الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th September,2005 العدد : 122

الأثنين 8 ,شعبان 1426

من الحقيبة التشكيلية
بعد زيارة معالي الوزير
الأمل يعود لعشاق ومحبي جمعية الثقافة والفنون
إعداد: محمد المنيف
قبل فترة قام معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني بزيارة للمركز الرئيس للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وحضر اجتماعا ضم أعضاء مجلس إدارتها، وألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ محمد بن أحمد الشدي كلمة أوضح خلالها الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للثقافة والمثقفين مما يجسد دعمها للجمعية التي بلغ عدد فروعها اثني عشر فرعا مشيرا إلى أنه يجري حاليا الإعداد لافتتاح الفرع الثالث عشر في منطقة نجران.
كما أعطى الأستاذ الشدي لمعالي الوزير والحضور نبذة مختصرة عن خطة نشاطات الجمعية للعام المالي 1425هـ 1426هـ وما اعتمد بها من نشاطات تضمن الكثير من البرامج ومنها موضوع إقامة مركز مكة المكرمة للتراث كما تضمن حديث رئيس مجلس إدارة الجمعية فكرة إنشاء أكاديمية للفنون وعمل الدراسات اللازمة لذلك بعد إقرارها في هذه الجلسة، كما تم في الاجتماع مناقشة فكرة تنظيم (بينالي) عربي إسلامي للفنون التشكيلية وإقامة المهرجان السعودي الرابع للفنون المسرحية في الرياض وفكرة إقامة مهرجان سنوي يقدم فيه أبرز الأعمال الثقافية والفنية التي انتجتها الجمعية وفروعها خلال العام ومنح الجائزة والحوافز لعدد من المبدعين وإمكانية إنشاء دور للتراث الشعبي في عدد من المناطق والمحافظات.
الحلم والحقيقة
بين القول والفعل
تلك الزيارة لفتت أنظار كل من كان له علاقة بالجمعية وأعادت حلماً ما زال قائماً إذ إن زيارة معالي وزير الثقافة والإعلام للجمعية حدث يحرك الجزء الساكن في مياه الثقافة والفنون في هذا الوطن خصوصا بعد انضمام الثقافة واحتوائها في وزارة تعنى بشؤونها بشكل أكثر تنظيماً بعد أن كانت إدارات مبعثرة في مختلف القطاعات.. وحينما نقول الحلم أو الأمل فذلك عود إلى ما نعرفه عن نشاط الجمعية على مدى عمر يزيد على الثلاثين عاما باعتبارنا من أوائل من كان لهم شرف المساهمة في انطلاقتها في مجال الفنون التشكيلية وهذا أمر اعتز به ويعتز به الكثير فالجمعية في قلوبنا دائما إلا أن هذا الشعور أصبح روحا دون جسد فعلاقة الكثير ان لم يكن الجميع بالجمعية ليس كما يتوقعه البعض فالجمعية حاليا ليست بالمستوى الذي كانت عليه في بداية تأسيسها من احتواء المبدعين ودعمهم أو كما نقرؤه ونسمعه مؤخرا من تصريحات سنوية تتضمن وعودا ببرامج ونشاطات لا مكان على أرض الواقع إلا للنزر اليسير غير المؤثر، منها ما جاء من أفكار طرحت على مائدة معالي الوزير يمكن لنا أن نذكر بعضا منها، خصوصا ما يتعلق بالمجال الذي ننتمي إليه وخصصت له هذه الصفحات وهو الفن التشكيلي.
فقد جاء في الاجتماع طرح فكرة تأسيس أكاديمية فنون جميلة، وهو مطلب أزلي يحمله الفنانون منذ أن تشكل جسد الإبداع السعودي وقبل أن تتأسس الجمعية وجاء ضمن أوراق العمل في الندوة التشكيلية التي نوقشت في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين في الفترة من 11 إلى 131425هـ ومع هذا ما زلنا ننتظر، والسؤال الذي يطرح نفسه مع تقديرنا للمبادرة من قبل رئيس مجلس إدارة الجمعية في إعلان رغبة الفنانين، لماذا لم تسع الجمعية لتحقيق هذه الفكرة من قبل مع أن هذا الأمر لا يتوقف على وزارة الثقافة بل يرتبط ايضا بالتعليم العالي.
وماذا عن فكرة تنظيم (بينالي) عربي إسلامي للفنون التشكيلية الذي سمعنا عنه منذ سنوات طويلة ولم نر له عجين مع أن الفرصة كانت مواتية في فترة وجود دورة الألعاب التي أقيمت في مكة المكرمة وساهمت الرئاسة العامة فيها بمعرض إسلامي عالمي شارك فيه عدد كبير من الفنانين من مختلف الدول الإسلامية وحصل فيها المشاركون في المعرض من مختلف تلك الدول بما فيهم السعوديون على شهادات تقدير وميداليات.
وماذا عن فكرة إقامة مهرجان سنوي يقدم فيه أبرز الأعمال الثقافية والفنية التي انتجتها الجمعية وفروعها خلال العام ومنح الجائزة والحوافز لعدد من المبدعين كما جاء في برنامج الجمعية وأمام معالي الوزير فهذا المشروع ما زال كما عهد يتردد على الألسنة في كل لقاء مع المسؤولين عن الجمعية على مدى سنوات مضت دون تنفيذ حقيقي مع أن الفكرة مهمة ومردودها ايجابي على الجميع في حال تواصل الجمعية مع المبدعين بشكل مستمر لا أن يكون التكريم بمثابة استجداء أو اغراء بالعودة.
أن الحديث عن الجمعية وعن آمال المثقفين والفنانين يكبر كلما ازدادت كثافتهم ووجودهم على الساحة فالواقع اليوم أكبر من أن تحاول الجمعية استيعابه في حال اعتمادها على الآلية المتبعة فيها منذ ما يقارب سبع وعشرين عاما لم يعد في محصلتها أو سجلاتها أي من أولئك المبدعين بسبب تدني تنفيذ الأهداف، فقد تهافتوا وحضروا عند إعلان تأسيسها عام 1393هـ 1973م تعرفوا خلال تلك الانطلاقة على ما جاء في أهدافها التي تحقق لهم السير بخطى مأمونة في ظل نظام يمنحهم ما يدفعهم للعطاء إذا جاء في تلك الأهداف (الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون، فماذا عن هذا الجانب وماذا قدمت الجمعية لهذا الهدف، يليه هدف رعاية الأدباء والمثقفين والفنانين السعوديين والعمل على رفع مستواهم الثقافي والفني والاجتماعي وتأمين مستقبلهم وتوجيههم لما يخدم مجتمعهم فماذا تحقق من تلك الفقرات وهل تم تأمين المستقبل، فماذا عن رفع مستواهم الاجتماعي، يأتي أيضا ضمن الأهداف التي ترتكز عليها الجمعية تبني المواهب الشابة والمبدعين في هذا المجال فكم من ورش عمل أقامتها الجمعية وهل يتوازى عددها بعدد سنوات عمرها الزمني، أيضاً جاء في أهداف الجمعية أنها تمثل المملكة في المحافل الدولية العربية والعالمية فما مستوى هذا الحضور فكم من الفرص أتيحت للفنانين وليس الإداريين من خلالها حضور تلك المناسبات والفعاليات إن وجدت.
لقد أسمعنا لو كنا ننادي أحياء ولكن الأمر يؤخذ بزوايا مائلة ويثار حوله الشكوك حينما نتحدث عن الجمعية وعن القصور فيها باعتبارها منشأة تخدم المجتمع ولهذا فللمنتمين إليها الحق في تصويب أي اعوجاج وتقديم المقترحات ومع ذلك نجد أن الشعور يأتي عكس الاتجاه ظنا أن ما نقوم به من طرح قضايا الجمعية تشهير بها دون علم بأننا الأقرب إليها من الكثير ممن يدعون الولاء لها، لهذا عدنا للتطرق إليها بعد زيارة معالي وزير الثقافة والإعلام والاستماع عن قرب لما تنوي الجمعية القيام به مع ما ينشر بين فترة وأخرى من اعتزامها اقامة مناشط وبرامج فأصبح الأمر مشهودا عليه من قبل المجتمع الذي يترقب تحقيق ما يقال ويعلن عنه من قبل الجمعية مشيرين الى ما جاء في تصريح معاليه: (بأن الوزارة حريصة على أن تستمر جمعية الثقافة والفنون كيانا مستقبلا ويدار من قبل مجلس إدارة وألا تصبح إدارة من إدارات وزارة الثقافة والإعلام) ففي حرص الوزارة على بقاء الجمعية كيانا مستقلا وألا تصبح ضمن إدارات الوزارة تجعلنا نحمل مشاعر متناقضة بين الشك واليقين في قدرة الجمعية على تحمل دورها كمنافس وحيد فالميدان سيصبح مكشوفا بين طرفين، الوزارة والجمعية، على كل منهما البحث عن سبل اجتذاب المثقفين والفنانين بمنافسة شريفة تصب في هدف واحد وهو خدمة الإبداع الوطني. فالشكوك في الجمعية مبعثها ترسبات الماضي وكيفية إعادة الثقة لدى المثقفين والمبدعين بما تعد به الجمعية في المستقبل ومستوى ما ينجز من برامج غير ما اعتدنا عليه مع أن أغلبه يقام من قبل جهات أخرى ليس للجمعية فيه غير الإشراف أو التعاون.
ما أشرنا إليه ليس إلا غيض من فيض أقلام كثيرة كتبت وأشارت وكشفت واقع الجمعية لفنانين وأدباء ومثقفين قاصين ومسرحيين وتشكيليين أدلوا بدلائهم في صحف كثيرة نحتفظ بالبعض منها ولدينا القدرة على حصرها وجمعها فهي موثقة لو استشهدنا بها لاحتجنا إلى حلقات طويلة، الهدف منها إبقاء الجمعية ودعمها وإصلاح ما يمكن إصلاحه ليستمر عطاؤها وتحقق الأهداف التي أنشئت من اجلها في وقت أصبح فيه واقعنا الثقافي في أشد الحاجة للدعم والإدارة.
إطلالة للتذكير فقط
تأسست جمعية الثقافة والفنون عام 1393هـ بقرار صادر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب على أن يكون مركزها الرياض ويتم إنشاء فروع لها في بقية مناطق المملكة وتم لها تشكيل مجلس إدارة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وبمشاركة خمسة أعضاء وهم طارق عبدالحكيم نائبا للرئيس والأستاذ عبدالعزيز الحماد سكرتيرا والأستاذ محمد الشعلان امينا للصندوق والاستاذ ناصر بن جريد مسؤولا عن العلاقات العامة.
استمرت رئاسة الأمير بدر بن عبدالمحسن إلى عام 1397هـ وبعضوية عدد من الأسماء القريبة والواعية بحجم المسؤولية والأهداف التي انيطت بالجمعية شهدت فيها الجمعية حركة فنية وثقافية استقطبت مختلف المبدعين من مختلف فروع الإبداع فكانت الجمعية بمثابة أكاديمية للفنون الجميلة بروح تنافسية لم تشهد لها الساحة الثقافية والفنية مثيلا نتيجة تفرد الجمعية وقدرتها على احتواء تلك المجالات في أجمل فترات عمرها ونشاطها وكانت تلك الفترة بمثابة تأسيس القاعدة الحقيقية للثقافة والفنون في المملكة وفي عام 97هـ ونتيجة لاعتذار الأمير بدر بن عبدالمحسن عن مواصلة رئاسة المجلس أوكلت مهمة رئاسة الجمعية إلى الأستاذ محمد الشدي وهو أحد الأسماء البارزة في مجال الإعلام والأدب.
