الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th May,2003 العدد : 11

الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

الحرب الباردة الثقافية
المخابرات المركزية الأمريكية وعالم الفنون والآداب

تأليف : فرانسيس ستونر سوندرز
ترجمة : طلعت الشايب
القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة
يُعَدّ هذا الكتاب على درجة كبيرة من الأهمية في التأريخ للثقافة الأميركية والجهود التي بُذِلَتْ لنشرها في أوربا الغربية؛ وقد اشتمل على كثيرٍ من المعلومات الهامة والمثيرة؛ لذا فهو جدير بأن يقع في بؤرة اهتمام المثقف العربي فضلا عن المتخصص، وإن كان من درس ينبغي علينا أن نعيه من هذا الكتاب فهو أهمية الثقافة في وضع الإطار النظري للحضارة وتبرير وجودها والترويج لها، مما يدفعنا إلى ضرورة العمل للحفاظ على هُويتنا الإسلامية وخصوصيتنا الثقافية في ظل ثورة المعلومات والانفجار المَعْرِفِيّ وما ترتب عليه من تقدم تكنولوجي أدى إلى إزالة الحواجز بين الأمم، ولا يعني هذا بالطبع القطيعة التامة مع حضارة الآخر ومنجزاتها المادية، بل ينبغي علينا الاستيعاب الفلسفي لمنجزات هذه حضارة دون ما ارتبط بها من قيم واتجاهات، أي تملك الآلية الفكرية الغربية التي تنتج المعرفة لا استهلاك منجزاتها فقط، وهذه الآلية الفكرية هي التي تتيح لنا إنتاج معرفة تتلاءم وخصوصياتنا الثقافية انطلاقا من قيمنا الإسلامية . يتناول الكتاب دور الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA ) و«منظمة الحرية الثقافية» التابعة لها في عالم الفنون والآداب إبان الحرب الثقافية الباردة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك باستخدام الثقافة وسيلةً لتغيير أذهان الشعوب وتشجيعها على كراهية الشيوعية، وتقبل النموذج الرأسمالي الأميركي
تطلق «الحرب الثقافية الباردة» (أو: معركة الصراع على عقول البشر) على هذا الجَدَل الذي كان متبادلا بين المُعَسْكَرَيْن الأميركي والسوفييتي، والتي يؤرخ لبدايتها بعام 1947م حين أخذت كلتا الحكومتين السوفييتية والأميركية تعيد النظر في ترتيب أوراق الصراع، والبحث عن سُبُل الهيمنة على العالم، وزيادة مساحة الأنظمة التابعة لها أو المؤيدة أو المتعاطفة معها وذلك باستخدام أنشطة أخرى غير القتال وسيلة للإقناع السياسي، وذلك عن طريق تصويب ضرباتهما على الجبهة الثقافية العريضة بما تشمله من أفكار وفنون وآداب وعلوم، وكل ما يتعلق بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية في محاولة متواصلة لتغيير أذهان الشعوب وتشجيعها على تقبل حضارة الآخر.
وبينما كانت الحرب الباردة في أوجِّها كانت وكالة الاستخبارات الأميركية تكرس موارد واسعة من أجل برنامج سري للدعاية الثقافية في أوربا الغربية باسم الحرية, يرتكز على منظمة الحرية الثقافية التي تولت الجانب الثقافي في الحرب الباردة. وبعد أن سَكَتَ هديرُ المِدافع وأزيز الطائرات ودويّ القصف أخرجت الترسانة أثقالها الثقافية: الصحف والمجلات والإذاعات والمؤتمرات ومعارض الفن التشكيلي والمهرجانات الفنية والمِنَح والجوائز، وتكونت شبكة مُحكمة من البشر الذين يعملون مع الاستخبارات الأميركية CIA للترويج للسياسة الأميركية ومؤسساتها الثقافية تحت شعار الحرية الفكرية والإصلاح الاقتصادي، وهي مبادئ عامة يصعب الاختلاف بشأنها تبدو وكأنها في صالح البشرية جمعاء؛ بَيْدَ أن الحقيقة على النقيض من ذلك تماما. وقد ضمت تلك الشبكة راديكاليين سابقين ومثقفين يساريين من الذين تحطم إيمانهم بالماركسية والشيوعية، كما ضمت مؤسسات وهمية، وحظيت بتمويل ضخم، وتأيدت بحملة إقناع هائلة في حربٍ دعائية ضارية تخطط لها وتديرها منظمة الحرية الثقافية التي كانت بمثابة وَزَارَة عالمية غَير رسمية للثقافة الأميركية لتكون بذلك الراعي الذي يدفع للزمار ثمن ما يطلب منه من ألحان. وفي هذا الكتاب تُلقي الباحثة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز الضوء على جانب مهم من تاريخ الولايات المتحدة الثقافي، والجهود التي قام بها رجال وكالة الاستخبارات المركزية ومنظمتها الثقافية في مواجهة الشيوعية وتحقيق الهيمنة للنظام الرأسمالي الأمريكي، وهي جهود يتم جانب كبير منها في إطار برجماتية الغاية تبرر الوسيلة. وقد اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على عدد كبير من المقابلات الشخصية، وفحص عددٍ أكبر من الوثائق الرسمية التي أُفرج عنها مؤخرا.
لمزيد من التفاصيل حول الكتاب بترجمات أخرى وعناوين وقراءات من جوانب مختلفة :
alarabnews.com/alshaab/GIF/2911 2002/a25.htm19k www.albayan.co.ae/albayan/book
www.aljazeera.com/books/2002/6/6 111.htm20k www.teshreen.com/ daily/opin.asp 31k 16 مارس 2003
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved