الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th May,2003 العدد : 11

الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

الثقافة الغائبة يا وزارة الثقافة
محمد العثيم
أولاً: ضم الثقافة للإعلام لا يعني ان الثقافة إعلام او الإعلام ثقافة، الاعلام هو غالباً ادارة مواجهة مباشرة تتعامل مع الواقع بعيداً عن الحلم بينما الثقافة مجالها الخيال الخصب والحلم.
او بعبارة اخرى تراكمات احلام الشعوب في سبيل البحث عن حياة افضل.
من جانب آخر اذا كان الاعلام مواجهة وعظية، فالثقافة يكون عملها تشاركياً في الحلم والامل.
لذلك العبرة ليست ان تكون وزارة الإعلام هي وزارة الثقافة.
بل ماذا سيحدث في هذا الاندماج ولانه لا يمكن بأي حالٍ تفعيل الثقافة لخدمة الاعلام من واقع ماهيتها لذلك فلابد بالضرورة من تفعيل الإعلام لخدمة الثقافة.
وثقافتنا ثرية ولها جوانب متعددة من اعلى نخبويتها في مجال الشعر والنثر الى نهاية القائمة في عالم السينما والغناء والمسرح.
وقد مر وقت طويل على الثقافة السعودية كانت تعاني من الانقسام على نفسها لانها كانت تنمو فطرياً دون رعاية رسمية حقيقية، وهذا اذا كان يرضي النمو الثقافي فقد خلق شرخاً في التوجهات.
في الستينيات الميلادية مثلاً كانت الثقافة السعودية كلاسيكية محافظة ولم تفعل الثقافة الرؤية او المنفتحة.
في السبعينيات الميلادية تصادم تيار الصحوة المحافظ مع تيارات ثقافية مستوردة عرفت بالحداثة، في الثمانينات كان التفاعل الثقافي النخبوي يصل الى ادنى مستوياته في الابداع واعلى مستوياته في النقد.
في حالة مضطربة يفوق فيها النقد الابداع تكون المعادلة مقلوبة. دليل على الوضع الثقافي غير الصحيح في كل المستويات.
ما نريده من الوزارة الجديدة هو توسيع هامش الحرية للثقافة في كل انواعها المحافظة والحديثة.
ثانياً :يعود النشر الهارب خارج البلاد وليجد مناخه في بلادنا ويتفاعل مع ثقافتنا بدل خدمة ثقافة الآخرين في اتاحة مناخ مناسب لعودة الصحف والمجلات والكتب التي يعاد استيرادها بعد طبعها خارج البلاد وذلك بتوفير مناخ نظامي يسمح بالنشر بالداخل.
ثالثاً: تفعيل الثقافة الغائبة وهي ثقافة جماهيرية في الغالب عن طريق اتاحة الفرصة للندوات والمناسبات الثقافية بقليل من الاجراءات الادارية.
رابعاً: تنمية الفنون الروتنية مثل فتح صالات للمسرح والسينما ودعم السياحة بإقامة الحفلات الغنائية بالداخل لاستقطاب جماهيرنا التي تفر كل موسم الى البلاد المجاورة لمشاهدة المسارح وحضوره الحفلات الغنائية.
مطلبي بسيط وسهل وهو استعادة ثقافتنا الى بلادنا وتنمية جذور تراثنا ومعطياتنا الثقافية أوعدم اتاحة الفرصة لخلق التوتر للفكر المضاد للثقافة بكل انواعها من الثقافة المحافظة والثقافة الحديثة والثقافة الجماهيرية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved