الثقافة وتوسيع هامش الحرية
د . تركي العيار
|
لقد سعدت كغيري من المثقفين باعادة هيكلة بعض الوزارات الحكومية كنقلة نوعية تجير لصانع القرار السعودي. ولعل أهمها وأبرزها مهمة الثقافة لوزارة الاعلام لتصبح وزارة الثقافة والاعلام.
ولا شك أن هذا القرار التكويني التنضيحي الحكيم لم يأت من فراغ، وانما أتى من معطيات عديدة تتمثل في وعي مدرك وبصيرة ثاقبة وايمان تام لدى كبار المسؤولين في الدولة حفظهم الله بأهمية الثقافة والدور الرئيسي الفاعل الذي يلعبه في حياة الأفراد والشعوب والأمم قاطبة. فكما هو معروف أمة بلا ثقافة لا بقاء لها بل تعد من مخلفات التاريخ المنسي.
كذلك يأتي قرار اسناد الثقافة لوزارة الثقافة والاعلام لكون الثقافة والاعلام وجهان لعملة واحدة، وهما مكملان لبعضهما البعض فلا يمكن للإعلام أن ينهض بلا ثقافة، كرافد رئيسي ولا يمكن بالمقابل للثقافة أن ترتقي وتنتشر بدون دعم الإعلام ومساندته لها، فالثقافة والإعلام هما جهود ومهام تكاملية في بيئة مشتركة تصب في النهاية لخدمة الوطن، فمن شأنهما معاً أن يرتقي الفرد السعودي في كل الاتجاهات وينهض بالحضارة الإنسانية إلى آفاق رحبة فالأمل بنجاح هذا المشروع الثقافي الحيوي الهام معقود على قيادة ومنسوبي وزارة الثقافة والاعلام فقلوبنا معهم ودعواتنا الصادقة لهم بالتوفيق.
ولعل أهم ما يؤملة المثقف السعودي في وزارة الثقافة والاعلام هو توسيع هامش الحرية في التعبير لديهم. بالاضافة إلى دعم العجلة الثقافية المحفزة للنهوض بالفكر السعودي والغاء بعض القيود البيروقراطية التي تعرقل وتكبل التوجه نحو الابداع. كما نتمنى أن تكون هناك خطط مدروسة لمضامين ثقافية تتلاءم مع العصر الحديث والمتلقين في زمن العولمة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