الوظائف الرئيسة
ونظرا لحجم العمل وكثافة المتطلب لتغطية تلك اللجان فقد سعت الجمعية لايجاد إدارات وتحديد مسؤوليات أطلق عليها مسمى الوظائف الرئيسة كالآتي: إضافة إلى منصب رئيس مجلس إدارة، ونائب رئيس مجلس الإدارة، هناك مساعد رئيس مجلس الإدارة للشؤون الثقافية، مساعد رئيس مجلس الإدارة للشؤون الفنية، مدير الشؤون الإدارية، مدير الشؤون المالية، مدير شؤون الموظفين، المحاسبة، أمانة الصندوق، إدارة الفروع، إدارة المراكز الثقافية والمكتبات.
لجان الجمعية
بعد تشكيل مجلس الإدارة بدأ العمل في تشكيل اللجان بناء على حاجة الواقع الإبداعي المتنوع المشارب على النحو الآتي:
نادي القصة السعودي، لجنة الفنون المسرحية، لجنة الفنون التشكيلية، لجنة التراث والفنون الشعبية، لجنة الإنشاد، لجنة الإعلام والنشر، لجنة التوجيه الفني والنشاطات، لجنة التصوير الفوتوغرافي.
هذا الحجم والكثافة العددية في المناصب والمسؤوليات تجعل المتابع يعيد النظر في المنجز مقارنة بالجهود الكبيرة من تلك اللجان خصوصا أن للجمعية فروعاً كثيرة في مختلف مناطق المملكة ولكل منها كادر إداري ولجان، ويدفع هذا المتابع الفضول لزيارة الجمعية للتعرف على الواقع اليومي والحضور وممارسة الأنشطة خصوصا ممن لهم حق في الجمعية من مثقفين وفنانين أو من يعشق الإبداع ويسعد بالاقتراب من منابعه، فمن المؤكد أن الجمعية في وقت العمل فيها ستكون خلية نحل ينهل منها الزائر الكثير من الفوائد بلقاء أديب أو فنان أو مشاهدة نشاط أدبي أو فني (مسرحي بكل فروعه) أو تشكيلي أو حضور ندوة أو محاضرة بشكل دائم عودا لمستوى وحجم منسوبي الجمعية وكوادرها، ولكن الأمر كما أعرفه لا يظهر من الواقع إلا الأسماء والمناصب أما الإنجاز فالتاريخ يشهده ويكفل توثيقه واشهاد الآخرين عليه.
الآمال والطموح
ما أشرنا إليه ليس نشرا لغسيل كما يسميه البعض أو سعيا لإبراز حقائق مغيبة بل هو الواقع المكشوف للجميع وما ذكرناه سبقنا فيه الكثير كما أشرنا ولكننا رغم ذلك ورغم ما آلت إليه الجمعية وافتقده المبدعون لا يعني الاحباط أو التراجع بقدر ما نطمح في الكثير إذ لا يزال عشاق الجمعية ومنهم التشكيليون ينظرون لها من الضفة المقابلة لعلهم يجدوا جسرا قويا ينقلهم إلى ضفتها ويجمعهم بها عبر تحقيق أهدافها بشكل جاد ومنافس، ففي استقلاليتها وبقائها ما يعني أهميتها كما أشار معالي وزير الثقافة والإعلام وإيمانه بدورها الثقافي والفني في بناء وخدمة المجتمع والارتقاء بوعيه الفكري والأدبي فالجمعية كيان لها تاريخه واسمه له وقعه على الأذن والوجدان ولكن.. يبقى تثبيت هذا الإحساس بالعمل فهل تشهد الأيام القادمة جديدا يتوازى مع ما نعيشه من توجه نحو مستقبل مشرق في ظل عهد جديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمين استكمالا لما خطط له لبناء الوطن وبمتابعة جادة من قبل وزير الثقافة والإعلام بوجود الدكتور عبدالعزيز بن سبيل وكيل خاص للثقافة في وزارة الثقافة والإعلام بطموحه الذي يعرفه الجميع وينتظر منه الكثير مع ما ينتظره التشكيليون من آمال كبيرة في الإدارة المعنية بهم في الوزارة والتي تتحمل الكثير من المهام التي لم تكن موجودة سابقا للأخذ بهذا الفن إلى موقعه الحقيقي والجاد في ساحة التشكيل العالمي.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved