الثقافة إطاراً للإعلام
د. ابراهيم العواجي
|
لملمة أشتات المؤسسات الثقافية وتوحيدها في إطار وكالة للوزارة هي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح أملاً بأن تكون الخطوة القادمة بعد استقرار التنظيم الجديد وترسيخ ملامحه وأبعاده إيجاد وزارة للثقافة مستقلة ولكي يتحقق هذا التطور، فإن المأمول أن يكون في تقديم الثقافة على الإعلام في مسمى الوزارة يعني أن تكون الثقافة هي الإطار الذي تنطلق منه النشاطات الإعلامية أي أن الثاني «الإعلام» هو إحدى آليات الثقافة لا العكس وإذا ما انطلقت الوزارة من هذا المفهوم، فسوف تترسخ المؤسسة الثقافية وتكون ذات تأثير مباشر على الإعلام كأداة أما إذا حدث العكس أي محاولة تجيير العمل الثقافي كأداة من أدوات الإعلام الذي اعتاد على منهج رسمي ضيق وتحكمه تقاليده وتعليماته وتجارب العاملين فيه فسوف تظل المخرجات الثقافية إما حبيسة أو تبحث عن نوافذ وقنوات اتصال أخرى خارج الإطار الرسمي، وهذا ما لا نأمله.
وتظل المعوقات الثقافية والإدارية التي تحد من مستوى أداء المؤسسات الثقافية كثيرة بعضها معروف بعضها باهت يحتاج إلى تعريف وتحديد.. وأهمها الجانب التنظيمي الذي نأمل أن يكون في التنظيم الجديد خطوة نحو تصحيحه، والأخرى مادية، وهناك المعيقات الناتجة عن اختلاف المفاهيم حول ما هو ثقافي، ومن هو المثقف؟ إلخ..
أما عن تفعيل الارتباط الإداري لمؤسساتنا الثقافية عبر إلحاقها بوزارة الثقافة فمن المبكر تصور ما سينتج عنه هذا التنظيم، وإن كنا نأمل بأن يكون نقلة نوعية نحو الأفضل وهو ما يهدف إليه التنظيم.
فهناك ما يتعلق بمفاهيم الجهات التنفيذية على رأسها الوزير ومساعديه، وهناك ما يتصل بحجم ونوع التطلعات التي يحملها المثقفون من جهة ومدى استجابتهم لما يتطلبه التنظيم من مشاركة إيجابية وعدم الاكتفاء بالوقوف كالمتفرجين.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
