الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th May,2003 العدد : 11

الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

الثقافةُ السعوديةُ حياةٌ لا يحدُّها زمان
بدر بن أحمد كريم

تتسلم وزارة الثقافة والإعلام، المؤسساتِ الثقافيةَ السعودية والثقافة أولاً وأخيراً جاءتنا من الله نوراً وكتاباً مبينا، صحبة لم نشك منها ريبة، وهي أوفى صديق إن خلونا إلى كتابها، وجليس من أفضل الجلساء، وتلقط لجذور الأدب حيث وجدتها، واتخاذ من كل شيء أحسنه.
واقع الثقافة السعودية
انطلاقاً مما سبق، تدعم ثقافة المجتمع السعودي الواقع التالي:
1 الدور المتنامي بأهمية الثقافة، وادراجها في خطط التنمية المتعاقبة.
2 مرحلة البناء والتشييد التي اضطلع بها الأمير «فيصل بن فهد بن عبد العزيز «رحمه الله» يوم أن حمل على كتفيه أعباء النهوض بالجانب الثقافي.
3 مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض.
4 قيام الأندية الأدبية منذ سنوات خلت.
5 انشاء جمعيات للفنون والثقافة.
6 أضحى للمثقفين السعوديين موقع متميز على خارطة مثقفي الوطن العربي.
7 وجود جائزة الدولة التقديرية للأدباء السعوديين، وإن توقفت ولكنها بصدد الظهور من جديد.
8 غدت المجلات الثقافية السعودية المتخصصة، أحد أهم المضامين الثقافية السعودية.
9 وجود ادارة للثقافة في رعاية الشباب، ومثلها في وزارة التربية والتعليم «المعارف سابقاً».
10 تقديم برامج عن الثقافة السعودية في: الإذاعة، والرائي، وصفحات وملاحق ثقافية في الصحف السعودية.
11 اقامة الندوات، والمحاضرات، والمؤتمرات الثقافية.
12 اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة عام 2001م.
13 تنظيم الحرس الوطني للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» سنوياً.
موقف الإعلام
في ضوء ما سلف،ينتظر من وزارة الثقافة والإعلام، أن تطمح إلى التطوير من جهة، وأن تتطلع إلى اعادة هيكلة الثقافة من جهة ثانية، وأن تعيد النظر في استراتيجيات الثقافة السعودية، وخططها، وبرامجها من جهة ثالثة، بما يمكنها من اعطاء الآخرين، والأخذ منهم دون التفريط بالثوابت اليقينية للمجتمع السعودي.
تخصيص اذاعة للثقافة
عام 1421ه (2000م) أوصى كاتب هذا المقال نتيجة دراسة علمية عن دور وسائل الإعلام السعودية في إثراء ثقافة المجتمع السعودي: دراسة تاريخية وصفية» ب «تحويل مضامين اذاعة البرنامج الثاني من جدة، إلى اذاعة متخصصة في الثقافة مائة بالمائة».
المبررات
اعتمدت تلك التوصية على المبررات التالية:
أ تكريس ما توخته المادة (14) من «السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية» التي صدرت عام 1402هـ (1982م) حيث تقول ما نصه: «تُخصِّص وسائل الاعلام برامج ثقافية، رفيعة المستوى، متعددة الاتجاهات للفئات المثقفة ثقافة عالية، من شأنها أن تلبي حاجات هذه الفئات الفكرية والثقافية، وتوثق اتصالها بالحياة العلمية المتطورة، ووقوفها على الآثار الفكرية المتجددة».
ب ترجمة ما أعلنته خطة التنمية السادسة «ص 364» من أن حركة الانتاج الثقافي في المجتمع السعودي، التي وضعت ضمن أهدافها أن تتسع غالباً لكل المبادرات الفردية، وألا تتشدد ازاء التجارب الشابة، بل تعمل على تشجيعها، وتملك امكانية ان تتبلور معطياتها في اتجاه عام للثقافة، يكرس لانطلاقة كبيرة».
ج الالتزام بما جاء في المادة «29» من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي ذي الرقم «أ/90» والتاريخ الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام «1402هـ» من رعاية الدولة للعلوم والآداب والثقافة، وتشجيع البحث العلمي، وصيانتها «الدولة» التراث الإسلامي والعربي، واسهامها في الحضارة الإسلامية والإنسانية.
د وضع معايير دقيقة لاختيار الكتاب، والمساهمين في اعداد المادة العلمية، للبرامج الثقافية في وسائل الاعلام السعودية.
هـ التركيز على أن ثقافة المجتمع السعودي، تعتمد على مجموعة من القيم الإسلامية، وعادات وتقاليد المجتمع السعودي، الأمر الذي يحقق الأمن الثقافي.
و اجراء المزيد من الدراسات المماثلة لهذه الدراسة، بغية الكشف عن نواحي الضعف أو القصور، في مستوى أداء وسائل الإعلام السعودية، ازاء ثقافة المجتمع السعودي فيتم تلافيها، وعن نواحي القوة فيتم تعزيزها.
ز استنهاض همم وسائل الإعلام السعودية، لمعطيات ثقافة المجتمع السعودي، بحيث تتناسب مع مستوى ما حققته المنجزات المادية لتنمية هذا المجتمع.
ح إيلاء البرامج الثقافية للأطفال السعوديين ما تستحقه من جهد واهتمام، وتقييم هذه البرامج على أسس تربوية علمية مدروسة، وأن يعهد بها إلى ذوي الاختصاص الدقيق في هذا المجال، طبقاً لما دعت إليه المادة (9) من السياسة الإعلامية السعودية.
التحول يتيح صياغة ثقافية جديدة
إن ما يتوقعه المثقفون السعوديون ويأملون، أن تسهم وسائل الإعلام السعودية والرائي في مقدمتها بحكم تأثيراته المؤكدة في تنمية وتطوير القطاع الثقافي، والتحول المرتقب للرائي إلى مؤسسة عامة، تمكنه من الصياغة الثقافية في أوسع معانيها، تعبيراً عن واقع ثقافة المجتمع السعودي، والقدرة الفعلية لمثقفيه على اصدار القرار الثقافي الواعي، الذي يحمي الجبهة الداخلية، ويعزز الوحدة الوطنية، حيث يفترض أن يؤدي الفكر الثقافي السعودي دوره في المشاركة في رسم السياسة الثقافية داخلياً وخارجياً.
لا لفصل الثقافة عن الإعلام
لست مع الذين يرون أن الثقافة لا ينبغي أن تكون جزءاً من وزارة الإعلام» لسبب لا اخاله إلا بسيطاً هو: أن الإعلامي المثقف أداة نجاح النسق الإعلامي، والمثقف الإعلامي خطابه يصبح قاب قوسين أو أدنى من النجاح، فهما إذاً عملة معدنية أورقية واحدة، يصعب فصل أحد وجهيها عن الآخر، فكيف يتأتى لنا اعلام مثقف أو مثقف اعلامي دون جسر يربطهما «وزارة الثقافة والإعلام»؟.
مفهوم الثقافة
من منظور العلوم الاجتماعية، يتسع مفهوم «الثقافة» ليشمل كل الأشياء المادية التي يصنعها الإنسان مثل: المسكن، والاثاث، والأدوات، والملابس، وغيرها من مظاهر الحياة، وكل ما يتصل بالانتاج والتقنية «التكنولوجيا» والاختراعات التي تحدث.
المفاتيح البيض
في ضوء هذا المفهوم، تصبح وزارة الثقافة والاعلام، أمام بحر جميع الناس يخوضه «مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم» وتتاح للناس ان ترى صدفاته، ومن ثم فالمتوقع أن تقرأ هذه الوزارة الثقافة لكل من تعرف ولا تعرف، فتبغض الفاحش البذيء من القول، وتوقي الناس فحش الكلام، ويصبح الأساس لكل ثقافة ترك الرّذائل، وعدم المتاجرة بما يثير الغرائز والشهوات.
رؤية الحكومة للثقافة
أمام وزارة الثقافة والإعلام، نقطتان جوهريتان لرؤية الحكومة إلى قطاع الثقافة، تناولتهما خطة التنمية السادسة «ص 263»، وتستطيع الوزارة أن تسترشد بهما، لتعزيز الخدمات الثقافية السعودية وهما:
* وإن هذا الاتصال قائم أبداً بحكم المصير، مثلما كان بحكم التاريخ، وعمق التراث.
ثانياً: إنه في ظل ما أصبح يدفع به هذا الفيض من تقدم تقنيات الاتصال، وشبكات الأقمار الصناعية، وتدفق المعلومات في فضاء واحد للأرض، من تحويل العالم إلى قرية صغيرة، أصبح أيضاً الاتصال بالثقافات الأجنبية في عمقها الحضاري، فكراً وأدباً وفناً، ضرورة أساسية، ليس لرفد ثقافتنا العربية بما يثريها فحسب، وإنما لترشيد هذا الاتصال بالعالم الخارجي في مداه الأعم.
تحديات العولمة الثقافية
هاتان النقطتان تشكلان المنطلق الأساس، لمواجهة تحديات العولمة الثقافية، وتطرح عدداً من التساؤلات من بينها: هل من مهام العولمة تذويب الخصوصيات والفوارق الثقافية وتسييلها بثقافة عولمية واحدة؟ وإذا كان مطلوباً منها ذلك فهل بالإماكن تحقيقه؟ وإذا كان من الصعب تحقيقه فهل هو كذلك بصورة مطلقة ودائمة؟ أم هو شأن مرحلي ونسبي؟
عسكر وشرطة
أجاب باحث عربي «مؤيد عبد الجبار الحديثي» على هذه التساؤلات باستفاضة، وتوصل إلى «ان العولمة تمثل خطراً على الهوية الثقافية، فهي رأس مال أمريكي مضاف على عسكر وشرطة، ومن ثم فالعولمة أقرب إلى السلب منها إلى آلايجاب».
رفض ثقافة الكاوبوي
يروي أحد خبراء الإعلام العرب، أنه أثناء عام 1988م عقد في «أوتاوا» مؤتمر لوزراء الثقافة شهده (22) وزيراً من مختلف دول العالم، رفضوا خلاله العولمة الثقافية والإعلامية، وحذروا من أخطار الغزو الأمريكي لعقول شباب العالم، ومن سيادة ثقافة الكاوبوي والجينز، وأوصوا باقامة تحالف يحمي الثقافة المحلية من الاختراق الأمريكي، وضرورة الحفاظ على التعددية الثقافية.
عناصر مواجهة العولمة
كيف يواجهُ الإعلام السعودي تحدياتِ العولمة الثقافية؟ وهل يملك أياً من العناصر الخمسة الأساسية؟:
1 الاتجاه صوب توحيد التقنية الأساسية لنقل الثقافة.
2 تطور قنوات المواصلات السلكية واللاسلكية.
3 استخدام شاشة الرائي كجهاز محيط يكون نهاية طرفية للشبكات، كما يكون في خدمة المستهلك للثقافة.
4 طاقة المعالجة والتخزين، لمزج الصورة الملونة، وأصوات، ونصوص، ومعلومات ثقافية متنوعة.
5 ارتفاع نسبة التفاعل والتخاطب، بين المستهلك للثقافة، والجهاز الأساس المولد للخدمات الثقافية.
سوق ثقافي سعودي
يرجح بعض المثقفين السعوديين، وجود هذه العناصر بقدر قابل للنمو والتطور، ولذلك يحسن أن تشغل هذه العناصر، بال وتفكير قادة العمل الإعلامي السعودي، وهم يتجهون نحو سوق ثقافي لجمهور سعودي، يتوق إلى بناء ثقافة عربية إسلامية، ليس من أهدافها اختراق هويات المجتمعات، ولا تعبر عن الرغبة في الهيمنة على العالم، بل تحرص على احترام الآخر، وتنمي فيه روح التعاون الخالي من السلوكيات اللإنسانية.
هيئة عامة للآداب
عام1415هـ «1995م» دعت خطة التنمية السادسة ص 371 إلى «دراسة جدوى إنشاء هيئة عامة للآداب والفنون والعلوم»، وطالبت بأن يكون ذلك» بالتنسيق مع الجهات المعنية وأنيطت بالهيئة إذا تبث جدواها مهمتان أساسيتان هما: رعاية التراث الفني والأدبي للمملكة من ناحية، وتوفير امكان الاطلاع على نماذج الثقافات العالمية من ناحية أخرى».
أكاديمية للفنون ومعاهد عليا
كما دعت الخطة نفسها ص 372 إلى دراسة جدوى انشاء اكاديمية للفنون وفي حالة ثبوت جدواها فإنها تنهض بمهمة دعم الكفاءات الفنية المتخصصة، وتوفيرها في مجالات الفنون والدراسات النقدية المتصلة بالفن، بما يهيىء على مدى قريب، جيلاً من العاملين بهذه المجالات، قادراً على حسن توجيه الفعاليات الفنية، وتقويمها، الأمر الذي ينهض بالفنون والدراسة النقدية المتصلة» ورأت الخطة أن تضم الأكاديمية معاهد عليا بعد الدراسة الجامعية متخصصة مثل:
المعهد العالي للدراسات المسرحية.
المعهد العالي للنقد الفني.
هل الصورة واضحة؟
من خلال العرض السابق من المؤكد أن الصورة واضحة أمام «وزارة الثقافة والإعلام» فالأساسيات الثقافية السعودية موجودة، وما هو مطلوب للثقافة مدون في: نظام الحكم، والسياسة الإعلامية السعودية، وخطط التنمية، وأقترح على الوزارة أن تواصل «تشجيع ومساندة كل الأفكار، وكل نتاج أصيل من الفكر والفن والأدب، انطلاقاً مما أعطاه من حقوق ومزايا للمفكرين والأدباء والفنانين، مرسومان ملكيان الأول: حماية حقوق المؤلف، والآخر نظام الايداع، اللذين يمثلان حلقة مهمة، في سلسلة استكمال بنية النظام الثقافي في المملكة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved