Culture Magazine Monday  12/11/2007 G Issue 222
فضاءات
الأثنين 2 ,ذو القعدة 1428   العدد  222
 
الرواية السعودية..
مقاربات أولية في السرد المعاصر
خالد الأحمد

 

 

(الشعر ديوان العرب) هذه المقولة التي رافقت العرب لمئات السنين قد تصبح في عداد الأقوال المأثورة، فقد بدأ النثر ينتشر على مساحة السرد العربي، لاسيما النثر الروائي، حتى أن الشعر اخذ ينحسر منسحبا رغما عنه أمام طغيان الحضور الروائي.

وهذا الأمر انتقل حتى جزيرة العرب حيث كتبت عيون الشعر العربي بماء الذهب وعلقت على أستار الكعبة في الحقبة الجاهلية.

وبعد أن كان التساؤل في نهايات القرن المنصرم: لماذا لا توجد رواية سعودية؟.

أصبح التساؤل في مطلع القرن الحادي والعشرين: ما سبب الأرقام القياسية التي تحققها الرواية السعودية في الطبع والنشر والتوزيع؟.

(أرقام ودلالات)

بدأت موجة الرواية السعودية، بل يمكن القول (تسونامي) الرواية السعودية تكتسح شواطئ السرد في الأدب العربي المعاصر منذ عام 2005 حيث صدرت ما يقارب (25) رواية، ثم تضاعف هذا الرقم عام 2006 لتبلغ حصيلة الروايات السعودية في العام الواحد ما يقارب الـ(50) رواية مطبوعة.

وهذه الأرقام تؤكد أن الأمر ليس تطورا للسرد في الأدب السعودي فحسب، بل ظاهرة متفردة في الرواية العربية المعاصرة، وذلك لأسباب عدة، لعل أهمها أن اغلب هذه الروايات هي الإصدار الأول للكاتب أو الكاتبة، إضافة إلى الأعمار الصغيرة نسبيا لكتاب هذا النتاج، حيث تراوحت هذه الأعمار بين العشرين والثلاثين عاما، مع الإشارة إلى أن اغلب هذه الرواية تغيب عنها الصنعة والحرفية الأدبية، وتقترب نسبيا من المذكرات وتدوين السيرة الذاتية.

(كاتبات سعوديات)

ومن أهم الأسباب التي سلطت الضوء على الرواية السعودية، سواء من النقد، أو الإعلام، وحتى عامة القراء، هو دخول المرأة السعودية هذا المجال دون تاريخ سردي يعزز حضورها.

فالمعروف عن المجتمع السعودي حرصه المبالغ فيه في إبعاد المرأة عن أي مجال قد يتعارض مع تقاليده المحافظة، لاسيما بالنسبة للنساء، فكيف الأمر وقد بدأت هذه المرأة السعودية تحكي بجرأة عن حاجات الأنثى ورغباتها الخاصة، وتناقش العلاقة بين المرأة والرجل.

هذه الأمر فاجئ الجميع، وجعل الناقد يقبل على هذه الظاهرة لمناقشتها، والمرأة العربية تقبل على هذه الروايات لتستكشف حياة قرينتها السعودية، والرجل العربي انكب على هذه الروايات ليعرف أكثر عن خصوصيات الأنثى وحياتها السرية، وإضافة إلى هذه الأسباب فان الأعلام دخل بقوة في هذا المجال لان المادة كانت دسمة وتناسب جميع القنوات الإعلامية!.

(محلية خارج الحدود)

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الروايات السعودية التي حققت نجاحا كبيرا طبعت خارج السعودية، أي نستطيع القول أن قارئ الرواية السعودية، أو المتابع لها هو غير سعودي، وفي أحسن الأحوال سعودي خارج بلده. مع العلم أن البيئة السعودية هي محور هذه الأعمال.

(كلمة أخيرة)

بعد هذه الجولة القصيرة في ديوانية النثر الروائي السعودي، تخطر في رؤوسنا الكثير من الأسئلة، ولعل أهم تلك الأسئلة:

إلى متى ستستمر ظاهرة الرواية السعودية؟.. هل ستكبر أكثر من ذلك..؟ أم أنها بلغت الذروة وسوف تبدأ بالتضاؤل رويدا رويدا؟.

وهل الرواية السعودية الشبابية مقدمة أولية لترسيخ الرواية السعودية كجنس أدبي جاد في السنوات القليلة القادمة..؟ لاسيما بعد أن يكون هؤلاء الشباب قد تمرسوا في الكتابة النقدية؟. وإذا تحقق النجاح للرواية السعودية فهل ستكون الكاتبات في الطليعة؟. أم أنها سرعان ما سيتصدر الرجل الصف الأول ويبعد الكاتبات بعد أن ساهمن في تأسيس الرواية السعودية المعاصرة؟.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة