف. وقد أدرك الزبرقان بن بدر وهو الشاعر ما رمى إليه الحطيئة، وهبَّ مستعدياً عمر بن الخطاب، وهو مَن هو في فهمه للشعر ونقده على الحطيئة، فقال حين سمع البيت: ما أعلمه هجاك، أما ترضى أن تكون طاعماً كاسياً؟ قال: إنه لا يكون في الهجاء أشد من هذا. ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك، فقال: لم يَهْجُهُ، ولكنه سلح عليه. فحبسه عمر. وشاهدنا في هذا التباين الكبير في النظر إلى البيت وتأويل معناه، فهو عند عمر بن الخطاب مديح؛ إذ أخذه على ظاهر لفظه: أما ترضى أن تكون طاعماً كاسياً؟ وهو عند الزبرقان بن بدر وحسان بن ثابت هجاء مقذع؛ حيث أوَّلا المعنى الذي يشي به سياق الأفعال: دع، لا ترحل، اقعد. وما كان من عمر إلا أن يتنبه لهذا ويأخذ بتأويلهما ويحبس الحطيئة.
أما القسم الثاني من الكتاب فجاء أيضاً في ثلاثة بحوث، هي: الصوت والصدى..
عرار في عيون الشعراء، إحسان عباس محقِّقاً، قراءة في كتاب اتجاهات الشعر العربي المعاصر لإحسان عباس.
أما البحث الأول فقد خصصه الدكتور محمد حور عن موقف شعراء الأردن المعاصرين من عرار، وكان هذا الموقف له حضور متميز في النصف الأول من القرن العشرين.
أما البحث الثاني فقد خصصه الدكتور حور لما حققه الدكتور إحسان عباس، وقد بلغت كما يقول حور (واحداً وأربعين عنواناً) منشورة على (واحد وتسعين جزءاً)، وقد قدمها حور من خلال طبيعتها ودوافعها وطريقة إحسان عباس في اختيار الكتب، وقد ذهب حور بعيداً للتعرف على منهجه في التحقيق وما أنجزه، بل اضطراره أحياناً ليكون محققاً ناقداً.
(إذا كان تراث إحسان عباس تأليفاً وتحقيقاً ينمُّ عن أنه عالم موسوعي ومؤرخ للأدب العربي، ومؤرخ، إلا أن الصفة الألصق به أنه ناقد، وقد تشربت روح الناقد في كل ما خلفه من آثار وعالجه من قضايا، فهو يرى أن
لكل عمل خصوصياته التي تميزه عن سواه، ومن هنا تفاوتت مقدماته لتحقيقاته طولاً وقصراً، وتباينت تعليقاته عليها، ومنهجه في تحقيقها).
أما البحث الثالث في القسم الثاني فجاء بعنوان (قراءتي لكتاب الشعر العربي المعاصر لإحسان عباس)، وتأتي هذه القراءة تأكيداً على أهمية الكتاب؛ حيث صدر قبله وبعده عدة كتب في نفس الموضوع، إلا أن حور يعتبره الكتاب الأكثر تميزاً؛ لما يحمله من خصوصية ومنهجية. ويعترف حور أن هذا الكتاب لم يحصل على إجماع الدارسين؛ نتيجةً لمواقف إحسان عباس من العديد من قضايا الشعر العربي المعاصر.
يقع الكتاب في (250) صفحة من القطع الكبير.


المصدر:
www.albayan.co.ae/albayan/books

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved