لوحة ابداعية ذات الوان قزحية تجسد التجربة من خلال مواقف متباينة.. الايجابية منها والسلبية ..القصيدة طويلة وجميلة في جرسها وايقاعها تقول أبياتها الأخيرة: |
(اني خلعت على عينيك سحرهما |
وإنني قلت في عينيك قافية |
ما استوطنت ورقاً لولاي أو قلما) |
نعم.. بمعيار الخصوصية لا أحد غيرك يفجر لها بحور الشعر كي تمتطي موجته لأنها حبيبتك.. ولغيرك أيضا يا شاعرنا المبدع بحوره ومجاديفه.. وعشاقه ومعشوقاته.. كلهم يبحرون بخصوصياتهم التي لا يقوى أحد على استيطانها لولاهم.. |
(أينما عاد سالما) مرثية معبرة مليئة بالشجون والشجن والذكريات بتجاوزها بعيدا عن الأحزان الى حيث (البحر والنسيم) |
(أتدرين كيف يمر النسيم |
على وجنة البحر ثم يغيب |
ولا يذكر البحر شيئاً |
ففي مهجة البحر تسكن كل الزوابع |
كل الأعاصير |
كيف سيذكر وهو المدجج بالريح |
لثم النسيم.. |
فيا أنتِ!. هل كنت حين مررت عليَّ |
النسيم.. أم البحر) |
هنا مربط فرس شاعرنا.. وهنا تكمن تساؤلاته بين خياراته واختبار حياته.. الجواب من فمها لم يفرج عنه.. بل ظل معلقاً.. مفاتيحه مغلقة.. وأبوابه الموصدة.. أعان الله شاعرنا على مرارة الانتظار الذي هو أشد من القتل.. مع يقيني أنه حزم أمره دون أن يتوسل الاجابة أو يتسولها لأنه يؤمن بأن الحب القوي بجذوره ابقى وأنقى من حب ضعيف ومن جانب آخر لا تكافؤ فيه.. ولا ايثار معه.. ولا مشاركة في تحمل تبعاته.. |
وبعد يا أخي الدكتور الشاعر.. ديوانك مختصر الصفحات أثرى الرحيلة بقدر ما تحتاجه من زاد.. ومزاد لا يخضع للابتزاز.. إنما للمساومة والمساءلة المشروعة.. كنت أنت خصمها وحكمها في ذات الوقت. |
+++++ |
الرياض ص.ب 231185 الرمز 11321 فاكس: 2053338 |