الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th September,2005 العدد : 122

الأثنين 8 ,شعبان 1426

.. تراتيل على هامش حياة
شعر: محمد كاديك الجزائر
الحياة لا يمكن أن تكون عبثاً..
هي بسمات جميلة لا يراها إلا الأطفال..
على هامش حياة.. قد تكون حياة أخرى.. حياة ملأى بالحب والأمل..
.. وهناك فرق بين (أحيا) و(أعيش)..
.. إلى كل الذين حكم عليهم بالموت بين (أحيا) و(أعيش).. إلى الذين احترقوا بنار الإرهاب الأعمى، ومازالوا يبحثون في دواخل نفوسهم عن طمأنينة نائمة.. عن طفل يعشق الخبز والزيتون والجري وراء الفراشات.. مازالوا يبحثون عن الحب.. إليهم جميعاً.. أرفع هذه التراتيل..
هذه فاتحة..
أَنَا لَمْ أَزَلْ
مُذْ عَرَفْتُ الْعَيْشَ في الدُّنْيَا سَرَابْ
وَبَحَثْتُ عَنْ دُنْيَايَ في كُلِّ اتِّجَاه
أَنَا لَسْتُ أُنْكِرُ أَنَّنِي أَهْوَى الْحَيَاه
أَنَا لَمْ أَقُلْ أَنَّ الْحَيَاةَ تَدُوسُ أَزْهَارَ الْجِبَاه
أَنَا لَمْ أَزَلْ وَحْدِي أُدَافِعُ عَنْ حَيَاه
وَمَضَيْتُ أَرْتَشِفُ الْهَوَى
وَسَرَيْتُ أَرْتَشِفُ الْهَوَى
أَسَفِي عَلَيْهَا مِنْ حَيَاه
آمَنْتُ بِالشِّعْرِ لَكِنْ.. مَا وَجَدْتُ بِهِ الأَمَانْ
آمَنْتُ بِالْحُبِّ لَكِنْ.. مَا عَرَفْتُ لَهُ حَنَانْ
آمَنْتُ.. آمَنْتُ .. آمَنْتُ..
لَكِنْ..
كُلُّ إِيمَانِي تَخَارِيفُ..
.. حَكَايَا مِنْ زَمَانٍ.. يَا زَمَانْ..
وهذه فاتحة أخرى..
.. وَرَأَيْتُهَا..
وَسَوَادُ مُقْلَتِهَا يُخَالِطُهُ اخْضِرَارْ
اَلأَسْوَدُ الْمَحْزُونُ تَرْفَعُهُ خِمَارْ
أَنَا لَمْ أَكُنْ أَرْنُو إِلَيْهَا إِنَّمَا طَلَعَتْ كَمَا شَمْسِ النَّهَارْ
أَنَا لَمْ أَكُنْ أَنْوِي السُّقُوطَ.. فَقَدْ سَقَطْتْ..
وَهَوَتْ أَمَانِيَّ الَّتِي دَبَّجْتُهَا.. وَلَقَدْ سَقَطْتْ..
سَرَقَتْ لَيَالِي الْحُزْنِ آمَالي.. سَقَطْتْ..
أَنَا لَمْ أَكُنْ أَنْوِي السُّقُوطْ
فَرَّتْ وُرُودُ الأُنْسِ مِنْ زَمَنِي
إِنَّ الوُرُودَ تَفِرُّ إِنْ جَارَ الْقَرَارْ
لَكِنَّهَا طَلَعَتْ كَمَا شَمْسِ النَّهَارْ
عَادَ الْهَوَى.. وَرَأَيتُهَا..
وَقَرَأْتُ فَوْقَ شِفَاهِهَا نَبَأَ انْتِحَارْ
حينما تستحيل الحياة، يزداد التعلق بها..
وتقرع أجراس الموت.. يحتدم الموت..
قرعة للحياة..
.. اَلْيَوْمَ دَوْرُكَ سَوْفَ تَخْرُجْ
خُذْ وَاحِدَه
هِيَ قُرْعَةٌ أُخْرَى سَنُجْرِيهَا..
.. لِتَخْرُجْ..
هَذَا اسْمُكَ الْمَكْتُوبُ يَا... تَخْرُجْ..
وَلَعَلَّ تَلْقَى حَتْفَكَ الْيَوْمَ وَلَكِنْ... سَوْفَ تَخْرُجْ..
الصَّمْتُ يَخْتَرِقُ الْجِدَارْ..
الصَّمْتُ يَعْلُو
وَرَقٌ يَدُورْ
وَرَقٌ يَدُورْ
وَرَقٌ يَدُورْ
أَسْمَاؤُكُمْ عَرَفَتْ مَسِيرَتَهَا وَأَتْقَنَت الْمَدَارْ..
مَنْ يَا تُرَى..
يَا صَاحِبَ الْحَظِّ يَا مَنْ سَوْفَ تَخْرُجْ..
قَدْ نَلْتَقِي.. بَعْدَ الْوَرَقْ..
قَدْ نَلْتَقِي..
وَرَصَاصَةٌ..
قَدْ نَلْتَقِي..
وَرَقٌ يَدُورْ كُلُّ العُيُونِ عَلَى الْمَسَارْ
مَنْ يَا تُرَى تَخْتَارُهُ الأَقْدَارُ
مِنْ وَرَقِ الدُّوَارْ..
.. خُذْ وَاحِدَه..
هِيَ لَحْظَةٌ لِلْمَوْت..
هِيَ قُرْعَةٌ..
حَسَناً فَعَلْتْ..
اِذْهَبْ..
هَذَا اسْمُكَ الْمَرْسُومُ مَعْنىً لِلْفَخَارْ..
نَرْجُوكَ اِحْرِصْ.. كَيْ تَعُودْ
اُنْظُرْ يَمِيناً.. وَارْتَقِبْ
اُنْظُرْ شِمَالاً.. وَارْتَقِبْ
وَاحْسُبْ خُطَاكَ.. حَذَارِ أَنْ تَطَأَ الثَّرَى
بَرْدُ الثَّرَى قَدْ يَحْتَوِيكَ لِسَانَ نَارْ..
إِنَّ الْخُطَى مَحْسُوبَةٌ.. وَهُنَاكَ بَيْنَ النَّاسِ أَفْعَى..
وَهُنَاكَ سِكِّينٌ وَقُنبُلَةُ تَرَقَّبُ في عُيُونِكَ أَلْفَ ثَارْ..
لاَ.. لاَ تَسِرْ فَوْقَ الرَّصِيفِ
حَذَارِ أَنْ تَمْشِي عَلَى ذَاكَ الرَّصِيفْ
اَلْيَوْمَ فَارَقَنَا صِحَافِيٌّ..
وَجُنْدِيٌّ..
وَشُرْطِيٌّ.. وَطِفْلْ..
اُحْسُبْ خُطَاكَ وَسِرْ كَمِثْلِ الظِّلِّ..
عُدْ.. نَرْجُوكَ أَلاَّ.. لاَ تَسِرْ
اَلْمَوْتُ حَولََكَ لاَ تَسِرْ..
اَلْمَوْتُ خَلْفَكَ يَحْتَوِيكَ فَلاَ تَسِرْ..
وَرَصَاصَةُ الإِرْهَابِ في شَوْقٍ إِلَيْكَ..
فَلاَ تَسِرْ..
هِيَ قُرْعَةٌ..
وَأَتَى اسْمُكَ الْوَهَّاجُ مِنْ دُونِ اخْتِيَارْ..
قَدْ نَلْتَقِي..
بَلِّغْ سَلاَماً للصِّحَافِيِّ
وَلِلْجُنْدِيِّ
لِلشُّرْطِيِّ
وَامْسَحْ دَمْعَ أَطْفَالٍ صِغَارْ
هِيَ قُرْعَةٌ أُخْرَى.. عَذَابٌ وَانْتِظَارْ..
هِيَ قُرْعَةٌ..
وَرَأَيْتَها.. بَعْدَ النِّهَايَه..
وَرَأَيْتَهَا..
.. كَانَ النَّهَارُ بِلاَ نَهَارْ..
قد تكسب القدرة على العودة..
لكنك لن تستطيع اختيار مسيرة القدر..
وَرَأَيْتَهَا..
وَلَمَحْتَ أَنْوَارَ الْحَيَاةِ..
عَلَى يَدَيْهَا يَسْتَوِي مَعْنَى الْبَقَاءْ
هِيَ طِفْلَةٌ كَانَتْ تُدَاعِبُ خَصْلَةً مِنْ شَعْرِهاَ..
كَانَتْ تُرَدِّدُ بَسْمَةً مِثْلَ النَّدَى.. كَانَتْ صَفَاءْ
وَرَأَيْتَهَا.. وَرَأَيْتَهَا..
وَلَمَحْتَ فِيهَا الْكِبْرِيَاءْ
وَسَمِعْتَ فِي نَبَرَاتِهَا نَغَمَ الْحَيَاءْ..
كُلُّ الْحَيَاةِ عَلَى يَدَيْهَا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ
وَأَنْ تُشِعَّ خُيُوطَ نُورٍ..
أَنْ تَعُودَ بِقَلْبِكَ الْمَحْزُونِ..
.. مِنْ مَنْفَى الشَّقَاءْ
أَسَفَا.. تَمُرُّ بِكَ الْحَيَاةُ.. وَلاَ تُحِسُّ بِهَا حَيَاه..
.. وَرَأَيْتَهَا.. نَادَيْتَهَا..
صَوْتُ اسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِي وَرَقِ الشِّتَاءْ..
صَوْتٌ تَرَدَّدَ كَالصَّدَى..
شَيْئاً فَشَيْئاً يَخْتَفِي..
خَفَتَ الصَّدَى..
وَالصَّمْتُ عَادَ.. فَلاَ نِدَاءْ..
حسابات التجار تخطئ وتصيب، ..
غير أن الأمر يختلف حين يتعلق بمن يريد
شراء وطن..
مَا الفَائِدَه؟
مَا دُمْتَ تَعْرِفُ أَنَّ نَفْسَكَ
أَفْلَتَتْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ مِنْ مُعَانَقَةِ الْحِمَامْ..
مَا الفَائِدَه؟
قَدْ عِشْتَ مَوْتَكَ أَلْفَ عَامْ..
مَا الفَائِدَه؟
مَا دُمْتَ تَخْرُجُ كُلَّ يَوْمْ..
وَتَعُودُ مُنْكَسِراً.. لأَنَّكَ فَائِدَه..
وَرَأَيْتَهَا..
كَانَ الزَّمَانُ قَدِ انْقَضَى..
وَرَأَيْتَهَا..
.. فَرَأَتْ حُطَامْ..
حَسِبَتْكَ حَيًّا..
وَكَمِثْلِ تُجَّارٍ صِغَارْ..
حَسِبَتْ حِسَابَاتٍ صَغِيرَةَ كَيْ تَعُودَ..
بِفَائِدَه
ربما يكون الموت أقسى..
أقسى الموت.. أن يموت الطفل فيك..
وَالْيَوْمَ أَنْتَ هُنَا..
مَا زَالَ صَدْرُكَ يَرْتَوِي بِالْعَيْشِ
يَعْلُو بِالشَّهِيقْ..
اَلْيَوْمَ أَنْتَ هُنَا..
مَا زِلْتَ تَبْحَثُ عَنْ عَصَافِيرِ الْمَحَبَّةِ
عَنْ خَرِيرِ الْمَاءِ.. عَنْ أُرْجُوحَةٍ تَعْلُو
لِتَعْلُو في الْفَضَاءِ
وَأُغْنِيَاتٍ عَانَقَتْ أُفقَ السَّمَاءِ
وَضِحْكَةٍ بَيْضَاءَ أَشْرَقَ نُورُهَا..
مَازِلْتَ تَبْحَثُ..
عَنْ رَفِيقْ..
مَازَالَ صَدْرُكَ يَا.. خَرَجْت..
مَازَالَ صَدْرُكَ يَرْتَوِي..
يَعْلُو وَيَعْلُو بِالشَّهِيقْ..
طَابَ الْمَسَاءُ..
وَرِحْلَةٌ أُخْرَى تُلَمْلِمُهَا عَلَى..
نَفْسِ الطَّرِيقْ..
مَازَالَ صَدْرُكَ يَحْتَوِي النَّسَمَاتِ..
لَكِنْ..
.. شَهِيقُكَ يَا.. خَرَجْتَ..
كَمَا الزَّفِيرْ..
مَازِلْتَ تَبْحَثُ فِيكَ عَنْ طِفْلٍ صَغِيرْ..
مَازِلْتَ تَبْحَثُ عَنْكَ فِيكْ..
مَازِلْتَ تَجْرِي حَافِياً خَلْفَ الْفَرَاشَةِ..
كَيْ تَطِيرْ..
مَازِلْتَ تَحْمِلُ فِي يَمِينكَ نَرْجَسَه
وَتَطِيرُ فِي حُلُمٍ جَمِيلٍ فَوْقَ تَاجِ النَّرْجَسَه
وَبِنَظْرَةِ الرَّجُلِ الْخَبِيرْ..
تَقْرَا خَفَايَا الْغَيْبِ فَوْقَ النَّرْجَسَه
تَقْرَا خَفَايَا الْغَيْبِ في وَقْتٍ يَسِيرْ..
.. وَعَلَى حِصَانٍ مِنْ قَصَبْ..
أَلَّفْتَ أَجْمَلَ قِصَّةٍ بَيْنَ الأَمِيرَةِ وَالأَمِيرْ
مَازِلْتَ أَنْتَ هُنَا..
وَرَأَيْتَهَا..
وَرَأَيْتَ قِصَّتَكَ الصَّغِيرَه..
وَرَأَيْتَ حُلْمَكَ صَافِياً
يَطْفُو عَلَى وَجْهِ الْغَدِيرْ..
ربما تعود الحياة..
.. لكن القلوب لا تباع في الأسواق..
وَالآنَ يَنْبَلِجُ الصَّبَاحْ..
آمَالُكَ البَيْضَاءُ تُشْرِقُ بَعْدَ إِغْفَاءٍ طَوِيلْ
الشَّمْسُ شَمْسُكْ..
وَالْمَاءُ مَاؤُكْ
وَرَبِيعُكَ الرَّيَّانُ لَيْسَ لَهُ مَثِيلْ..
وَ(وِسَامُ) عَادَتْ قِطْعَةً قُدُسِيَّةً
لِتَذُوبَ فِي وَهَجِ انْفِجَارْ
الآنَ يَنْبَلِجُ الصَّبَاحْ..
وَالْقَلْبُ غَابَ عَنِ الصَّبَاحْ..
لَكَ أَلْفُ قَلْبٍ..
لَمْ تَزَلْ..
.. تَبْكِي عَلَى أَلْفِ قَتِيلْ..
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved