الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 12th July,2004 العدد : 67

الأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

الغطرسة المميتة
الخطأ البشري.. والتكنولوجيات الخطرة
تأليف: لويد جيف دوماس
ترجمة وعرض : محمد زكي عويس
القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2002

الكتاب جزء من مشروع (الكرّاسات) الّذي تصدره المكتبة الأكاديميّة بالقاهرة... والكرّاسات تُعْنَى بمحورين كبيرين: العلم والمستقبل. وقد حملت السّلسلة الأولى عنوان: (كرّاسات مستقبليّة)، وقد بدأ ظهورها عام 1997. وفي عام 1998 ظهرت السّلسلة الثّانية تحت اسم (كرّاسات علميّة) وهي عروض مطوّلة لبعض الإصدارات الأجنبيّة المهمة.
وتعرض هذه الكرّاسة كتابًا، يجمع بين التّوثيق القائم على الاطّلاع الواسع على عديد من الملفات الّتي تستحق أن يكتب عليها (سريّ جدًا)، والإشارة إلى السّبل الممكنة لتقليل المخاطر، وإن كان من الصّعب تلافيها بشكل كامل. والقضيّة تتعلق بقصور النّظم التّكنولوجيّة المتقدّمة والمعقدة من ناحية، وبين أخطاء البشر في التّعامل معها.
إنّ التهوين من هذين الأمرين، باعتبار أن نظمنا التّكنولوجيّة المعقدة ترقى فوق مستوى الخطأ... وأنّ العنصر البشريّ يمكن التحكم في أدائه بالاطمئنان على بعض الاختبارات الصحية، أو النفسية، إنّ هذا التّهوين يطلق عليه المؤلّف (الغطرسة المميتة).
يرى المؤلّف أنّ التّكنولوجيا توصلت إلى صناعة المجتمع وتشكيل العالم ثقافيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، فالتّكنولوجيا ليست إلا تطبيقات للقوانين الفيزيائيّة والكيميائيّة والبيولوجيّة في الطبيعة، والتي بواسطتها يمكن تطوير هذه المعارف من أجل الإنتاج الفعليّ والحقيقيّ.
والتّكنولوجيا ليس لها حدود ولا تعرف المستحيل، ومهما تكن المشكلة فإنّ العلماء والمهندسين لديهم الذكاء الكافي ليعملوا بجد ويجدوا في النّهاية طريقة حقيقيّة لما يسمى ب(الإصلاح التّكنولوجي).
والتّكنولوجيا لا تطرح حلولاً للقضايا البشريّة الملحّة : المجاعة والأمن والسّلام. فعلى الرّغم من تقدم التّكنولوجيا الزّراعيّة منذ عام 1950م والّتي أدّت لما يسمى (الثّورة الخضراء) إلا أنّها لم تؤدّ إلى نهاية المجاعة في العالم. وفي الحقيقة أدّت هذه التّكنولوجيا إلى زيادة المنتجات الزّراعيّة وتحسين نوعيتها دون توفير الحد الأدنى للأمن الغذائيّ العالميّ. والّسبب أنّ مشكلة المجاعة لم تكن ولا تعبر نتيجة لنقص الغذاء، بل كانت نتيجة لعوامل سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة أساسيّة أثرت في كيفيّة توزيع واستخدام الإنتاج الغذائيّ. وكذلك في مجال الأمن والسّلام العالمي، فعندما ابتكرت الأسلحة النّوويّة، اعتقد الكثيرون أنّها قد تضع حدًّا للحروب التّقليديّة بين الشّعوب. إلا أنّه ومنذ بزوغ العصر النّوويّ عام 1945م، تقاتل العالم في أكثر من مائة وخمسين حربًا حصدت أرواح ثلاثة وعشرين مليون نسمة، 60% منهم من المدنيّين، فهذه التّكنولوجيا النّوويّة لم تفلح في توفير الأمن والسّلام للشّعوب.
ويقول المؤلّف إنّ التّكنولوجيات الخطرة هي تلك الّتي تسبب الموت الشامل وتسبب خسائر للممتلكات في مكان محدّد وفي زمن قصير. وتؤدّي هذه التّكنولوجيات إلى تطور الأسلحة الفتّاكة النّوويّة والكيميائيّة والجرثوميّة، وعلى الرّغم من أنّ الدّول العظمى تتحكم في انتشار هذه الأسلحة وتحاول الحدّ منها... إلا أنّ تطور هذه الأسلحة جعل منها خطرًا جاثمًا على البشريّة... حتى في حالة عدم استعمالها.
وينقسم الكتاب إلى خمسة أجزاء رئيسية هي:
الجزء الأوّل: تهديد أنفسنا... ويتضمّن التّكنولوجيا وقابليّة الخطأ البشريّ.
الجزء الثّاني: ماذا سوف يحدث؟ ويتضمّن التّكنولوجيا الخطرة، التّحكم في الاختراعات الخطرة، الحوادث النّوويّة.
الجزء الثّالث: لماذا يحدث هذا هنا؟ ويتضمّن: أوجه عديدة للأخطاء البشريّة، وأخطاء الأفراد كما هو الحال في الكحوليّات والمخدرات.
الجزء الرّابع: لماذا لا تنقذنا التّكنولوجيا المحسّنة؟
الجزء الخامس: يناقش فهم وتقييم الخطر ثمّ منع الكارثة.
يقع الكتاب في (113) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved