معادلة أدبية
«خاتم» رجاء.. عتمة الخفاء
الثقافية عبدالحفيظ الشمري
|
بين قطبي المعادلة «بما أن» و«إذن» تنطلق رحلتنا في أعماق الفكر والأدب والإبداع.. ها نحن نتأمل المعادلة الأدبية بين كيان إبداعي يتمثل في رواية «خاتم» للأديبة رجاء عالم.. وبين رؤية نقدية للدكتور عالي القرشي تصف المنجز، وتبرر سياقه..
بما أن رواية «خاتم» لرجاء عالم تأخذ شكل التوق الى مناجاة الأسرار، استدراج الغيوب.. هي فتنة الأنثى بقول المسكوت عنه.. فبين السر وفضحه هذه الهالة من الوقار المخيف.. وهذا الضياء الذي يتوالد من تقادح فكرة بأخرى.. هو التيه في غي المفازة الموحشة..
بما أن «الرواية» عالم مكتظ بالولادات السائرة للعسر.. والرؤى المتأزمة، وبما أن انفراج اللحظة المؤثرة يأتي على هيئة هذا الاستنطاق العقلي لمعضلة فهم العالم بأسره.. علوية وسفلية.. فيما تأخذ تفاصيل الرواية بشكل عام رغبة الاستقصاد لأسرار الخفاء، وعوالم السفلية.. بل ان المعادلة تأخذ شقها الأول من هذا الولع بظاهرة «بما أن» لتتوالد على ذهن القارئ.. الحاجة لفهم كنه هذه الخطابات المتسمة بالخفاء، وبالأسرار السفلية وبمناجاة الغيب المتسامق دائماً فوق سدم بني الإنسان..
هي فرصة أن نبحث عن طرف المعادلة الثاني.. قطبها الأهم..
ها هي «إذن» تتوالد على لسان الناقد الدكتور عالي القرشي لحظة ان يصف رواية «خاتم» بأنها تعالق بين الحكاية والكتابة حيث يشير:
«العلاقة بين الكتابة والحكاية في مجمل أعمال الأديبة والكاتبة» «رجاء عالم» علاقة حيوية متحركة إذ كل منها صانع للآخر، فلا الكتابة صامتة وقانعة بالتسجيل، ولا الحكاية منتهية قبل الكتابة، ومرتقبة للتدوين.. تبدأ الكتابة من بدء الحكي، ويبدأ الحكي من بدء وجود الكتابة «نص المرأة.. ص 80». إذن الناقد القرشي يفصح برؤيته الاستنطاقة لعوالم «نص رجاء عالم» منذ لحظة السرد الأولى في رواية «مسري يا رقيب» مروراً بسيدي وحدانه، وانتهاءً بهذه الحكائية المطنية «خاتم»، ليقف من كل نص لرجاء عالم موقف المؤطر لفحواه، والمتلمس لماهيته الحكائية.. ليشير في مداخلات عدة بعد كتابه «نص المرأة» بأن روايات «عالم» ولا سيما «خاتم» هي جري وراء الخفاء، رغبة في استجلائه، واستقصاء شأنه.. لتبدأ كل حكاية وتنتهي لدى في هذا السياق الحكائي المتولد من فضاءات تراثية تسند المقولة بما تحتاجه من أحداث وصور.
ها هو الناقد القرشي يفصح عن فحوى رسالة الكاتبة في «خاتم» حين يصفها بأنها من قبيل جدلية الخفاء والتجلي.. ليصف لنا أسلوب كتابتها بأنه مراوحة بين «رواية الحكاية عن حاك»، وبين كتابتها للحكاية.. ليجسد نبض الرؤية النقدية تجاه منجز «خاتم» حينما يصفه بأنه تجسيد لمنطق الحكاية في بعدها الجدلي على لسان الأنثى الساردة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
