الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th September,2005 العدد : 122

الأثنين 8 ,شعبان 1426

استراحة داخل صومعة الفكر
(شاعرات واعدات من بلادي)«1»
سعد البواردي *

أمسيات ثقافية
جمع وتوثيق أمل القاسم
200 صفحة من القطع المتوسط
زاد من المعرفة الفكرية.. شعرية ونثرية زودتني به الابنة الكريمة أمل محمد القاسم مع رسالة مليئة بالأمل تقول فيها:
* لقد لاحظت بصفتي متذوقة للشعر تأخر العنصر النسائي السعودي عن مواكبة الحركة الشعرية حيث أصبح التفاوت كبيراً لصالح الشعراء بالطبع.
ومن هنا فقد تبنيت فكرة إقامة أمسيات ثقافية تمنح العنصر النسائي فرصة الظهور على أمل تشجيع المواهب الشابة، ولأجل صقل وتغذية هذه الإبداعات الشعرية ودفعها قدماً للأمام، وذلك عن طريق قراءة إنتاجهن أمام جمهور متفاعل أولاً، ثم إحالة هذا الإنتاج على متخصصين لتقديم هذا العطاء.. وتخلص أمل في رسالتها على أمل الاطلاع على هذا العطاء والتعريف به من خلال زاوية الاستراحة.
أقول للابنة الكريمة.. حسنا ما فعلت.. وما احتضنت.. تلك خطوة موفقة تحمدين وتشكرين عليها من أجل تحقيق أمل مستحق لبراعمنا الشعرية الشابة، ولي الشرف يا ابنتي الكريمة تناول هذا العطاء دون تردد.. وبكل تجرد دون زيادة أو نقص فهن جميعن بمثابة بناتنا وأخواتنا من واجبهن علينا الانصاف والتشجيع والمؤازرة.
لنبدأ على بركة الله وتوفيقه:
الشاعرة الشابة الواعدة (منال الدغيم) في مقطوعتها (لها أون لاين)
أنا ملك.. أم خيوط ضياء؟
وعيناكِ.. أم غيمتا كبرياء
أراها تسافر في كل بحر
وشوق تلظى بقلب المساء
وتمضين يحدد حنانكِ حب
إلى نفحة الطهر والانقياء
نفحة من الشعر المُعطر.. المؤطر بشفافية حب ينضج بالجماليات.. وبالصور المعبرة الشفافة.. شاعرتنا استرسلت في قصيدتها الجميلة من خلال أدبيات الوصف.. في صراع محتدم بين جمال الصورة المنبثة.. وضبابيات الواقع الذي يتغشى تلك الجماليات وتستلبها أجمل خصائصها:
أنا ملكِ لُطختْ بالدماء
وعيناكِ كحلتا بالغشاء
وردتِ إلى الإثم تبغين نورا
فعاثَ الظلام لحم السناء
لا أحد يا شاعرتي يبحث عن نور من خلال ستار ليل هو اشتهاه.. العكس هو الصحيح.. أن نطلب النور فيفاجئنا الليل من حيث لا نشتهي.. حسنا لو جاء بيتك كما يلي: (وردت إلى الحلم تبغين نورا).. القصيدة معبرة.. إلا أنها تفتقر إلى صياغة الفكرة وتسلسل أحداثها، وهو ما أجزم لموهبة مثلك تجاوزها.. أسعدني أن تجاوزت القصيدة سجف الليل إلى ضوء النهار كنهاية (فراق صحبة) مقطوعتها الثانية التي تقول فيها:
حشاشة نور من دعم اللون تُشرب
وتذبل شمس في جوى الأفق تسكب
يا بنيتي الكريمة اللون صفة.. والدم هو الموصوف.. هناك لون دم.. لا دم لون.. كأن تقولي مثلا:
(حشاشة نور في سجى الليل تغرب) وتسترسل في قصيدتها بهذا الطرح المشبع بروح الإيمان:
ويلهث يوم ينقص العمر قتله
ويمضي بوهن مثقل الخطب، متعب
ليلقي بأعباء على الغرب رأسه
ويلفظ أنفاسا، فيطويه غيهب
وتزهق أنوار، وتغتال بهجة
وينفض أسحاب، وينزاح كوكب
وما يتبقى غير ذكرى تلفنا
وتجتاحنا حبا.. وللحب يلهب
(ينقض العمُر قتله) الأنسب يبتغي العمر قتله.. الشطر الأخير يجتاحه تكرار الحب دون إضافة.. ليكن (ويجتاحنا حبا.. وبالشوق يلهب) ثم إن مفردات (تزهق، وتغتال، وتلفظه في حاجة إلى حركة الضم كي يستقيم الفهم (تُزهق، تُغتال، وتُلفظ) هكذا.. وفي مقطوعتها الشعرية الثالثة (همسة اخلاص).
ذكرى تطوف، وتنتشي بجناني
وتلفه في رحمة، وحنان
ويفيض من قلبي نهير خواطر
ويروح يمضي واهنا بثوان
لماذا النهيره؟.. لماذا لا يكون أكبر.. وإذا ما كانت الأضحية متواضعة يمكن هزيمتها في ثوان فإنني أرى اعادة صياغتها على النحو التالي:
ويفيض من قلبي بصيص خواطر
وددتُ لو أن منال أنالته شعرها وقبل طرحها فرصة تأمل.. وابعدت تكرار الوصف (أنتِ، وأنتِ، وأنتِ) المباشرة في الشعر مكلفة.. أقول لها وبكل صدق.. أنتِ موهبة واعدة تملكين حساً شعرياً يقدر على تجاوز خطواته الأولى بخطوات أوسع، وأمتع..
شاعرتنا الثانية: الجوهرة بنت علي النغيمشي أعطت لنا من خلال شعرها الحديث أو نثرها الفني حكاية خارطة طويلة أرجو أن تكون مواقعها ومساكلها ومعالمها واضحة..
من ها هنا.. تبدأ حكاية خارطة.
قد طرزتها طفلة.. صغرى يتيمات المخيم
قد أودعتها كل ما تحمل من حب لدين، أو وطن..
إنها تبحث عن نفسها عن أول مسلك يؤدي.. ويدل إلى الهدف.. إلا أن حيرتها أكبر من أن تطبع خطوات مترددة عبر مساحة معارجها ومغاوزها متقاطعة.. الدروب غير سالكة.. الأطياف متراقصة تضاجع اسباح هواها.. يجتذ بها الغروب.. والهروب من واقعها المؤلم.. وهي أيضا تبحث عن مخرج.. هذه الصغيرة من مخيم، تحمل الآلام يتما، بل تشريدا وفقرا..
(جديد يا بنيتي لنازحة.. أو مشردة أن تكون غير هذا الذي تقولين.. ولكن إلى أين امتد بها الخيال المأوسي للخروج من محنتها؟
هذه الصغيرة عند باب الحلم ظلت تنتظر
ونحن معها أيضا اجهدنا الانتظار.. نريد جميعا ان نتحرك:
ظلت تراقب عودة الماضي بقلب منكسر
تعبت!!. تنادي، (يا صباح)
يا أيها الثوب الذي تشتاق كل البطاح
أوما لَنا من ضوئك البادي نصيب؟!
سرد طويل، طويل من الحيرة والتساؤلات التي يمكن اختزالها كي تبدو الصورة والمسيرة أقل جهداً، وكلفه.. الحلم أخيرا أن تنتصر وتصلي وتصلي داخل رحاب المسجد الأقصى.. الفكرة لا غبار عليها لولا الاغراق والاستغراق في جمل لا تضيف إليها جديداً، وإنما تستلب منها وضوح الرؤية ووهجها.. ومن درب التيه والتشريد إلى الحماسة مع شاعرتنا الجوهرة:
ليوث المجد تنتظر
على أبواب عزتنا
فثوب الخوف يا أمي
طواه يراع قوتنا
ألستِ ترين أن الاس
يل أصغر من عقيدتنا؟
فحين استفحل الطغ
يان أدلى حجر وقفتنا
سنسكب نور صحوتنا
ستولد شمس صحوتنا
أعطت لنا هذه المرة شعراً لا نثراً.. عبر أبيات تلخص الفكرة.. فقط بعض ملاحظات يسيرة لا تنتقص من قيمة مضمونها: ليرث المجد أولى بها ان تكون متحفزة لا منتظرة ذلك أفضل.. ثم تشبيه الليل بأنه أصغر من العقيدة أمر مفروغ منه.. ولكن الليل مساحة زمنية، والعقيدة مساحة روحية وإيمانية وكي يأتي التشبيه أقرب للصحة أرى أن يأتي هكذا: (الستِ ترين أن الظلم اجبن من عقيدتنا؟)
أقول للشاعرة الواعدة.. تملكين الاستعداد الجيد لطرح أفكارِك.. بقي الإعداد لطرحها متأنيا.. متعمقا، بوابة القصيد في انتظار قصدكِ.
الشاعرة الثالثة ليلى الجريبة يستغرقها حسها الإنساني مع أول بيت من قصيدتها (أماه).. وعلى لسان طفلها:
أماه، قلبي في الحياة يعاني
وتزن اشعاري بلا أوزان
قد كنت احيا في الحشا متنعما
تحت الفؤاد، وخفقة المتواني
فأنا أبادلك الوداد بخفقة
أو رضعة من عاشق ولهان
هذا الطفل يتمنى لو كان داخل أحشاء أمه.. لو لم تلده إلى حياة ضاق بها ذرعاً.. لماذا؟!
وأتيت يا أماه أرقب وفقة
من نفسكِ الملأى بكل حنان
كم ضمة للصدر تفرح مهجتي
كم رضعة تروي بغير تواني
ماذا تغير في واقع علاقته بأمه.. هل انها تنكرت له.. شغلت بنفسها عن واجبات أمومتها؟ يبدو ان وظيفة شغلتها.
أماه انتظر اللقاء بلهفة
ويكاد من فرحي يطير جناني
واظل ارقب بابنا في فرحة
وأطل اصرخ، مقبلا بحنان
اهوي بنفسي من يديها صارخا
فتقبلين، وتتركين مكاني
وتسارعين إلى الفراش كأنكِ
لم تشعري بمرارة الحرمان
لقد تركت صغيرها للخادمة أما هي فقد استغرقها وقت وظيفتها.. تعود متعبة ومنهكة كي تنام وحين تصحو فواجب عملها في انتظارها.
القصيدة ممتعة.. والفكرة مشبعة.. وموحية بجمالياتها.. أما قولها لأمها (وترن اشعاري بلا أوزان) فهذا غير صحيح.. أشعار ليلى مقفاة وموزونة.. وعليها أن تعيد صياغة الشطر.. (وترن أشعاري بلا آذان) اي أن أسماع أمها لا تسمع.
شاعرتنا الواعدة بجميل شعرها لها الحق ان تعتب وان تغضب على أم أثرت وظيفتها على رعاية طفلها الصغير المحتاج إلى حضنها وتحنانها..
إن أي عمل يستلب تلك المهمة خطأ يصعب قبوله.. فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق على قول شوقي.
ومن رواح الأم إلى ريحانة القلب تقول ليلى:
نسيم سرى من رياح الحنان
يهز الأماني، وينفي المنام
النسيم كالماء رقراق.. والرياح كالموج عاصف لا يتوافقان أمام مشهد واحد.. حسنا ابداله به (نسيم سرى من حنايا الحنان) إنه الأوفق..
وهيج في النفس حلو المعاني
فخف إليه لذيذ الكلام
نسيمك يا زهرة الاقحوان
ويا قطرة الماء وسطر الغمام
اتدرين ان الموارد قديم
وانك كنت المنى والغرام
فمنذ لبست رداء الصبايا
ترقد في القلب هذا الهيام
دفقة شعورية متوهجة تصاعدت في قلبها في شفافية مرهفة ربما لابنتها التي تشبهها وجها، وقواما: وشعرها:
يقولون وجهي فيك معاد
وشعري كذاك، وهذا القوام
وانتِ غرس رعته يداي
وكنت عليك الندى والغمام
الشطر الأول من البيت الثاني فيه مطب يحسن تلافيه.. يمكن هذا لو جاء كما يلي.. (ألستِ بغرس رعته يداي؟).. القصيدة متناسقة ومعبرة..
ومن غمام ليلى الجريبة إلى مزنة ابنة صالح المبارك التي تهطل بالمطر في سخاء من أجل أن يورق النماء في أرض عطشى:
وتصحرت أرض الفؤاد
فلا حياة، ولا اثر
واحرقت رمضاؤها اقدام
من يهفو إلى روض نضر
والروض عطشى لا
ترى مزن، ولم يهطل مطر..
إذا كانت مزنة الفضاء احتجبت.. فإن مزنة الأرض قادرة ان تعوض مطر حياة ينعش العقل.. ويرطب جفاف حياة الحاملين بحياة أفضل:
يا راحلا..
كم يشتكي تعب الطريق الراحلون
ويهدهم ألم السنين فيصبرون
ولكم تبت تلك الدروب عليهموا
والليل يرهقه الانين
والعين تغرق بالدموع، يجتاحها شوق دفين
مقاطع تنبض بحركة الدراما الإنسانية قطعتها شاعرتنا أوصالا ممزقة تماما لمزنة التي تنثر مطرها حبات حبات.. ليتها تلملم ما نثرت فهو شعر.
ولمزنة المبارك يمامة روضها:
ورحت جفوني من لهيب الأدمع
فخذي دموعي يا حمامة واسجعي
وحنت قلوب بالصبابة اشربت
أواه.. من قلب المحب المولع
حسنا لو احل مفردة (أُشربت) بكلمة (أنزعت) انها أنسب للمعنى، ولأن فارس حلمها (يمامة) لا غمامة.. فإنها تناجيها..
أيمامة الاشواق طال حنينها
فعلى ذؤابات الغصون تربعي
ودعي النواح يصوغ اغنية الهوى
فجرا، ومن تلك الربوع تَطَلعي
فلربما شاهدت أنوار الهدى
ورأيتِ في أرض الكرامة منبعي
شاعرتنا الموهوبة اعطت في البداية لحمامتها كي تسجع.. لأن روح الفأل لديها مستيقظة يستبطنها الأمل ويستوطنها..
يا نجمة الأمل المضيء تبسمي
وعلى القلوب فدتكِ نفسي فاسطعي
لقد اسمعتِ.. فأشبعت، وامتعت شعرا.. ومشاعر جميلة..
ومن مزنة إلى أسماء.. وكلها أسماء موحية بجمالها.. ماذا تقول فارستنا أسماء الجنوبي عن حسرة في فؤاد الشعر؟!
واحسرة النفس صار الشعر مرتابا
لحفل صغير.. ولما يعرف الغابا
طفل صغير، وذاك الوحش ينهشه
وفي الفؤاد فؤاد دفقه شابا
من غير الطفل ثوبا كان يلبسه؟
أم انه يحسب الأهوال أسرابا؟
ليت أنها استطاعت بجملة.. من غير الطفل ب(من أبدل الطفل) وكلاهما صحيح.. إلا أن الأخيرة أصح.. القصيدة ذات مغزى حياتي.. تأملي في عملية فرز بين الحلم والواقع.. بين طفل تعمره البراءة.. وحقيقة تدمر بقسوتها تلك الأحلام الطفولية البريئة.
قالوا بكاؤك يشفي ان ألمَّ بنا
خطب، وما صنفوا للخطب القابا
والحزن نار بقلب الحر تقتله
تظل تحرق أسبابا، فأسبابا
إنها الحقيقة..
تأخذنا أسماء معها من الطفولة المبكرة إلى غبار السنين حيث الكهولة المتأخرة حيث جدتها التي ماتت بعد عمر طويل استكثره البعض عليها:
سأمسح عنكِ غبار السنين
وابعث في ناظريكِ القمر
وارسل في مقلتيك الحنين
وطفلا صغير بعمر الزهر
ضفاء كانت تناغي النسيم
وتزهو بخضابها.. والخفر
حاولت أن ترسمها شعرا كما كانت في ريعان شبابها.. إلا ان الشباب لا يعود بعد ان يأذن المشيب بغروبه..
(شربت).. صحيح تمر الحياة
ويذبل عود، ويبقى حجر
وكيف نعيش بلا مقلتين؟
وكيف يقول السرير خبر
وكيف كبرت، وكنت صغيرة
وكيف غدوت عجوزا كبيرة؟
وكيف نفديت ذاك الجمال؟
ليترك في النفس بعض الخيال؟
واين ذهبتِ؟ ومن قبل جئت؟
ستحكي الحياة طريقك دوما..
تساؤلات ذكرتني بايليا أبو ماضي.. وهو يطرح تساؤله في قصيدته المشهورة ذات البُعد الفلسفي.. أسماء مقدرتك الشعرية لا غبار عليها:
ومن أسماء إلى هيفاء بنت عبدالرحمن الجبري التي ضاقت صدراً بزوجها الثري بعد أن سئمت الحياة معه:
لا اريد القصر، دعني انني
غرني من ملكه ما غرني
لست بالتيجان اسلو، لا، ولا
بالسرير المسجدي المنحني
خذ بجاهي، ثم دع قلبي، وان
أردت العيش حرا فاكفني
تحتويني، تنشنى مستفتحا
بالوعود الكاذبات الختن
ثم امضي اتبع الآهات لا
تحسبن بالملك قد اسعدتني
قبلة العاطفة وحدها لا تشبع روحا متعطشة إلى حياة ملؤها الدفء، والاحترام، والمشاركة.
شافعي ذا الحب ليست قبلة
صنعتها فوق الجبين الموهن
ليتني في خيمة منصوبة
تحت خل لي محب محسن
نحلب الاغنام أو نسقي الثرى
ثم نرعى النجم ذا النور السني
مقاطع من قصيدة عنيفة، وعنيدة في رفضها لواقع يرى المرأة مجرد متاع يشبع به عاطفته.. المرأة في مكانها أكبر من أن تكون مجرد ألعوبة بيد الرجال..
هيفاء تتسم بتمرد لا تنقصه الصراحة.. ولا يعوزه الوضوح.. انها تبحث عن حقيقة غائبة.. وأماني غائمة.. حتى تلك المدرسة الغبية..
علموني ان في الصمت سلامه
ان في الجهل الذي يغري فهامه
ان في العيش على الذل كرامة
ولئن ابصرت حقا
ليست لي في هذه الدار مقامه
علموني ان أسير الدرب لا أجلو ظلامه
ثم القى الشر. مهزوما أمامه
ثم لا أنكر فيما شئت حسنا أو دمامة
يا فؤادي لا تلمني!!
إن تكن أدركت آيات على قرب القيامة؟!
ما هذا أيتها الهيفاء؟ أنتِ الناعمة.. وشِعرك الخشن الذي يجرح خدود الحسناوات.. واخاديد الحياة بحرارته.. ومرارة انفعاله.
غريب هذا الصوت الذي حجبه عنا حجاب الصمت.. لم نقرأه.. ولم نعرف مصدره.. صحيح أن شعر المرأة أكثر جسارة وجدارة من شعر الكثيرين من شعرائنا الرجال..
نحن الذين يقع علينا كامل الذنب بهذا الجهل بهن.. أو التجاهل لهن.. حتى البعض من العتب الرقيق على شاعراتنا الواعدات وفيهن من قطع مرحلة من التجربة والنضوج تتجاوز مرحلة الكثيرين ممن يملأون صفحات صحفنا بالقليل من السمين، والكثير من الغث.. العتب عليهن أن يحجبن صوت الشعر الواعد بصمت الانزواء، والانطواء على النفس..
بعض شاعرات يمتلكن موهبة الشعر.. وصدق الشعور، سعدت بقراءته لكم في حلقته الأولى والتي سأتبعها بحلقة ثانية وربما ثالثة تتسع رقعتها باتساع مادتها.. وإلى اللقاء.


*الرياض: ص.ب 231185
الرمز 11321 فاكس: 2053338

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved