الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th December,2005 العدد : 133

الأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

قَصَائد
شعر: محمد حبيبي
عنّا
كَانَ يُمْكِنُ أَنْ نتحسَّسَهم، كلما نَعَسُوا،
ونجوسَ بحبّاتِ خالِ الخدودِ،
ونمعِنَ أكثرَ في موضعِ النَّمَشَاتْ..
كَانَ يُمْكِنُنَا أَنْ نعدّ رموشهمُ،
ونخبّرُهمْ أيّها حفّهُ الكحْلُ أغمقَ،
أبعَدَ من شَيْلَهِمْ، أن نطوفَ بهم طيلة العمرِ،
أطرافَهم بالعطورِ نُوضِّئها، ونجفّفُ بَلَّ ملابسِهم غابةً من بخورْ..
كَانَ يُمْكِنُ أَنْ نتبادلَ حكْمتنا بالحياة،
ونُحْسِنَ... أوقاتَ ضِحْكَاتِنَا، النومَ، والصَّحوَ...
حتى بوقت نشيخُ،
ونَنْسى مواعيدَ شُرْبِ دوانا،
وكلَّ أصابعِنا الراعشاتِ،تساعدُ بعضاً، لإمساكِ ملعقةٍ تَرْتَجِفْ..
وخيالاتنا اعتُصِرَتْ كلها لاخْتِلاق مواعيدَ - نوقنها كاذباتٍ - لأبناءَ
لن يُقْبِلوا زائرين..
كان يمكننا فعل أكثرَ...
- من طَبْعِ قُبْلَتِنَا بِبُرود -
كان يمكننا فعل أكثرَ؛
لولا
- بِمُفْتَرَقٍ بَيْنَ:
ماءِ الحياةِ، الذي نَتَشَارَكُهُ مَعَهُمْ،
والْغِيَابِ الطَّوِيل.. -
وَحْدَهُمْ... ذَهَبُوا؛
كَيْ يَذُوقُوهُ
عَنَّا
....
....
.. مَضَوْا..
دُونَ أَنْ يَترُكوا خَبَراً وَاحِداً، كَيْفَ هُمْ...؟
مَا الَّذِي دَارَ فِي خُلْدِهِمْ،أَنْ يَقُوْلُوا بَهَمْسِ الْعُيُونِ،
التي فَغَرَتْ دَهْشَةً، تَتَلَمَّسُنَا
، رُبَّمَا،
فِيْ ظَلاَمِ طَرِيقٍ بَصَحْرَاءَ...
أَوْ
قُرْبِنَا
جَحَظُوا فَجْأَةً،
وَبِكُلِّ حِيَادٍ، تَرَكْنَا أَصَابِعَنَا،
تَطْمَئِنُّ
عَلَى نَبْضِ حُبِّهِمُ يَتَوَقَّفُ..
ضمد -الجمعة، 13ربيع الأول، 1426هـ
طلّة
تُرَى لَوْ..
، وَقَدْ هَفَّ بالعطرِ،
قمحُ الجبينِ على سَعَفِ الحاجبين،
فكيف يكون صباحٌ
، برسمةِ خنجرِ ذقنٍ،
على وجهِ طفلٍ
يُطِلّ...؟
***
تُرَى
بعدما، أكملَتْ عدّنا، مرتين..
وَلَفَّتْ لغائبنا (كِسْرَتَيْن)
جلسنا، بثَنْيَاتِ سيقاننا،
وجثَوْنا على الأرض بالركبتينْ،
على (مِنْسَفٍ) من حَصِيرٍ،
لنغمَسَ فيهِ، سويّاً،
بِسَمْنِ (العَصِيدِ)..
أَبَعْدَ أصابعكَ الخمسِ،
نبحثُ عن طَعمِْ سكَّرْ؟!
***
تُرى لَوْ
خَطَوْنَا إلى آخرِ السورِ،
حيثُ عريشةُ فُلّ؛
لنجنيَ عِقْدَ الخطيبهْ..
أكنَّا مَرِضْنَا بروحكَ
ما بيننا، حَضَرَتْ، واقِفِينَ،
كأِخْوَةِ يوسفَ،
مِنْ حَوْلِهِ (...)، مُشْفِقِينَ،
نبالغُ في الضِّحْكِ، تَسْرِيَةً،
ونُشَاغِلُهُ أَنْ نَمُدَّ البِسَاطَ،
نُرُشُّ ترابَ الفناءَ لأُمْسِيَّةِ العُرْسِ...
ِمِنْ بعْضِنَا خِلْسَةً، نَتَغَافَلُ،
نَمْنَحُ أطرافَ أكمامنا،
مَسْحَةَ الدمْعِ، والمسْحَتَيْن...
لأنَّا، مراراً،
سَرَحْنا، ضَحِكْنَا، على المزْحَتَيْنْ..
: (سأبلّلُ ثوبَ العريسِ، بِرْشْقَةِ ماءٍ،
سأخْطِفُهُ (مازحاً) ليْلَ دُخْلَتِهِ للبعيدِ)
(بهمسٍ، تقول، لكي لا أرى)
- (وأنا لنْ أُعِرْكَ شماغي)(البديلَ) أرُدُّ
فَتَضْحَكُ من فَهْمِ تَمْتَمَةِ الشّفَتينْ..
....
....
أما آنَ أَنْ تَنْتَهي مزْحَتُكْ..؟
ضمد الأربعاء 28-1-1426هـ فبراير -2005م
وُضُوءُ الْيَمَامَاتِ..أحمد
الصَّبَاحُ إذا نَبَّهَ الشجَرَاتِ نَدَاهُ، عَصَافِيرَ،
تَرْقُصُ للورقاتِ؛
ففي كلِّ تصْويحِِ عصفورةٍ
همْسُ أغنيةٍ
تَتَوَشْوَشُ
(...)
***
اليماماتُ في شجرِِ السورِ
إنْ نفّضتْ ريشَها بللاً من ندى،
فلأنَّ وضوءَ اليماماتِ
نبعٌ يمرُّ على شامةٍ تحت
سعْفةِ أهْدابِ
(...)
***
الرياحينُ والحبقاتُ،
الورودُ برنجسها، فُلّها، الياسمينُ،
وكاذيةُ البيتِ
يغمِضْنَ بتلاتهنّ،
ويخْفينَ بوحَ العبيرِ يضوعُ؛
لشوكةِ وردٍ
تباغتُ إصبعَ
(...)
***
سجّادة الفُلِّ
منسيةً من أيادي القطافِ
تَمَدَّدَها الليلُ
(...)
***
قارورةُ العطْرِ
تمشي على قدمينِ..
(أَحْمَد)
ضمد-الخميس
24- 11- 2005م 22- 10- 1426هـ
(أَحْمَدْ)
كَالإبْرَةِ
، لا أَوْهَى مِنْهَا، وَجَدَارٍ، لا أَسْمَكَ...
تَشْرَخُهُ عَبْرَهْ!
أَتَخِيطُ الإِبْرَةُ فِي الشَّرْخِ؟
الْفكَرَةُ - لَحْظَةَ قُمْتُ لأكْتُبَكَ - جِدَارٌ،
وَأَنَا الإِبْرَهْ!!
* * *
الْمَاءُ
إذا مَرَّ بِخَاصِرَةِ الصَّنْبُورِ، يُجَرِّحُهُ،
وأَخَفُّ مِنَ الْمَاءِ الْجَارِحِ
رِقَّتُهُ
(أَحْمَد)
* * *
أنْقَى
من رَعْشَةِ لَوْنٍ بَمَهَابَةِ رَسْمَةْ..
مِنْ صُورَةِ شِعْرٍ، لا تَأْتِي،
وَأَخَفُّ مِنَ الرِّيشَةِ، لائِبَةً، تَهْوِي مِنْ جنْحِ الْعُصْفُورِ،
وَأَنْبَلُ مِنْ دَمْعِ مُوَاسَاةٍ بَعَثَتْهُ شَجْرَةْ..
هَبْ أنَّ
(الْغُصْنَ...،
الْعُصْفُورَ،
الرَّيشَةَ،
ألوانٌ مُزِجَتْ فِي لَوْحَةْ..
اللّوْحَةُ:
شَجَنٌ مُنْكَسِرَ الْخَاطِرِ؛ يَبْكِي
لِهَوَاءٍ خَدَشَاهُ الرَّيشَةُ والدَّمْعَةْ -
أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ...
أَكْثَرَ مِنْ خَدِّ هَوَاءٍ لَمَسَتْهُ ريشةْ..
(أَحْمَدُ)
* * *
الْقَمَرُ، إذا انْسَدَلَ قَمِيصَاً لَنُعُومَةِ رَمْلٍ؛
وَالْمَطَرُ إذا ضَحِكَ بِلُؤْلُؤِ رَغْبَتِهِ فَلاحَاً؛
وَالْفُلُّ إذا انْفَتَحَ بِجِيدٍ بَتْلاتٍ فِي لَيْلَةِ عُرْسٍ؛
فَ(الْقَمَرُ، الْمَطَرُ، الْفُلُّ،
الرَّمْلُ، الْفَلاَّحُ، الْعُرْسُ)،
أَقَلُّ نُصُوعَاتٍ مِنْ صَفِّ الأَسْنَانِ
إذا انْفَرَجَتْ، بَاسِمَةً، شَفَتَا
(أَحْمَد)
ضمد 16-1-1425هـ
الحياة
(1)
لمْ نعدْ واثقين بأن حياةَ الحياةِ حياةْ
أرجلُ العنكبوتِ علِقْنا خيوطاتها
ثُمَّ قلنا:
حياة
(2)
لمْ نعدْ واثقين بأن حياةَ الحياةِ حياةْ
اجتمعنا بها لحظةً،
واقتسمْنا مباهجها،
نتَنَسّمُ شهْدَ أمومتها...
واثقين بماء حياةْ
لم نكنْ، أشقياء، تماماً، ولا أبرياءَ، سواهُ
يراودُ إصبَعَهُ، خفْيَةً، بالظلامِ،
ولمّا دَرَجْنَا إلى مَسْجِدِ الْحَيِّ، كُنَّا...
نقومُ، ونركعُ، نحني الظهورَ،
نعفِّرُ جَبْهاتنا بترابِ السجودِ..
ومن بيننا كلنا وحدهُ..
(أحمدُ)
كانَ الصلاةْ
(3)
لمْ نعدْ واثقين بأن الحياةَ حياة
بكلِّ سماواتِ أعمارنا،
بتفاصيلها،
بالسنين - زهوراً مجفّفَةً -
بين شهْقاتنا سكِرتْ، راعشَ الفُلَّ؛
هجْعاتها بشذا النّدِّ والياسمينِ؛
كأنّا:
خُلِقْنا رَعَاةَ فراغٍ،
ولم نَتَنَبَّهْ؛
لِمَا بين دَمْغَةِ خَتْمَيْنِ
يُنْكِرُ أَسْمَاءَنَا
دَمْغَتَيْنِ:
وبينهما العمرُ، فاصِلةٌ من حياة،
- زُرْقَةِ الختْمِ تطبعُ رجْلَ جنينٍ بمشْفَى ولادهْ
- وأخرى على قطعةٍ من صَقِيعٍ، ببرّادِ موتى..
(4)
لمْ نعدْ واثقين، بأن الحياةَ حياةْ
والبطاقاتُ، ثبْتُ النفوسِ،
الشهاداتُ، وقتَ نعلّقها بالبراويزِ،
إضبارةٌ من رفاةْ
ثيابٌ معلاتنا،
سهْوُنا،
ضحْكُ أكبادِهمْ،تتفطَّرُ من حسرةٍ،
آنما يذكرونا،عتاباً قديماً،
لترْكِ الوظيفةِ، والبيتِ...
من عطرِ أحضانهم،
ما كأنّا...
سوى لطْمةٍ، صرخةٍ، بالفجيعةِ،
يستسْمحون لنا،بحمائمِ دعْواتهمْ،
ويهيلونَ قمصان أرواحنا سُوَراً،
من قِصَارِ المُفَصَّلْ..
حينما لن يعودوا يروا غير لثْغِاتِ أطفالِنا،
ذكْرُنا وبطاقاتنا، ثَبْتُ أنفسنا، وبراويزُ أوراقنا،
كلُّ أشيائنا، كلُّنا.. حينها
أحرفٌ
أسطرٌ
فاحَ رِقٌّ صغيرٌ بها،
كلُّ هذي الحياةِ
..................
..................
.................
نعيشُ كتابةَ صَكِّ وَفَاةْ.


ضمد 16-3-1425هـ

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved