الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th January,2004 العدد : 43

الأثنين 20 ,ذو القعدة 1424

بدر شاكر السياب والمسرح السعودي

في إحدى الصحف المحلية نُشر خبر عن رسالة وجدت تحت انقاض مسرح الرشيد كتبها الشاعر العراقي بدر شاكر السياب عام 1960م إلى المخرج المسرحي جاسم عبود، عنوان الرسالة (العرب والمسرح) قال الشاعر بدر شاكر السياب فيها: يتساءل الكثيرون من الكتَّاب والأدباء، لماذا لم يعرف العرب في جاهليتهم وفي إسلامهم وحتى في عصر متأخر المسرح والأدب المسرحي، وهم يعزون ذلك إلى أسباب شتى، منها عيشة البداوة التي كان العرب يحيونها متنقلين من مكان إلى مكان، غير لابثين في مكان واحد إلا قليلا ولكن ذلك في رأيي، أن سببا واحدا فات جميع الباحثين، كان العربي إنساناً جدياً وهو يرى في تقمصه دور ملك أو أمير أو سواه من الأدوار سخرية بنفسه وبالمتفرجين.
ولكن العصبية الجاهلية سرعان ما خفت غلواؤها، فنشأ في مصر قبل قرون قليلة شيء قريب الشبه بالمسرح والسينما سمي (خيال الظل) وما إن أطل عصر النهضة، حتى شاع الأدب المسرحي شيوعاً كبيراً، وقام مؤلفون يحترفون كتابة المسرحيات، ورجال ونساء يحترفون التمثيل المسرحي، وكان العراق من آخر الأقطار العربية التي عرفت المسرح، لكن العراق قطع خلال هذه السنوات القلائل التي عرف المسرح فيها شوطاً غير قصير.
هناك رأي يرى أن المسرح مدرسة الشعب، وبما أن اللغة العامية هي لغة الشعب فالواجب أن تكون المسرحيات باللغة العامية.. إنه رأي قائم على فهم خاطئ للواقعية، إن الفن والأدب يحاولان رفع الفرد والشعب الذي يتكون في جوهره من أفراد كثيرين، ملايين الأفراد إلى أفق أرفع من أرضه التي يعيش عليها، وأن يبثا في نفسه مشاعر أرفع وأعنف وأحد من مشاعره لأنها مشاعر أحسها إنسان ممتاز على سواه نسميه الأديب أو الفنان.
«وعلى كل حال إن التأليف المسرحي في العراق متأخر عن التمثيل المسرحي فيه.. هناك ممثلون ومخرجون مسرحيون.. ولكن ليس هناك مؤلفون فلا بأس إذن في هذه الفترة من الاستعانة بالأدب المسرحي غير العراقي، مما يعالج مشكلات انسانية عامة، حتى يقوم بيننا ذلك المؤلف المسرحي الذي يغنينا عن الاعتماد على نتاج غير انتاجه» انتهت الرسالة.
هذه الرسالة أوحت إلي بفكرة هذا الموضوع والذي بدأ بتساؤل لماذا لا نرى عروضاً مسرحية إلا في المناسبات العامة؟
لا يوجد مناسبة عامة تعرض فيها المسرحيات إلا أيام العيد، ولا يوجد لدينا عيد تعرض فيه المسرحيات إلا عيد الفطر، وأما باقي أيام السنة فهي انتظار إلى السنة القادمة ويتخللها مهرجان الجنادرية.
لماذا لا ينشئ لدينا معهد للفنون المسرحية.. رحل الاستاذ محمد العلي، وتبعه الدكتور بكر الشدي ولم نجد من يستفيد من خبرات اقضت جل عمرها في ميدان المسرح، لا ينكر الدور الذي تقوم به ورشة الطائف بقيادة الربان ردة الحارثي وفرع جمعية الثقافة في الأحساء وأما البقية فعلى حسب الظروف والتكليف في المناسبات، وما مشروع العثيم عنا ببعيد فكما بدأ، انطفأ بسرعة. وجود المعهد المسرحي، سينشئ الممثل على أسس صحيحة من خلال التعرف على المدارس المسرحية العالمية، ومن ثم معرفة أصول الحركة على المسرح، سيوجد لدينا كاتب سيناريو، ويوجد لدينا متخصص في الإضاءة... كل ما يحدث الآن هو اجتهاد من المؤلف في كتابة السيناريو والحوار، والقيام بطباعة الدعوات والبوسترات، وأما المخرج فيقوم بجميع الوظائف المتبقية من الاخراج والإدارة المسرحية وبوظيفة المكياج، ولا ننسى أنه يقوم كذلك بتعليم الممثل بعض الأساسيات المسرحية التي من المفترض ان يقوم المعهد الذي لو وجد لقام بذلك.
هل نجد من يحمل هذه الفكرة وخصوصا بعد إلغاء قسم المسرح من جامعة الملك سعود قبل عدة سنوات، ويوصلها إلى جمعية الثقافة والفنون، لتطبيق هذه الفكرة على الواقع، فلدينا من المواهب التي تستحق ان تُرعى بشكل جيد وبشكل مدروس بدلا من الاجتهادات والتي على رغم قلتها حازت على الرضا من متابعي المسرح السعودي ولكنها ليست هي غاية الطموح ان يظهر لدينا كل ثلاث سنوات مسرحية قيمة، تستحق ان تبقى في الذاكرة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved