الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th April,2004 العدد : 54

الأثنين 22 ,صفر 1425

مطالعات
(انعتاق) قصصي لنورة الأحمري
في المجموعة بدايات هشة وحوارية مكررة
عبدالحفيظ الشمري
* انعتاق (قصص قصيرة)
* نورة سعد الاحمري
* الدار السعودية للنشر والتوزيع الدمام السعودية
* الطبعة الأولى 1424هـ 2003م.
العمل الأول للكاتبة نورة سعد الأحمري حمل عنواناً ايحائياً هو (انعتاق)، وألف بين رؤى وحكايات وتأملات شتى قد لا يجمعها رابط سوى رغبة الكاتبة في تقديم بداياتها إلى القارئ إلا أن هذا التقديم للقصص لم يكن منطلقاً من رؤية فاحصة لحاجة القارئ إلى عمل مميز فقد قرأنا وعبر بعض الصفحات الثقافية نماذج من قصص نورة فكانت بحق أفضل بكثير مما ورد في هذه المجموعة.
لتعذرنا الأخت الكريمة نورة الأحمري فقصة الاستهلال الأولى في المجموعة (فوق شفاهنا قبلات) جاءت حوارية مباشرة بين بطلة القصة وزميلتها قدمت فيها الكاتبة دروساً وعظات عن كيفية حب الوطن في وقت تجاهلت فيه صورة جميلة في النص حينما اشارت الى زميلتها بأنها اكلت من تراب الوطن.
في القصة الثانية (انعتاق) وهي التي حملت اسم المجموعة قد يجد فيها القارئ مدخلاً مناسباً للحديث عن تقنيات قصصية، فرغم تقريرية القصة التي اعتمدت عليها (الكاتبة الراوية البطلة) إلا أنها حاولت خلق معادلة مناسبة تتكون في المقهى هي (البرودة والسخونة) بين المشروبات والرواد، فهي الفكرة الرئيسة في العمل التي حاولت الكاتبة أن تقدمها عبر لغة سهلة ومباشرة وخالية من اللحن أو الأخطاء إلا أن فنيات القص تلاشت بشكل واضح نظراً لأن فكرة القصة في (انعتاق) مثلاً قد تأتي ربما في مقالة عابرة تبين حقيقة المشاعر الإنسانية أو توضح أمر التصديق او التكذيب لفكرة قراءة الطالع في قعر فنجان قهوة (المجموعة ص 21).. لتظل حالة السرد في القصة قائمة على فكرة بسيطة تخلو من فنيات العمل القصصي حيث انصرفت الكاتبة الراوية البطلة نحو استعراض بعض الصور غير المعبرة مستخدمة الحوارية المباشرة بشكل أفقد القصة توازنها المطلوب.
ولنا أن نشير حقيقة إلى أن الكاتبة نورة الأحمري تأنقت في استخدامها للغة وظلت مفردات سردها متوازنة إلا أن هذه الصفات لم تشفع للمجموعة لكي تحقق شرطية الفن القصصي الذي يجب أن يبتعد عن هذه الطريقة البسيطة في استحضار صورة الفن القصصي حتى أن الكاتبة لم تكلف نفسها رعاها الله أن تقرأ اعمالا قصصية منوعة لتحكم على ما تكتبه في هذا السياق.. فقصة (قراءة مختلفة) لا تخرج عن كونها خاطرة اعتمدت على فكرة (التوقيع) لكن هذه الفكرة لم تكن مركزية انما اصبحت مدخلاً لأفكار أخرى.
القصص في المجموعة تأخذ هذا النمط من الكتابة الذي يزاوج بين التقريرية والحوارية وكتابة الخاطرة الا اننا قد نستثني من هذه الرؤية قصتي (الأفلاج) و(صمت التفاصيل) فهما قصتان توافرت بهما شرطية النص القصصي حيث برزت الفكرة.. بل وأصبحت مركزية تدور عليها مفصلات الأحداث وهذا الأمر لم يكن موجوداً في القصص السابقة.. فقد تأتي قصة واحدة بخمسة أفكار كما في قصة (انعتاق)، إلا أن قصة (صمت التفاصيل) ظلت تدور حول فكرة واحدة هي (الوحدة) التي اسهمت في خلق فضاء ايحائي يبث الحياة في جمادات اخشاب وصور يأسرها الجدار، ويهيل عليها صمت الغرفة بعضاً من سكونه، إلا أن الكاتبة برعت فعلاً في استخلاص رؤيتها الانسانية للحياة حولها حيث نجحت الكاتبة نورة الأحمري في مد جسور الثقة مع القارئ، فليتها وضعت قصة (صمت التفاصيل) فاتحة للمجموعة لعلها تكون مصافحة واثقة بينها وبين القارئ.
ولنا أن نشير وبتقدير إلى أن العمل الإبداعي الأول عادة ما تتداخل فيه حالات تجريب متعددة ومتفاوتة تجعل من التجربة مزيجاً من الأفكار المتباعدة والرؤى المحلقة والعاصفة.. على أمل أن تقدم الكاتبة عملاً جديداً يحقق روعة الجهد المبذول في هذا العمل بل ويتفوق عليه بفضل تزودها بالقراءة ونقد الذات.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved