الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th March,2006 العدد : 144

الأثنين 13 ,صفر 1427

ثقافتنا .. لماذا لا تقبل القسمة على اثنين؟!

* أحمد الرشيد
يتساءل بعض المثقفين بين الحين والآخر عن أسباب عدم انتقال الإشراف على معارض الكتب من وزارة التعليم العالي إلى الجهة المعنية بالشأن الثقافي وهي وزارة الثقافة والإعلام، ويحصرون كامل العبء المترتب على مهمة الإشراف في تحديد الجهة المسؤولة دون النظر إلى نوعية ومستوى هذا الإشراف وأدواته المتاحة!.
ويتساءلون أيضاً عن مبررات حضور الأكاديميين ومشاركتهم في الفعاليات الثقافية!.
والمؤسف جداً أن تصدر تساؤلات بهذا المستوى من السطحية من عناصر محسوبة على الوسط الثقافي الذي يعتمد الطرح الموضوعي والعمق بما يكفي لإعادة صياغة السؤال لتحقيق الهدف المنشود برؤية واقعية تخدم الصالح العام!.
كنا بأمسّ الحاجة إلى أن يكون السؤال المطروح أولاً عن كيفية هيكلة وزارة الثقافة والإعلام بما يمكنها من القيام بأعباء النشاط الثقافي، وكيف نخلق جسور التعاون والتكامل بينها وبين غيرها من الجهات التي لديها سابق خبرة في العمل الثقافي؛ فقضيتنا يجب أن تكون هي مستوى ونوعية العمل وليس هوية من يتصدى له وينفذه ويقدمه حتى لا نعود إلى الذات الفردية وعقلية هذا لي وهذا لك في تناولنا لهمنا الثقافي الوطني المشترك!.
وكنا أيضاً بحاجة إلى من يحدثنا عن مدى الإمكانية المتاحة حالياً لوزارة الثقافة والإعلام للإشراف على مشاركات المملكة في أكثر من اثنين وعشرين معرضاً دولياً للكتاب في مختلف دول العالم، وهل لدى الوزارة بدائل عن المكاتب الثقافية التابعة لوزارة التعليم العالي التي تتولى مهمام تنظيم جناح المملكة في تلك المعارض؟.
وكم تمنيت لو أن أحدهم سأل عن كيفية ومستوى مشاركة وزارة الثقافة والإعلام في جناح المملكة بمعارض الكتب الدولية؛ فالإجابة ربما تعطي مؤشرا عما إذا كانت الوزارة جاهزة لتولي المسؤولية أم أن الوقت لا يزال مبكراً للمطالبة بإشرافها على معارض الكتب!.
المشكلة أن هؤلاء الذين أشغلتهم قضية الإشراف على معارض الكتب يتصورون أن الإشراف هو أشبه بالكعكة، كل يريد نصيبه منها، فيما الواقع أنه تشريف وتكليف يتطلب تنفيذه جهوداً مضاعفة في الترتيب والتنسيق والتنظيم، حيث يضم جناح المملكة الموحد في تلك المعارض مشاركات لحوالي خمس عشرة جهة من الجهات المهتمة بالثقافة والنشر، مع الحرص على استثمار المشاركة بهذه المعارض في إبراز جوانب من الثقافة السعودية وتقديم نماذج من الناتج الفكري للمثقف السعودي.. ثم إن الثقافة بما فيها معارض الكتب هي عمل وطني يفترض أن نبحث عن تكامله بغض النظر عمن يتولى مهام تنفيذه، فوزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والإعلام كلتاهما تعمل لخدمة الثقافة السعودية، وليس هناك ما يمنع من الاستفادة من خبرة وتجربة وزارة التعليم العالي سواء في تنظيم معارض الكتب أو في إقامة فعاليات ثقافية على غرار الأيام العلمية الثقافية للجامعات السعودية التي أقيمت في رحاب جامعات سوريا والمغرب والامارات والاردن واليمن وقريباً في النمسا.. ولا غنى لأي من الوزارتين عن الأخرى حتى وإن استكثر بعض المثقفين تواجد الأكاديميين في الفعاليات الثقافية، متناسين أن القيادات الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام هم من الأكاديميين، وحتى لو تجاهلوا الحضور الرائع والقوي للأكاديميين في الشؤون التعليمية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهي مكونات أساسية في ثقافة المجتمع وعناصر رئيسية في المشهد الثقافي!.
أرجو أن نقفز فوق تلك الأسئلة الهامشية، وأن نعمل على صناعة نشاط ثقافي جماعي يلبي الرغبات ويحقق الطموحات، وأن يكون معرض الرياض الدولي للكتاب نواة للعمل الثقافي الوطني المشترك الذي حرصت وزارة التعليم العالي على تكريسه بالاستعانة بالعديد من العناصر الفاعلة في أكثر من جهة حكومية وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام، وبإتاحة الفرصة لمشاركات واسعة في فعاليات المعرض المتعددة، وأن ندعم جهود وزارة التعليم العالي ونشجعها على المضي في خدمة الثقافة السعودية على الأقل إلى حين يشتد عود وزارة الثقافة والإعلام وتصبح لديها الإمكانية للتصدي للمهمة قولاً وعملاً!.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved